هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر
عام يجهز حقائبه ويهم بالرحيل
أنها من المفارقات الكبيرة وربما يستغرب البعض منها وهي هل الجماد يشعر ويحزن؟ ويحن
أقول لكم أجل على سورية كل شيئ ممكن .
كعادتي جلبت قصاصات الورق لأسطر عليها أفكار تراودني ومنها أسطر موضوع أو قصة
لقد خطر على بالي عبارة وسطرتها
عام يجهز حقائبه ويهم بالرحيل
طرقت باب صديقي العام فطلب مني الدخول لأنه مشغول فدخلت لأجده يجمع متاعه ويضعها في الحقيبة
لكن حقيبته هذه المرة كانت أكبر من العام الماضي فقلت له يا صديق لما حقيبتك أكبر .
فقال لي لا تفتح علي مواجعي وأحزاني وآلامي سوف أعدها لك .
كم من زلازال حدث وحصد الكثير من الأرواح وكم من فيضان هاج وجرف معه الحجر والشجر والبشر
وكم من حروب قامت وتركت الخراب والدمار والموت في كل مكان أنتشر
وأخصها سورية وحربها الكونية . وهنا قفز القلم من يدي وتدحرج على الأرض وأختفى تحت الطاولة أم تحت الكرسي لا أعرف وبدأت أبحث عنه فسمعت صوت بكاء مر وأقتربت من جهة الصوت فوجدت أمر غريب قلمي هو الذي يبكي وحبره تحول إلى أحمر فحملته بين أصابعي وأتلمسه بحنان وأستغراب فقلت له
لما تبكي يا قلمي وصديقي دربي فقال كيف لي أن أسطر ما حدث ويحدث في سورية فهو أمر كبير ومصاب جلل فكيف تريد أن أخط الجرائم والقتل والخطف والدمار ولا أشعر بالألم والحزن .فقلت له
أجل كلامك صحيح ولا أختلاف عليه ولكن لما تغير لون حبرك من أزرق لأحمر؟
فقال هذا هو دم ما سفك في سورية فحول كل شيئ إلى أحمر وهل تتوقع ان يبقى لوني كما هو؟ أكيد سوف يصبغ بدماء الشهداء والأبطال الذي سفك على تراب الوطن .فقلت له أجل يا صديقي هيا لنسطر قدرنا ونسلم أمرنا لله
فهدأ واستسلم للأمر الواقع وعدت لصديق العام فقلت له المعذرة كنت قد فقدت قلمي وها وجدته فقال لي لقد سمعت حواركما وأنا ألمي أكبر لأنني سأحمل معي هذه الكوارث طوال عمري وهي قدري وستبقى معي
فقط ساعدني في وضعها في حقيبتي لأن أيام رحلي قد أقتربت فبدأت أجمعها معه وأسجلها على ورقة لكي لا ننسى أي منها فكانت حرب بين أرهاب تكفيري وشعب مسالم وكانت حرب بين شعوب تطمع بتراب الوطن وأبناء هذا الوطن وبين شعوب تحقد على هذا الوطن وشعبها المدافع عنه فكانت الجرائم كثيرة ومقرفة من قتل وحرق وخطف وأغتصاب ودمار في كل شيئ وأخطرها دمار الأنسانية والطفولة فكان آخر أبتكار أجرامهم هو أجبار الطفولة على نزع ثوب البراءة عنها وتتحول إلى مجرمة فأجبر الأطفال على القتل الوحشي
فقلت للعام :يا صاحبي لقد تعبت يدي من الكتابة فكيف أنت بحاملها فقال هذا قدري بأن تكون حقيبتي مثقلة بالأجرام والحقد و ربما تكون حقيبتي أخف من الحقائب القادمة لرفاق يأتون بعدي فأرجو أن تكون حقيبتي أثقلهم وأن تكون حقائبهم محملة بذكريات جميلة وحلوة ملئها الفرح والسعادة . ها آنا راحل بعد أيام وأتمنى لكم عام ورفيق جديد وأن يكون أفضل مني ويحمل معه لكم كل خير وبركة فبعد ان جمعنا كل الأحداث ترك الحقيبة مفتوحة لجديد من باقي الأيام وتمنى العام أن تكون خاتمته خيراً على البشرية وخاصة سورية .
فقلت له هل تسمح لي بان أحتفظ بهذه القائمة بعد رحيلك فقال لي يا صاحبي ستجدها محفورة في التاريخ فودعته أنا وقلمي وخرجنا من عنده والدمع ينهمر
وكلانا على أمل بقدوم العام الجديد أن يكون أفضل وأجمل وأسعد .هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر .
ابن السريان
هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 17070
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
Re: هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر
هاأنا راحل بعد أيام وأتمنى لكم عام ورفيق جديد.
وكلنا أمل بقدوم العام الجديد ان يكون أفضل وأجمل وأسعد.
قصتك هذه تعبر ما في قلوب الملايين الملايين من الشعب السوري
وأمنياته للعام المقبل أن يكون أفضل.
ياأخانا كاتب وشاعر السريان
وفقك الله
عام سعيد للجميع
وكلنا أمل بقدوم العام الجديد ان يكون أفضل وأجمل وأسعد.
قصتك هذه تعبر ما في قلوب الملايين الملايين من الشعب السوري
وأمنياته للعام المقبل أن يكون أفضل.

وفقك الله
عام سعيد للجميع
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: هكذا أنهيت مقالي باللون الأحمر
ميلاد مجيد وعام سعيد
شكراً لك أختي الغالية أم تغلات
مرورك الدائم ينير صفحتي ويغني
موضوعي بروعة كلماتك
بركة الرب معك
شكراً لك أختي الغالية أم تغلات
مرورك الدائم ينير صفحتي ويغني
موضوعي بروعة كلماتك
بركة الرب معك
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان
