لفيّة القس جوزيف إيليا
صورٌ ومشاهدُ من حياتي
٣ - أراه قائمًا
( قافية الباء)
سألت مرّةً والدي "موسى إيليا ١٩١٤ - ٢٠٠٥" - عطّر اللّه قبره وأزهره ونوّره - وهو على فراش مرضه الأخير :
- أتجزع من الموت يا أبي؟
فأجابني واثقًا وظلّ ابتسامةٍ خفيفةٍ على شفتيه :
- لا يا ابني ما كنت خائفًا منه يومًا حتّى أرهبه اليوم لأنّني موقنٌ بأنّه ليس إلّا بابًا ندخل من خلاله إلى رحاب حياةٍ أبديّةٍ لطالما تقت إليها حيث لا مرض فيها ولا مشقّة ولا نهاية
فليأتِ وينازلْني فلن يظفر منّي بغير هذا الجسد المنهَك المتهالك أمّا روح الحياة الرّاقصة فيّ فهو أعجز من أنْ يتمكّن من خنقها بيديه الغليظتين
طبتَ مقامًا يا أبي
فلكم كنت شجاعًا بطلًا وأنت مغادرٌ هذا العالم
ولكم لن نراك إلّا قائمًا حاضرًا كأنّك لم ترحل بعد.
٥٠- وعن أبي ماذا أقولُ؟ قد سقتْ
أنهارُهُ أفواهَ حقلٍ مُجدِبِ
٥١- كان بسيطًا هادئًا مستسلمًا
لواقعٍ أدخلَهُ في كُرَبِ
٥٢- أعطى لجائعٍ رغيفَهُ وعنْ
معذَّبِ الفؤادِ لمْ ينحجبِ
٥٣- ما كان يملكُ الثّراءَ إنّما
في خُلْقِهِ كان مثارَ العجَبِ
٥٤- مع الجميعِ كان يمشي صادقًا
يسعى لإصلاحِ شقوقِ العطَبِ
٥٥- فمدَّ صحبُهُ أياديْهم لهُ
غيرَ كرامِ قومِهِ لمْ يصحبِ
٥٦- ما مدَّ كفًّا لغنيٍّ جائرٍ
لحقِّ مَنْ جاورَهُ منتهِبِ
٥٧- في قيظِ صحراءٍ غزتْ سهولَنا
رطّبَها بظلِّهِ المُرطِّبِ
٥٨- أراهُ قائمًا أمام بيتِهِ
مبتسمًا كأنّهُ لمْ يغِبِ
٥٩- بلطفِهِ المعهودِ يأتي أهلَهُ
مرتِّلًا ترتيلةَ المُرحِّبِ
٦٠- أقوالُهُ باقيةٌ أحفظُها
كأنّها مزمورُ حمدٍ لنبيْ
٦١- عاش أبيًّا لسوى إلهِهِ
ما سارَ مكسورَ الخُطى والرُّكَبِ
٦٢- ولمْ يمزَّقُ ثوبُهُ مِنْ أحدٍ
ومِنْ رعودِ أرعنٍ لمْ يهَبِ
٦٣- ربّاهُ جمِّلْ بيتَهُ في جنّةٍ
وهبْهُ ما لمْ يرَهُ مِنْ رُتَبِ
القس جوزيف إيليا
٢٢ - ١ - ٢٠٢١
صورٌ ومشاهدُ من حياتي
- القس جوزيف ايليا
- عضو VIP
- مشاركات: 279
- اشترك في: الأحد فبراير 22, 2015 1:02 pm
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54183
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 16895
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
Re: صورٌ ومشاهدُ من حياتي
الله يرحمه
الله يديمك ابونا
الله يديمك ابونا
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .