سلسلة من كنز الآباء السريان (1)

عن الرعاة
عن الرعاة
يُقام الرعاة على القطيع، ويعطون القطيع طعام الحياة.
من كان ساهرًا ويتعب لأجل قطيعه يهتم برعيته، ويكون تلميذًا للراعي الصالح الذي بذل ذاته عن خرافه (يو 10: 11). من لا يهتم بقيادة القطيع حسنًا يشبه الأجير الذي لا يبالي بالقطيع.
يا أيها الرعاة تشبهوا بهؤلاء الرعاة الأبرار الأولين.
رعى يعقوب قطيع لابان وتعب وسهر وقادهم حسنًا، عندئذ رعى بنيه وقادهم حسنًا، وعلّمهم أصول العمل الرعوي.
اعتاد يوسف أن يرعى القطيع مع إخوته، وفي مصر صار قائدًا لشعبٍ كثيرِ، وقادهم كما يقود الراعي الصالح قطيعه.
قاد موسى قطيع يثرون حميه، وأُختير من رعاية الغنم إلي رعاية شعبه، وكراعٍ صالحٍ قادهم ورعاهم أربعين عامًا، وكان ساهرًا يتعب من أجل قطيعه،
يا أيها الرعاة تشبهوا بذاك الراعي الساهر، رئيس القطيع كله، الذي يهتم هكذا بقطيعه. لقد أتي بالذين كانوا بعيدين. لقد ردّ الضالين، وافتقد المرضى، وقوىَّ الضعفاء. وربط المكسورين. رعى السمان، وسلم نفسه عن القطيع. اختار قادة ممتازين ودرَّبهم، وسلمهم القطيع في أيديهم، ووهبهم سلطانًا عليه. قال لسمعان بطرس: "ارع غنمي وحملاني ونعاجي" (راجع يو 21: 15-17)...
هل ترعونهم، حسنًا وتدبرون أمورهم؟ لأن الراعي الذي يهتم بقطيعه لا ينشغل بشيء آخر مع القطيع. لا يغرس كرمًا ولا حدائق ولا ينشغل باهتمامات هذه العالم. لم نرَ قط راعيًا يترك قطيعه في البرية ويصير تاجرًا، أو يترك قطيعه يجول ويصير مزارعًا. لكن إن هجر قطيعه ومارس هذه الأمور يسلم قطيعه للذئاب .
من أقوال القديس افراهاط الحكيم الفارسى (من آباء السريان الأولين)