سلسلة من كنز الآباء السريان (18)
الأحد السابع من الصوم الأربعيني المقدس
أحد وسعانين مباركة للجميع
الأحد السابع من الصوم الأربعيني المقدس
أحد وسعانين مباركة للجميع
يتسأل مار يعقوب السروجي : ما هي غاية تواضع الرب؟
اي سبب دعاك لتركب على العفو،؟ واية محبة غصبتك وتنازلتَ عند انسانيتنا،؟
هوذا مركبة السماويين مربوطة تحتك، وانت تُزيح على عفو ابن اتان،؟
هوذا افواج السماويين يسكبون الاقداس، وهوذا الصبيان يرنمون لك السعانين في صهيون،
هوذا جموع العلى يهتفون لك: قدوس قدوس، وهوذا جموع الصبيان يصرخون: مبارك الآتي،
من نسمع،؟ والى من نصغي،؟ هل الى هولاء الذين يسبحونك في العلى، او الى اطفال يمدحونك في سعانينهم،؟
هل تُزيح على مركبة اللهيب،؟ ام هل تُكرم على ظهر ابن الاتان،؟
هل انت حالّ في حضن ابيك بجوهرك،؟ ام هل انت لابس حد الفقر في بلدنا،؟
هل انظر اليك فوقُ بين افواج السماويين، ام بين جموع الصبيان البسطاء في اسواق صهيون،؟
لنصرخ علنا بان خبرك السامي لا يُفسر، ولنسرع الخطى صوب تفسير الميمر العظيم،
وبما ان خبر ميمرك لا يُعقب من قبل المجادلين، ليُفسر لنا خبر ميمرك بالمحبة،
عرفنا بان مراحمك انزلتك عند انسانيتنا، انت بيّن لنا كيف ولماذا،؟
ربي اكشف الآن لاي سبب اتيتَ عندنا،؟ وانت فسر لنا لماذا اخليتَ نفسك.؟
جواب الرب الى اسئلة المستفسر: تواضعتُ لاخلص آدم
رايتُ آدم مربوطا بسجدات الاصنام وفاضت مراحمي لاخلص الصورة التي جبلتها يداي،
هو كان قد اذنب لانه احتقر وتجاوز على الوصية، وصار غريبا عن الفردوس بارادته،
كان قد غضب وخرج من ميراثه لانه اخطأ، فاتيتُ عنده لانجيه واعيده الى موضعه،
لو مكثتُ عزيزا لكان يخاف مني، ولهذا لبستُ الجسد وظهرتُ له،
لو كنتُ الآن أُزيح مثل الملك على المركبة وعلى العربة بابهة،
لكانت تُلغى كلمة الانبياء المحبوبة لانهم كانوا يصرخون في نبؤاتهم معلنين كل تواضعي،
ولكان يسكت زكريا الممجد بين الانبياء، ولما كان يتكلم اشعيا في نبؤته،
ولكان يخرس صوت داؤد الملك العالي، ولكان يسكت ايضا حزقيال ونبؤته،
ولكان يبطل هولاء جميعا مع مدارجهم، ولما كان يقبل شعوبُ الارض نبؤتهم،
لانهم تنبأوا عني بانني سآتي بالتواضع، ولو اتيتُ بالعزة لكان هولاء يبطلون،
ركبتُ العفو بتواضع لاجل آدم، وكملتُ كلمة الانبياء العظمى بخصوصي،
لقد ثبتتُ هولاء كما تنبأوا بالحقائق، واعدتُ آدمَ الى الفردوس الذي خرج منه،
السبب الذي دعاني لاركب على العفو هو ان اكمل النبؤات التي صارت بخصوصي.
--------------------
ميمر 174 للملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
------------------------------
http://dss-syriacpatriarchate.org/