سلسلة من كنز الآباء السريان (5)
السمو بالنفس لاستقبال الصوم
موعظة عن الصوم الأربعيني المقدس لمار سويريوس الأنطاكي
السمو بالنفس لاستقبال الصوم
موعظة عن الصوم الأربعيني المقدس لمار سويريوس الأنطاكي
كيف يستطيع أحد أن يتكلم عن الصوم كما يليق، ان لم يمارسه؟ وكيف نعدكم أن الصوم وليمة روحانية، إن لم تقم أمامكم مائدة غير مادية؟ وبالأحرى كيف لا تحسب أننا نختبر المرارة بالصوم خير من أولئك المهتمين ببطونهم، إذا كنا لا نظهر فرحنا في أقوال فيما نغذيكم به وتغذى أنفسنا حسب تعبير ربنا الذي قال في الأناجيل: “طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني واتمم عمله” (يو 4: 34). كان يقول هذا، بعد حديث طويل مع المرأة السامرية، حينما كان التلاميذ يلحون لكي يأكل خبزاَ.
إن الكلمة في الواقع هي طعام الروح الحقيقي؛ لذلك باقتباس كلمة صاحب المزامير “تَبْتَهِجُ شَفَتَايَ إِذْ أُرَنِّمُ لَكَ وَنَفْسِي الَّتِي فَدَيْتَهَا “(مز71: 23)، بل تبتهج شفتاي، إذ أصوم إكراماً لك لأنه ينتج عن صومنا، إننا نرتل بحكمة. كما أن الصوم نفسه يطهر فم الحكيم ويطهر آذان السامعين، ويملي على النفوس تقدير الأشياء السمائية ورفض كل ما هو جسدي وأرضي. ومع ذلك، يوحد أناس جسديون في فهمهم حتى أنهم يدعون “جسداً”.
---------------------
مختصر عن الموعظة
ألقى مار سويريوس الأنطاكي (512-538) هذا الخطاب أول الصوم الأربعين المقدس باللغة اليونانية وترجمها إلى السريانية في القرن السادس مار يعقوب الرهاوي ونشره وترجمه إلى الفرنسية موريس بريير سنة1941 Brière Maurice – ترجمه للعربية مليكه حبيب يوسف& يوسف حبيب
المصدر :
http://dss-syriacpatriarchate.org