ما بين فرح سكان السماءوبكائنا على الارض
بقلم
بنت السريان
ما بين سكان أهل السماء
وأنّات حزننا العميق على الأرض
إمتدّت على سوح ديارنا
أفئدة
تبكي فارسا
عن جواده ترجّل
إيه أبونا يوسف سعيد
شعب السريان يفتقدكم
وشعب أزخ يبكيكم
بل كل من عرفكم يرثيك
تركتم
في كل عين دموعا حارة
وفي كل قلب غصات مؤلمة
بصمتٍ
ناحت قوافي الشعر
والبلاغة
لم تعد تطرق باب الأدب
حروف سريانية
عبر ثمانون عاماّ
في موانيء مختلفةٍ رستْ
من أزخ الصمود
من لحن أغنية
هواري ليك عزرت آزخ
رسمتُم مُهجاً تتحرّق
إلى منابع الغدران
في جبل الألفاف
هناك
بلون الشجر الملقى
على ضفاف دجلة
في رحم اللغة
توسّدتُم الشعر
والتحفتُم الأدب
إلى بلد الجليد في السويد
رحالِكم حطّتْ
أبونا يوسف سعيد
الغائب الحاضر بروحه بيننا
ثكلتكم المنابرُ سيدي
وافتقدتكمُ الألحان
عناقيد العنب
سكنت حروف كينونتكم
وفي دمائكم
عروقُ الكلمة جرتْ
كم سهماً
تلقيتم
في صدركم مبتسما!!!!
وضباب الكون
لم يكن في بسمتكم مؤثّراً
وإن ثارت أعصابُ البحر
كنتم لإخمادها أهلا
فمن خيوط الصبر
نسجتم أنفاسَكم
وبأسرجة الضياء
حاولتم لملمة
شتات أبناء قومكم
فرسَ الرحيل أسرجتُم
وعلى أنين جراحنا
لحنَ الوداع عزفتم
وفوق المنابر
خالدضياءُ أسرجتكم
بفخر تقف بنت السريان
بنت آزخ في تأبينكم
فوداعا يا رسول الشعربل أب الهدى
أيا مناراًأنار أرضَنا أمدا
أين الدواوينُ كلّمتَ السماء بها
كنت تناجيها والدهر يردّصدى
أين القصائد ُوكنت نظمتها حُللا
فاكتسى بها عهداً عشتَه سَهدا
آن الأوان لتصعدَ نحو سيّدك
آن الأوان فلا رادٌّ لمن صَعِد
بشراك مسكنك العلياءُ ... مرتبةً
فقت الملائكَ فيها واتّسعت مدا
أيا وديعاً عاش بأرضنا حملاً
لكنّه شبَّ في إيمانه أسدا
لكم رفعتَ كأسَ الرب في يدك
فاستحال دماً والخبزُ جسدا
لمّا الخليقةُ عطشى للعلوم غدتْ
أزهاربيعتنا منك رواها ندى
ما همَّك الدرب صعباًوأنت تسلكه
على صليب يسوع كنت مستندا
جاءت إليك مئاتُ الناس راثيةً
وعلى وجوههم الحزن العظيم بدا
أيعزّى الأدبُ المفجوع غيبتَك؟
جئنا نعزّي لعمري كل ذاك سدى
جئنا نؤبّنُ مجتمعين منتصراً
يمضي لموطنه العُلوي منفردا
أنّى لنا رؤياك في مجد العلا اليومَ ؟
واحفظ لنا بقربك ركناً إن أتينا غدا
بشراك يوسف وافرح بالعُلا وطناً
عزَّ على الكُثر واستوطنتََه أبدا
بنت السريان
سعاد اسطيفان
