حب يفوق التصور
لنتأمل في قصة المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل في يو 8:3
أحضروا رؤساء اليهود المرأة دون أن يستوفوا كل أركان الجريمة ولم يحضروا شريكها في الجرم ولا الشهود.. فقط ليجربوا رب المجد.
إن أعفى عنها صار كاسرا"للناموس وإن أمر برجمها سيظهرونه للناس أنه قاس القلب... عميان وقادة عميان... أعمى حرف الناموس قلبهم فقتل الرحمة عندهم... ناسين أنهم بين أيدي واضع الناموس نفسه و أنه محرر الناموس من الحرف معطيا"له الحياة لأن الحرف يقتل أما الروح فيحيي.....
أما هو فأظهر لهم الحكمة والعدل في آن واحد حين وبخهم بأنهم لا يهتمون لخلاص نفوسهم بل يهتمون بدينونة الآخر.. لذا قال (من منكم بلا خطيئة فليرمها أولا"بحجر)أي لم يقل أنها لا تستحق الرجم بل إن كان بينكم بارا"واحدا " فهو من يجب أن يرجمها...إذا"ليثبت البار أن لا بارا"غيره.. فخرجوا من أكبرهم لأصغرهم يجرون أذيال الخيبة والخزي لأنهم كانوا معفرين بالخطيئة....
أما هي... فيا لعظمة هذا الإله... لم يبكتها...لم يحتقرها....لم يعاتبها...لم يدنها
بل بكل محبة ورقة ورحمة... غفر لها.... أرشدها للطريق... إذهبي ولا تخطئي...
يا لهاتين اللحظتين المتناقضتين
أولا"وجدت المرأة نفسها ذليلة مهانة مدانة أمام هذا الكم الهائل من الحقد والكره... حاملين الحجارة ومترصدين لحظة الرجم... والتمتع بمنظر الدماء
وإذا بها ينقلب المشهد تجد نفسها أمام هذا الشلال المنهمر من الحب الفائق للخطاة الذي يريد تطهيرها وتقديسها لتهيئتها للملكوت.
هذه هي قصة النفس البشرية الخاطئة بطبيعتها الساقطة في الخطيئة الأصلية... جاء الناموس بكل قسوته الزاني يرجم... والعين بالعين... والسن بالسن.. فالحرف في العهد القديم لم يستطع أن يرقى بالروح ولا أن يقدس النفس
بل قيدها بقيود العقاب والأوامر والنواهي...
ولكن حين جاء السيد مؤلف وبطل قصة الحب العجيب
الذي فتح باب الرحمة بحبه الإلهي
أعتق النفس البشرية من عبودية الحرف واشتراها بدم ثمين...
وطبيعة المسيح الأقنوم الثاني طبيعة ملتهبة بالحب الإلهي للخطاة... يرسل الحرارة فيطهر قلوبهم... ثم يرسل نوره فيبدد ظلمتهم...ثم يرسل روحه ليسكن فيهم.
فما أروعك يا إلهي
محبتك للبشر لا حدود لها.... ولا كلمات تعبر عنها
رحمتك سبقت عدلك هنا.....أحببتنا للمنتهى. ..
أحبك ربي.... لأنك غير كل الآلهة الأخرى
أمجدك إلهي... لأنك لست سفاكا"للدماء كإله الآخرين...
أسبحك مخلصي.... لأنك محب الخطاة ومحررهم... ثم مقدسهم... ومقتنيهم للأبدية
حب يفوق التصور
-
- عضو
- مشاركات: 133
- اشترك في: السبت ديسمبر 03, 2016 6:44 am
حب يفوق التصور


- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 17070
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
Re: حب يفوق التصور
أسبحك مخلصي.... لأنك محب الخطاة ومحررهم... ثم مقدسهم... ومقتنيهم للأبدية
الله يوفقك أخت مادلين
الله يوفقك أخت مادلين
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
- ملكي نيسان
- عضو
- مشاركات: 2435
- اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2014 12:22 pm