سلسلة من أقوال الإباء السريان ( 27 )
يتحدث مار يعقوب السروجي عن الكهنوت قائلاً :
بدأت اتكلم عن الكهنوت فيما لو اقدر، فانِر ذهني لانحت تمثال مجدك، طالبتني المحبة لاظهر خبر ذلك السر، وموهبة الروح القدس لمن يسمعني، السر عظيم، والميمر الذي ابحثه مجيد، وانت يا رب الكل تعرف اسراره وامجاده.
كهنوت مصف الرسل
بسبب خدمة مصف الرسل وقول ربنا الذي وجهه الى الاثني عشر استولى علي العجب،
لو لم اذهب لن يأتيكم الروح القدس، ومتى ما جاء يعلمكم كل الحقيقة،
نفخ في وجوههم وملأهم الروحَ القدس، وصاروا جميعهم الهيين ومليئين اسرارا،
ومن يقدر ان يكون كاهنا في اسرار الابن، ويخدم الامور المجيدة مثل الله،؟
من هو الطاهر وبدون زيف قدام الله، حتى يلبس النار ويقوم ويخدم اللهيب،؟
اي ترابي التهب بلاهوتك حتى يقدر ان يمسك ذلك اللهيب الذي لا يُدرك،؟
من تنقى من قذارة العالم البغيض، وقام على درجة عظيمة المجد حتى يكهّن،؟
لو كان احد ساروف النار لن يقدر ان يكهن ذبائح مصف الرسل الكاملة.
ان هذا لسرّ خفي خبره على البرايا، ونراه في مرآة الروح القدس،
حينئذ يجلس الرب وجها لوجه والكهنة الذين قدسوه يملكّهم في الملكوت،
يتجلى هناك رب الاقداس ومائدة الحياة، وتقوم مراتب رؤساء الكهنة وكهنة الشعب،
يطالبون هناك بالأيمان من كل واحد، وكل واحد يلقي ايمانه على مائدته،
انه اكليل للملوك وللكهنة ولكل واحد، ويطالبونه بالأعمال الصالحة وبالإيمان،
كاهننا قَبِلَ وزنات الاقداس من الله، وفلح وكمّل والقى فضته على المائدة،
وبلغ الاجل لينتقل الكاهن عند باريه، فجاء الموت ونقض اتقان اللاهوت،
وُضع مثل سيد وملك ورئيس على الانسانية، ومثل العدّاد يزيل كل الاجيال،
صعدت سلطته الى كهنة اللاهوت الى درجة اعلى من جميع الرؤساء والسلاطين.
-------------------------------
ميمر 59 للملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
------------------------------
http://dss-syriacpatriarchate.org/
