رجال الأعمال الروس يتجهون إلى الصين بعد العقوبات الغربية!

[إسحق القس افرام]

يرى رجل الأعمال الروسي مارات المقيم في شنغهاي أن العقوبات على بلاده أفسحت المجال أمام فرص غير متوقعة في الصين، في وقت تبذل الشركات جهوداً مضنية لإبقاء سلاسل إمداداتها مفتوحة.
وتلقى رجل الأعمال اتصالاً في الأيام الماضية من شركة تواجه صعوبات بعدما عزلت عن مورديها في أوروبا وأمريكا الشمالية وتبحث عن شركاء في الصين.
وأوضح "قالوا لي: استعد". والشركة المتصلة تنتج مكونات إلكترونية مقرها في بيلاروسيا المستهدفة أيضاً بالعقوبات بسبب تعاونها مع روسيا في الهجوم على أوكرانيا.
ويضيف مارات مفضلاً حجب هويته بسبب حساسية الموضوع في الصين، الدولة الصديقة لروسيا والتي ترفض وصف العملية الروسية بـ "غزو"، "هذا يعني المزيد من العمل لكن أيضاً أرباحاً إضافية".
وتشمل العقوبات تجميد أصول، وحظر التصدير إلى روسيا ومبادرات لشل القطاع المصرفي وإغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام الشركات الروسية.
ومنذ أن أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا في نهاية فبراير(شباط)، فرض الغربيون عقوبات جعلت روسيا على وشك التخلف عن سداد ديونها.
ولم تتبع الصين هذا النهج وتقدم نفسها، محايدة.
ولكن الصين يمكن أن تشكل متنفساً للشركات التي تطالها العقوبات، أو مصدر إمداد للبضائع التي يعزف الغربيون الآن عن توريدها.
والصين هي أول شريك تجاري لروسيا، وبلغ حجم التبادل بينهما في السنة الماضية 147 مليار دولار حسب الجمارك الصينية في ارتفاع بـ 30% مقارنة مع 2019.
وقال رجل أعمال روسي آخر مقيم في بكين وقدم نفسه باسمه الأول فلاديمير: هذه الأزمة فرصة للشركات الروسية في الصين.
وأضاف الصين مفتوحة. يقولون لنا إذا أردتم أن تشتروا، لدينا ما يلزم.
ولكن الأسابيع الماضية كانت صعبة على الشركات المرتبطة بالسوق الروسية.
وقالت عدة شركات، من منتجي مستلزمات حيوانات الرفقة إلى مصنعي المبيدات، إن التقلبات في الروبل منعت العديد من الزبائن الروس من تقديم طلبات.
وتسبب استبعاد المصارف الروسية عن نظام سويفت في منع من الشركات من الدفع بالدولار.
وتتمثل مشكلة أخرى في تأخر الشحنات لأن شركات النقل الدولية ترفض الشحنات الموجهة إلى روسيا.
وقال فلاديمير: ننتظر اتضاح الرؤية أكثر...الجميع يعتقدون أن العقوبات يمكن أن تلغى إذا انتهت الحرب سريعا.
وعززت الصين وروسيا شراكتهما الدبلوماسية والاقتصادية في السنوات الماضية لتشكلا جبهة مشتركة في مواجهة الولايات المتحدة.
وسافر بوتين الى بكين في مطلع فبراير (شباط) لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، في زيارة قال خلالها البلدان عن صداقتهما إنها "دون حدود" مع توقيع عدة اتفاقات.
وقال مارات إن الحرب والعقوبات ستترك تداعيات مختلفة حسب القطاعات، معتبراً ان الصناعات الكبيرة مثل المواد الكيميائية ستصمد على الأرجح أكثر من مصنعي السلع الاستهلاكية متدنية الكلفة.
أما رؤساء الشركات الصينية، فإن الكثير منهم يتوقع انخفاضاً قوياً في القدرة الشرائية للروس.
ويرى آخرون أن الوضع سيفيد على المدى الطويل الصين، حين ستبدأ روسيا التي أضعفتها العقوبات في البحث عن شركاء اقتصاديين.
وقال شي داشواي: بالنسبة للصين، أمر جيد موضوعياً أن تكون روسيا مستهدفة بالعقوبات الغربية.
ويعمل داشواي في موسكو لدى منصة تجارة إلكترونية متخصصة في بيع المنتجات الصينية.
وأضاف أن العديد من الشركات الصينية مستعدة لدخول روسيا إذا اعتمدت موسكو سياسة مناسبة.
وتابع على المدى الطويل، ستكسب الصين من هذا الأمر أكثر مما ستخسر.