نجومُ الثورات العربيّة .. !! شعر وديع القس

[وديع القس]

المجاهد:
وما أدراني يا مولاي
ما الجهادُ وما الشّهادةُ
وماالجنان و النّعم ُ ..؟
**
2ـ
الشيخ :
وهلْ لي إلّا بمثلكَ
يا مهبولُ
أنتقمُ ..؟
**
وهلْ لي بغيركَ أحمقَا
وجاهلاً مُغرَقَا
يفجّرُ نفسهُ مقتنعا ً ومحترقا
وهو يبتسمُ ..؟
**
وهلْ لي إلا بمثلك لأجعلهُ
شهيدا وسفيرا ً للسماء ِ
ليحجزَ المكانَ في جنّة الله ِ
الغرقى بحورِ النّسا ء ِ
لينسى الفقرَ والألمُ ..؟
**
وهل لي الا بمثلك غبيّا ً
ومثل الحمار أعلفهُ وأركبهُ
وفي لعبة الموت ِ ألاعبهُ
وما أريدُهُ
ألتهم ُ ..؟
**
وهل لي الا بمثلك
وحشا كاسرا
يقتلُ الأطفالَ .. ويغصبُ القاصرات
لأشفي غليلي من الاحقادِ
ويحملُ عنّيَ العار
والوصمُ ..؟
**
وهل لي بغيرك
فاقدُ الإحساس ِ والشّيمِ
عارٍ من الآدابِ والقيم ِ
ويكرهُ الإنسانَ
ويعشقُ الشيطانَ
والتدمير َ وبعشقه ِ
يتهدّمُ ..؟
**
وهل لي إلا بمثلكَ
يؤيّدني
ويجعلُ كذبتي صدقا
ويعظّمني
ومن أجلي رخيص الروحِ
يفديها
وفي الأهوالِ يقتحمُ ..؟
**
وهل لي إلا بمثلكَ
وفيّا ً كالكلبِ
دمويّا كالذئب ِ
ينبحُ حولَ دياري
ويحرسُ نسائي وصغاري
والجواري
ويقدّمُ الولاء طائعا ً
وثمّ يقبّلُ الحذاءَ والقدمُ ..؟
**
وهل لي بغيركَ
أعمى البصيرةِ والبصر
وفاقد العقل والقلب والنظر
ملجومُ الّلسان ِ
أصمّا ً ـ أبكمُ ..؟
**
وهل لي إلا بمثلكَ
يقدّسُ قناعاتي
ويبقى رهن إشاراتي
ويشربُ البولَ طائعا
وهويصلّي راكعا
ويحمدُ الله هانئاً وشاكراً
مكرّمُ ..؟
**
وهل لي بغيركَ أخرقاً
كتمثالٍ من الحجر
تدوسهُ أقدامي و يمجّدها
وكالعبدِ محتقر
يتحمّلُ البصقَ والشتمُ ..؟
**
وهل لي الا بمثلك
اشتري عقله
بأقوالٍ من السحر والبدع ِ
ويصبح ظلّيَ الواقي كدرعي
ويحفظني من العثراتِ
ويتحمّلُ أوساخي
وأمراضي ويبقى
ساكتٌ اللّسان ِ
ملجمُ ..؟
**
وهل لي بغيرك مهووسا ً
بلقاء ربّنا القوّاد
ليغرقه بالنكاح والجهاد
في جنّة ٍ زُعِمَتْ لأمثالكَ
البهمُ ..؟
**
وهل لي بغيركَ
يمشي ورائي محتملا
ذلّ الإهانةِ منسحلا
مريضا وعليلا
ولا يميّزُ ما بين
الذلّ والكرمُ ..؟
**
وهل لي إلا بمثلكَ
أكون لهُ طبيبا
وقبل الله حبيبا
لأروّضه يمشي على دروب ٍ
من الخيال والوهمُ ..
**
وهل لي إلا بمثلكَ
جائع الروح والنفس ِ
كجرثومة ٍ حقيرةٍ فاقدُ الحسِّ
يتبعُ الأوساخَ والرّدم ُ ..؟
**
وهل لي بغيركَ معتوها ً
ولا يميّزُ بين الحقّ والباطل
وأبعدَ من أنفه ِ
لا يعلمُ ..
**
وهل لي بغيرك
ساذجا لأقنعهُ بأنّ
الله أمكر الماكرين
وفاسد الفاسدين
وغافلٌ تحت الظلام ِ منعدمُ ..
**
المجاهد:
لبّيكَ يا سيّدي الأمير
وسأبقى رهن إشارتك َ
وخادمٌ لعلمكَ
وطائعا ً لأمرك َ
لأنّي بعلمك َ عرفتُ الصدقَ
ومن نورك أخذتُ الحقَّ
والله أكبر .. والله أكبر
وعلى هداك أموتُ وأقسم ُ ..!!
وديع القس