الاحد: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54912
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الاحد: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيل القداس إلهي من مرقس ص 6
وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ.
وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟
أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟ فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ.
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ.
وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.
وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا:
يقول الإنجيلي: وخرج من هناك وجاء إلى وطنه وتبعه تلاميذه، ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. لقد جاء إليهم بالرغم من معرفته أنهم يحتقروه ويهاجموه... من جانبه يفتح قلبه بالحب حتى لرافضيه، وإن كان لا يُلزم رافضيه بقبوله قسرًا‍!
لقد تعثروا واستخفوا بأمره لسببين هما أصله العائلي وعمله كنجار أو عامل، إذ يقول الإنجيلي: كثيرون بهتوا قائلين: من أين لهذا هذه؟
وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه؟
أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسى ويهوذا وسمعان؟
أو ليست أخوته ههنا عندنا؟ فكانوا يعثرون به. فقال لهم يسوع: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته.
أولًا: لعل الكنيسة الأولى قد تحيرت كيف أن المسيا اليهودي الذي فيه تتحقق النبوات الصريحة في العهد القديم يرفضه اليهود هكذا بشدة، لكنها قد وجدت في هذا الرفض إحدى علامات المسيا الحقيقي، إذ فيه تتحقق أيضًا النبوات، إذ يقول إشعياء النبي: ويكون مقدسًا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي إسرائيل، وفخًا وشركًا لسكان إسرائيل فيعثر بها كثيرون ويسقطون فينكسرون ويعلقون فيُلقطون (إش 8: 14-15).
لقد آمنت الكنيسة الأولى أن هذا الاتجاه اليهودي كان جزءً من عناية الله الخفية التي سمح بها الرب في صهيون (إش 28: 16) لكي خلال تعثر اليهود في حجر الزاوية يقبل الأمم الخلاص، إذ بذلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم (رو 11: 11). يقول الرسول: فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة، كما هو مكتوب: ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى (رو 9: 33).
كما يقول آخر: لهذا يُتضمن أيضًا في الكتاب: هانذا أضع في صهيون حجر زاوية مختارًا كريمًا والذي يؤمن به لن يخزى... فالحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية وحجر صدمة وصخرة عثرة، الذين يعثرون غير طائعين للكلمة، الأمر الذي جُعلوا له (1 بط 2: 6-8).
يقول بعض الدارسين أن إنجيل مار مرقس في كليته يهتم بإبراز هذه الصدمة أو العثرة في حجر الزاوية، كاشفًا سرها ألا وهو عمى البشرية وارتكابهم الخطية، كما يظهر من تفاسيرهم الشريرة لأعماله المقدسة (مر 3: 21-22)، والمشاورات المستمرة لمقاومته وقتله (مر 2-3). هذه كلها إنما كانت تمثل ظلال الصليب الذي ينطلق إليه ليحمله أو بمعنى آخر من أجله جاء إلى العالم.
الآن إذ اقتربت نهاية خدمته في الجليل وقف خاصته يجحدونه. حقًا لم يستطع أهل الناصرة أن ينكروا أعماله الفائقة وحكمته العلوية لكنهم وهم مندهشون تعثروا كيف يؤمنون بمن يعرفون أصله وعائلته التي في وسطهم بينما يتوقع الكل مجيء المسيا على السحاب قادمًا من السماء! لقد بهتوا وتساءلوا لكن لا ليتعرفوا على الحق ويؤمنوا به إنما لأجل المقاومة في ذاتها. أما السبب الثاني للعثرة فهو عمله كنجار، وفي الأصل اليوناني تعني كلمة نجار عاملًا في الحجارة أو الخشب أو المعدن، وهي كالكلمة العبرية، إذ كان يصنع النير والمحاريث. فهو في نظرهم يمارس أعمالًا حقيرة، ليس برئيس كهنة ولا فريسي أو كاتب إلخ. بمعنى آخر عارفين بأصله وعمله!
ما تعثر فيه اليهود هو موضع إعجابنا فإننا بالحق ندرك محبة الله الفائقة إذ لم يأت كلمة الله إلينا خلال السحاب وإنما خلال التواضع، حّل بيننا ومارس عملنا ليشاركنا حياتنا، فنشاركه أمجاده الأبدية. نزل إلينا ليرفعنا إليه!
ثانيًا: لعل كلمات أقربائه هنا تؤكد ما قاله القديس يوحنا الذهبي الفم حين علق على العبارة: هذه بداءة الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه (يو 2: 11) بأن المسيح له المجد إذ جاء متجسدًا لم يصنع آيات خارقة علنية في طفولته وصبوته، إنما بدأ عمله بتحويل الماء خمرًا في قانا الجليل بعد عماده. بمعنى آخر لم يأتِ المسيح ليسحب عقول أقربائه في طفولته وصبوته بأعمال خارقة، لكنه جاء ليخدم ويسحب النفوس لحبه الباذل خلال أعماله الإلهية الفائقة الحب!
لو أن المسيح يسوع قدم أعمالًا فائقة في طفولته أمام أقربائه حسب الجسد لذكروها هنا أيضًا حين أعلنوا دهشتهم من جهة حكمته والقوات التي تجرى على يديه.
ثالثًا: إذ يدعونه النجار ابن مريم يستدل من ذلك أن يوسف النجار قد تنيح في ذلك الحين، وإلا كانوا قد ذكروا اسمه. أما عن دعوة يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان إخوته، فقد استخدم تعبير إخوة في الكتاب المقدس إما للإخوة حسب الدم، أو بسبب وحدة الجنسية أو بسبب القرابة الشديدة أو الصداقة. فقد جاء التعبير هنا بسبب القرابة الشديدة كما دعا إبراهيم ابن أخيه لوط أخاه (تك 13: 8)، وأيضًا استخدم لابان ذات الكلمة عن زوج ابنته (تك 29: 15). وقد اعتاد اليهود أن يلقبوا أبناء العم أو العمة أو الخال أو الخالة إخوة، إذ غالبًا ما يعيشون معًا تحت سقف واحد. وفي اللغة الآرامية تستخدم نفس الكلمة أخ لتعبر عن كل هذه القرابات. لذلك يرى القديس جيروم أن إخوة يسوع هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
رابعًا: المأساة التي عاش فيها هؤلاء الأقرباء أنهم بسبب نظرتهم المادية فقدوا ما تمتع به الغرباء، فقدوا تمتعهم بالمسيح يسوع ونوال بركة أعماله، إذ قيل: ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة، غير أنه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم إيمانهم، وصار يطوف القرى المحيطة يعلم.
لقد تعجب المسيح في مرارة لأن عدم إيمانهم حرمهم منه ومن أعماله، إذ لا يعطي المسيح الشفاء إلا لمن يريد ولمن يؤمن، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: لأن المسيح لم ينظر إلى إظهار نفسه بل إلى ما هو لنفعهم. ويقول القديس غريغوريوس النزينزي: لكي يتم الشفاء كانت الحاجة إلى أمرين: إيمان المريض وقوة واهب الشفاء، فإن لم يوجد أحد الأمرين يصير الأمر مستحيلًا. ويقول الأب شيريمون: يريد أن يهب شفاءه ليس حسب قياس محدد لقوة جلاله، إنما حسب مقاييس الإيمان التي يجدها في كل واحد، أو حسبما يعطي هو بنفسه لكل واحد... لقد توقفت عطايا الله التي لا تحد إذ قيل: ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة... وتعجب من عدم إيمانهم (مر 6: 5-6).
هكذا يظهر أن جود الله فعلًا يتوقف على طاقة الإيمان، حتى قيل حسب إيمانكم ليكن لكما (مت 9: 29)، وقيل لآخر: اذهب وكما آمنت ليكن لك (مت 8: 13)، ولآخر: ليكن لك كما تريدين (مت 15: 28)، وأيضًا: إيمانك قد شفاك (لو 18: 42).
يعلق الأب ثيؤفلاكتيوس على قول الإنجيلي: وصار يطوف القرى المحيطة يعلم بقوله: لم يكرز الرب في المدن فقط وإنما في القرى أيضًا معلمًا إيانا ألا نحتقر الأمور الصغيرة، ولا نطلب الخدمة في المدن الكبرى على الدوام، وإنما نلقي بذور كلمة الرب في القرى الفقيرة والمحتقرة.

الذي له المجد إلى ابد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 17990
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: الاحد: لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ!

مشاركة بواسطة بنت السريان »

هناك مثل عندنا يقال
قس البيت يده ما تنباس
صورة

سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“