قصة العجل السمين

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
ADIB
عضو
عضو
مشاركات: 17
اشترك في: الخميس مايو 27, 2010 10:50 am

قصة العجل السمين

مشاركة بواسطة ADIB »

مغامرات العجل السمين
أديب ابراهيم
وقف العجل السمين فوق بركة ماء لا ليشرب هذه المرة بل كي يتأمل جسده الضخم وشعره اللامع وقرنيه الكبيرين فالربيع هذه السنة كان وافر العشب والدفء مما اكسبه المزيد من اللحم والشحم وكساه بشعر اسود براق.
وبينما هو يتأمل قرنيه الكبيرين وذيله الطويل في البركة ادرك ان مائها ليس بماء عادي انه اسود كالليل وتفوح منه رائحة الدولار فهو يعرف الدولاروسيلته الوحيدة للتمتع بالبقرات الشقراوت .
صدفة مر بالمكان ابن آوى عجوز فراح يتحسس السائل غريب الرائحة والطعم ليعلن انه الذهب الاسود مصدر النعم والثروات.
قال العجل ذهب اسود ام احمر لا يهم المهم هل سياتيني بالدولار ؟-
- صاح العجوز اوهوووووووووووووووووووو بالمليارات.
- قال العجل كم بقرة شقراء يمكن نكاحها بكل هذا المال؟
صاح العجوز اوهوووووووووووووووووووو قطعان تليها قطعان-
عاد العجل السمين الى اسطبله ليخبر ابنه البكر بما اكتشف لكن فرحته لم تكتمل فالابن كان قد دبر كل ما يلزم للاطاحة بالعجل الاب وكان ما اراد اذ ان الابن كان قد طلب في اخر طلبية بقرات شقراوات من الغرب و بعض الذئاب وخبئها في بيته لحين اللزوم والان هو وقت اللزوم فالذئاب القادمة من الغرب ليست جائعة ولم تجع يوما وكيف لها ان تجوع وكل حملان الشرق وعجولها ملكها ولكنها اليوم بالذات تأكل فقط لتدبير مؤامرة ستكون بداية فتح غابات الشرق الاوسط كلها لتصير محميات غربية .
ذبح العجل الاب واكل لحمه امام مرأى الابن ويقال حتى انه اكل من لحم ابيه فالعجول لا تأكل اللحم ولا تشرب الخمر ولكن الشائعات تقول انه اكل لحم ابيه وشرب نخبه مع الذئاب الغربية فقط لينبه عجول باقي الغابات انه الخراب القادم من الصحراء...كما تقول الشائعات ان العجل الابن خطط ونفذ كل هذه المؤامرات بعد ان اكل موزا ودخن غليونا وهذا برهان على ان الموز مسكون بالشيطان والشائعة الاخطر تقول ان العجل الاب افشى سرا خطيرا لقاتليه الا وهو ان العجل الابن ليس من صلبه بل ان البقرة الام لقحت صناعيا والنطاف جيء بها من مكان بعيد بهدف تحسين السلالة شكلا ومضمونا ولكن للاسف قتل الاب ولا احد يصغي للشائعات.
تغيرت اهتمامات العجل الملك الجديد للغابة الصغيرة فالى جانب نكاح البقرات الغربيات صار له هم وطموح اكبر وهو تحويل غابته الصغيرة والتي طالما استهزأت به عجول باقي الغابات ولم ينعتوها يوما بالغابة بل بالمزرعة ولم ينعته احد يوما بملك الغابة بل امير المزرعة بالرغم من انه كان عضوا اصيل في تحالف عجول كل غابات الشرق الى انه طال ما كان يشعر بالدونية وما كان يزيد الامر سوءا ذلك العجوز المقيت ابن اوى الذي كان شاهدا على عصره وعصر ابيه وعصر كل العجول العربية التي ترعى بحماية الكاوبوي الامريكي...
لبس العجل السمين العباءة ليخفي تحتها ذيله الطويل ولبس الكوفية والعقال ليخفي كذلك قرنيه الكبيرين مع ان العجوز ابن اوى نصحه ان يخفي الذيل فقط كي لا يتشبه بالحمير وليترك القرنين كسلاح ورمز للقوة ..لكن العجل لم يسمع النصيحة وهو الذي عنده قاعدة كاملة من الطائرات والصواريخ جلبت يوم ذبح العجل الاب وراح يخور بأعلى صوته قائلا هذه الاسلحة هي قروني منذ اليوم وكل الذئاب الغربية اخوتي والكاوبوي الامريكي امي وابي اما انت يا ابن اوى فلتكن مستشاري الاكبروامينا عاما لجامعة العجول العربية.
العجل السمين الابن قارئ جيد فقد درس السياسة فقط من دون الادب في غابات الغرب البعيدة هو يدرك انه يعيش في غابة وقد قرأ جيدا قانون الغاب وحفظه عن ظهر قلب وهو يدرك تماما ان الكون كله يمشي وفق هذا القانون والذي ليس بقانون اصلا انما جمل بلا معنى من الفوضى الخلاقة ابتدعها الشيطان الاكبر واصدرها دستورا ليحكم بها أهل الغاب... ومع ذلك هو اليوم يرفع مع الذئاب اكلي ابيه شعار حقوق العجول والحملان ضد الاسود في كل مكان متناسيا ان الاسود خلقت اسودا ومن حقها الطبيعي ان تحكم حيثما تشاء .
بدأ العجل السمين يحيك المؤامرات للايقاع باسود الغابات وليقلب التاريخ ويجعل من مهد الحضارة مرتعا للفساد ..ولهذا الغرض تحالف مع الذئاب والكلاب والقطط و الجرذان و انشأ الفضائيات وجند الثعالب والافاعي والغربان كمراسلين تعوي وتهس وتنعق هنا وهناك وانشأ المجالس الوطنية بزعامة حمير وحشية مستعربة في شتى البقاع... كل ذلك في سبيل هدف واحد معلن وهو استرجاع شرف العجول الضائع تحت اقدام ملوك الغابات وترك عشرات الاهداف غير المعلنة لذوي الفطنة والذكاء للاستنتاج.
اشتعل فتيل الحرب وراحت العجول تنطح لتقتل فتقتل بقرونها حملا بريء والذئاب تنقض لتجد بين انيابها حملا بريء والكلاب تقتل فيصيح حمل برئ وصار دم الحملان ولحمها مباح وبالمجان لكل مفترس قميء.
حين انتهت الحرب بقيت العجول عجولا بذيولها الطويلة مكسورة القرون في مزارعها تنطح وتنكح وبرسنها الطويل الممتد من الخليج العربي الى واشنطن تتزين وتفخر...
وافاعي الغدر الخزرية كانت وما زالت تأكل ابناءها وتقتل اقلياتها وتحمي فلول مغرر بها هاربة من وجه العدالة من ثم راحت تعطي لجيرانها اصدقاء الامس في الديمقراطية الكاذبة اجمل العبر...
وتجار الدم ومنتهزي الفرص زادوا على مالهم من غنائم الحرب الكثير الكثير..ليصرفوه في الغد الاتي على معالجة وخز الضمير....
والجرذان اكلت من جثث الموتى حتى التخمة وعلى مرأى القطط والذئاب وقايضت الفائض منها بالفدية خسأ هكذا زمان...
والحمير الوحشية المستعربة بقيت تنهق من العواصم الغربية باسم المجالس الوطنية والتنسيقيات وراحت ترقص على وقع الفوضى والخراب وتبكي على الماضي والحاضر وما كان...والمصيبة الاكبر انها كانت تنهق وترفس وفي فمها غليون بني مالح الطعم حريري الملمس غربي المنشأ وهذا على عمالتها اكبر برهان...
والنعام الذي يحسب دوما في الغابة على الاقليات نبتت له الاجنحة والى اوروبا لاجئا حلق وطارمتذرعا بالتطهير وما قد يحمله له اصحاب اللحى الطويلة من الاخوان على أمل ان يعود حين تتحسن الاحوال..
والارنب الكوري الجنوبي الاعمى والابكم عبري الصنع و البرمجة امينا عاما للغابات المتحدة صار...
اماالذئاب فقد سرقت كل بترول الشرق و ثرواته ولاذت بالفرار وهي تغمز بعينيها لأبن آوى المحتال و تصفق لثورها المغوار ...
وحدها الحشود التي ثارت وانتفضت في الربيع العربي بكل الغابات العربية بقيت صماء عمياء تبكي امانها وامنها الذي ضاع ولا تعرف ابدا ماذا تريد.....
كل هذا يحدث والكاوبوي الامريكي يقرمش الشيبس مع صاحبته العبرية ويضحك من بعيد على الفيلم العربي الكوميدي الذي الفه وانتجه واخرجه انما تركه من دون دوبلاج حتى لا تفسد مشاهده بكل ما فيها من فوضى خلاقة وعنونه بعنوان ((مغامرات العجل السمين)).
------------------------------------------------------------------------







أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“