يوسف يباع من إخوته
ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم فقال إسرائيل ليوسف: أليس إخوتك يرعون عند شكيم ؟ تعال فأرسلك إليهم . فقال له:هأنذا فقال له: اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبراً . فأرسله من وطاء حبرون فأتى إلى شكيم فوجده رجل وإذا هو ضال في الحقل . فسأله الرجل قائلاً: ماذا تطلبفقال أنا طالب إخوتي . أخبرني أين يرعون فقال الرجل : قد ارتحلوا من هنا ، لأني سمعتهم يقولون : لنذهب إلى دوثان . فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان فلما أبصروه من بعيد ، قبلما اقترب إليهم ، احتالوا له ليميتوه فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادم فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله . فنرى ماذا تكون أحلامه فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم ، وقال: لا نقتله وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دماً. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يداً. لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه ، القميص الملون الذي عليه وأخذوه وطرحوه في البئر. وأما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء ثم جلسوا ليأكلوا طعاماً. فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد ، وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر فقال يهوذا لإخوته: ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه تعالوا فنبيعه للإسماعيليين، ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا. فسمع له إخوته واجتاز رجال مديانيون تجار، فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف إلى مصر ورجع رأوبين إلى البئر، وإذا يوسف ليس في البئر، فمزق ثيابه ثم رجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجودا، وأنا إلى أين أذهب فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم!
وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم وقالوا: وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو أم لا فتحققه وقال: قميص ابني! وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراساً فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحاً على حقويه، وناح على ابنه أياماً كثيرة فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه، فأبى أن يتعزى وقال: إني أنزل إلى ابني نائحاً إلى الهاوية. وبكى عليه أبوه وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون، رئيس الشرط
يوسف يتولى السلطة في مصر
ثم قال فرعون ليوسف: انظر، قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياب بوص، ووضع طوق ذهب في عنقه وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه اركعوا. وجعله على كل أرض مصر وقال فرعون ليوسف: أنا فرعون. فبدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح، وأعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة. فخرج يوسف على أرض مصر وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر. فخرج يوسف من لدن فرعون واجتاز في كل أرض مصر وأثمرت الأرض في سبع سني الشبع بحزم فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في أرض مصر، وجعل طعاماً في المدن. طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها وخزن يوسف قمحا كرمل البحر، كثيراً جداً حتى ترك العدد، إذ لم يكن له عدد وولد ليوسف ابنان قبل أن تأتي سنة الجوع، ولدتهما له أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون ودعا يوسف اسم البكر منسى قائلا: لأن اللـه أنساني كل تعبي وكل بيت أبي ودعا اسم الثانى أفرايم قائلا: لأن اللـه جعلني مثمراً في أرض مذلتي ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في أرض مصر وابتدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف، فكان جوع في جميع البلدان. وأما جميع أرض مصر فكان فيها خبز ولما جاعت جميع أرض مصر وصرخ الشعب إلى فرعون لأجل الخبز، قال فرعون لكل المصريين: اذهبوا إلى يوسف ، والذي يقول لكم افعلوا وكان الجوع على كل وجه الأرض، وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتد الجوع في أرض مصر وجاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشتري قمحاً، لأن الجوع كان شديداً في كل الأرض.
إخوة يوسف يذهبون إلى مصر
فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح في مصر، قال يعقوب لبنيه: لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض وقال إني قد سمعت أنه يوجد قمح في مصر. انزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت فنزل عشرة من إخوة يوسف ليشتروا قمحاً من مصر وأما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع إخوته ، لأنه قال: لعله تصيبه أذية فأتى بنو إسرائيل ليشتروا بين الذين أتوا، لأن الجوع كان في أرض كنعان وكان يوسف هو المسلط على الأرض، وهو البائع لكل شعب الأرض . فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض ولما نظر يوسف إخوته عرفهم ، فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء ، وقال لهم : من أين جئتم ؟ فقالوا : من أرض كنعان لنشتري طعاماً وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه فتذكر يوسف الأحلام التي حلم عنهم، وقال لهم: جواسيس أنتم! لتروا عورة الأرض جئتم فقالوا له: لا يا سيدي ، بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاماً نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء ، ليس عبيدك جواسيس فقال لهم: كلا! بل لتروا عورة الأرض جئتم فقالوا: عبيدك اثنا عشر أخا. نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان. وهوذا الصغير عند أبينا اليوم، والواحد مفقود فقال لهم يوسف: ذلك ما كلمتكم به قائلا: جواسيس أنتم بهذا تمتحنون . وحياة فرعون لا تخرجون من هنا إلا بمجيء أخيكم الصغير إلى هنا أرسلوا منكم واحدا ليجيء بأخيكم ، وأنتم تحبسون ، فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق؟ وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث: افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله إن كنتم أمناء فليحبس أخ واحد منكم في بيت حبسكم، وانطلقوا أنتم وخذوا قمحاً لمجاعة بيوتكم وأحضروا أخاكم الصغير إلي، فيتحقق كلامكم ولا تموتوا. ففعلوا هكذا.
وقالوا بعضهم لبعض: حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة فأجابهم رأوبين قائلا: ألم أكلمكم قائلا: لاتأثموا بالولد، وأنتم لم تسمعوا؟ فهوذا دمه يطلب وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم لأن الترجمان كان بينهم فتحول عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم، وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم ثم أمر يوسف أن تملأ أوعيتهم قمحاً، وترد فضة كل واحد إلى عدله، وأن يعطوا زاداً للطريق. ففعل لهم هكذا فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك فلما فتح أحدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل، رأى فضته وإذا هي في فم عدله فقال لإخوته: ردت فضتي وها هي في عدلي. فطارت قلوبهم وارتعدوا بعضهم في بعض قائلين: ما هذا الذي صنعه الله بنا فجاءوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان، وأخبروه بكل ما أصابهم قائلين: تكلم معنا الرجل سيد الأرض بجفاء، وحسبنا جواسيس الأرض فقلنا له: نحن أمناء، لسنا جواسيس نحن اثنا عشر أخاً بنو أبينا. الواحد مفقود والصغير اليوم عند أبينا في أرض كنعان فقال لنا الرجل سيد الأرض: بهذا أعرف أنكم أمناء. دعوا أخاً واحدا منكم عندي، وخذوا لمجاعة بيوتكم وانطلقوا وأحضروا أخاكم الصغير إلي فأعرف أنكم لستم جواسيس، بل أنكم أمناء، فأعطيكم أخاكم وتتجرون في الأرض وإذ كانوا يفرغون عدالهم إذا صرة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا فقال لهم يعقوب: أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا علي وكلم رأوبين أباه قائلا: اقتل ابني إن لم أجئ به إليك. سلمه بيدي وأنا أرده إليك فقال: لا ينزل ابني معكم، لأن أخاه قد مات، وهو وحده باق. فإن أصابته أذية في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية.
[/size]ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم فقال إسرائيل ليوسف: أليس إخوتك يرعون عند شكيم ؟ تعال فأرسلك إليهم . فقال له:هأنذا فقال له: اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبراً . فأرسله من وطاء حبرون فأتى إلى شكيم فوجده رجل وإذا هو ضال في الحقل . فسأله الرجل قائلاً: ماذا تطلبفقال أنا طالب إخوتي . أخبرني أين يرعون فقال الرجل : قد ارتحلوا من هنا ، لأني سمعتهم يقولون : لنذهب إلى دوثان . فذهب يوسف وراء إخوته فوجدهم في دوثان فلما أبصروه من بعيد ، قبلما اقترب إليهم ، احتالوا له ليميتوه فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادم فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله . فنرى ماذا تكون أحلامه فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم ، وقال: لا نقتله وقال لهم رأوبين لا تسفكوا دماً. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يداً. لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه ، القميص الملون الذي عليه وأخذوه وطرحوه في البئر. وأما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء ثم جلسوا ليأكلوا طعاماً. فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد ، وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر فقال يهوذا لإخوته: ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه تعالوا فنبيعه للإسماعيليين، ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا. فسمع له إخوته واجتاز رجال مديانيون تجار، فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف إلى مصر ورجع رأوبين إلى البئر، وإذا يوسف ليس في البئر، فمزق ثيابه ثم رجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجودا، وأنا إلى أين أذهب فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم!
وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم وقالوا: وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو أم لا فتحققه وقال: قميص ابني! وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراساً فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحاً على حقويه، وناح على ابنه أياماً كثيرة فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه، فأبى أن يتعزى وقال: إني أنزل إلى ابني نائحاً إلى الهاوية. وبكى عليه أبوه وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون، رئيس الشرط
يوسف يتولى السلطة في مصر
ثم قال فرعون ليوسف: انظر، قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياب بوص، ووضع طوق ذهب في عنقه وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه اركعوا. وجعله على كل أرض مصر وقال فرعون ليوسف: أنا فرعون. فبدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح، وأعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة. فخرج يوسف على أرض مصر وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر. فخرج يوسف من لدن فرعون واجتاز في كل أرض مصر وأثمرت الأرض في سبع سني الشبع بحزم فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في أرض مصر، وجعل طعاماً في المدن. طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها وخزن يوسف قمحا كرمل البحر، كثيراً جداً حتى ترك العدد، إذ لم يكن له عدد وولد ليوسف ابنان قبل أن تأتي سنة الجوع، ولدتهما له أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون ودعا يوسف اسم البكر منسى قائلا: لأن اللـه أنساني كل تعبي وكل بيت أبي ودعا اسم الثانى أفرايم قائلا: لأن اللـه جعلني مثمراً في أرض مذلتي ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في أرض مصر وابتدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف، فكان جوع في جميع البلدان. وأما جميع أرض مصر فكان فيها خبز ولما جاعت جميع أرض مصر وصرخ الشعب إلى فرعون لأجل الخبز، قال فرعون لكل المصريين: اذهبوا إلى يوسف ، والذي يقول لكم افعلوا وكان الجوع على كل وجه الأرض، وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتد الجوع في أرض مصر وجاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشتري قمحاً، لأن الجوع كان شديداً في كل الأرض.
إخوة يوسف يذهبون إلى مصر
فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح في مصر، قال يعقوب لبنيه: لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض وقال إني قد سمعت أنه يوجد قمح في مصر. انزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت فنزل عشرة من إخوة يوسف ليشتروا قمحاً من مصر وأما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع إخوته ، لأنه قال: لعله تصيبه أذية فأتى بنو إسرائيل ليشتروا بين الذين أتوا، لأن الجوع كان في أرض كنعان وكان يوسف هو المسلط على الأرض، وهو البائع لكل شعب الأرض . فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض ولما نظر يوسف إخوته عرفهم ، فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء ، وقال لهم : من أين جئتم ؟ فقالوا : من أرض كنعان لنشتري طعاماً وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه فتذكر يوسف الأحلام التي حلم عنهم، وقال لهم: جواسيس أنتم! لتروا عورة الأرض جئتم فقالوا له: لا يا سيدي ، بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاماً نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء ، ليس عبيدك جواسيس فقال لهم: كلا! بل لتروا عورة الأرض جئتم فقالوا: عبيدك اثنا عشر أخا. نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان. وهوذا الصغير عند أبينا اليوم، والواحد مفقود فقال لهم يوسف: ذلك ما كلمتكم به قائلا: جواسيس أنتم بهذا تمتحنون . وحياة فرعون لا تخرجون من هنا إلا بمجيء أخيكم الصغير إلى هنا أرسلوا منكم واحدا ليجيء بأخيكم ، وأنتم تحبسون ، فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق؟ وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث: افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله إن كنتم أمناء فليحبس أخ واحد منكم في بيت حبسكم، وانطلقوا أنتم وخذوا قمحاً لمجاعة بيوتكم وأحضروا أخاكم الصغير إلي، فيتحقق كلامكم ولا تموتوا. ففعلوا هكذا.
وقالوا بعضهم لبعض: حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة فأجابهم رأوبين قائلا: ألم أكلمكم قائلا: لاتأثموا بالولد، وأنتم لم تسمعوا؟ فهوذا دمه يطلب وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم لأن الترجمان كان بينهم فتحول عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم، وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم ثم أمر يوسف أن تملأ أوعيتهم قمحاً، وترد فضة كل واحد إلى عدله، وأن يعطوا زاداً للطريق. ففعل لهم هكذا فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك فلما فتح أحدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل، رأى فضته وإذا هي في فم عدله فقال لإخوته: ردت فضتي وها هي في عدلي. فطارت قلوبهم وارتعدوا بعضهم في بعض قائلين: ما هذا الذي صنعه الله بنا فجاءوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان، وأخبروه بكل ما أصابهم قائلين: تكلم معنا الرجل سيد الأرض بجفاء، وحسبنا جواسيس الأرض فقلنا له: نحن أمناء، لسنا جواسيس نحن اثنا عشر أخاً بنو أبينا. الواحد مفقود والصغير اليوم عند أبينا في أرض كنعان فقال لنا الرجل سيد الأرض: بهذا أعرف أنكم أمناء. دعوا أخاً واحدا منكم عندي، وخذوا لمجاعة بيوتكم وانطلقوا وأحضروا أخاكم الصغير إلي فأعرف أنكم لستم جواسيس، بل أنكم أمناء، فأعطيكم أخاكم وتتجرون في الأرض وإذ كانوا يفرغون عدالهم إذا صرة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا فقال لهم يعقوب: أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا علي وكلم رأوبين أباه قائلا: اقتل ابني إن لم أجئ به إليك. سلمه بيدي وأنا أرده إليك فقال: لا ينزل ابني معكم، لأن أخاه قد مات، وهو وحده باق. فإن أصابته أذية في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية.