من قصص الآباء
من قصص الآباء
كانت هناك عدة عائلات في آزخ ، لها شأن وتأثير في المجتمع آنذاك ، وما أرويه الآن قد جرى منذ قرنٍ ونيّف من الآن .نعم كان في كل عائلة رجل كبير السن ، كلمته مسموعة لا تُرد ، وقدره محترم ، وعند وقوع أي مشكلة إجتماعية ... حتى عقد الثأر ؛ عندما يتدخل كبير القوم فيها ، كان بمثابة الفصل والقاضي ، ولا يُرد حكمه . وبمجرّد تدخل هذا العم أو ذاك ، إنتهى كل شئ وعادت المياه إلى مجاريها . فلا يبقى أعداء ولا تدوم القطيعة وتصفى القلوب على بعضها .
ومرّت على مجتمع آزخ أنّهم تآلفوا وتصادقوا مع مع المجتمعات الغريبة عليهم والقريبة منهم كالأكراد مثلاً .فكنت ترى شخصاً من آزخ ، لديه صداقات حميمة وقوية مع شخصيات معروفة في القرى المجاورة والتخوم القريبة من آزخ .
كان كبير عائلة إيليّا له صديق له وزنه ومقامه وكانت تربطهما روابط أخوية قوية حتى كان كل واحد منهما ينادي الآخر ب الكرييف أي القريب فقد وصلت الصداقة بينهما إلى أن كبير عائلة إيليا حمل ولد صديقه الكردي في حفلة طهوره .وكان هذا الصاحب أيضاً يبادل عمنا كبير عائلتنا بالإحترام والتقدير .
نعم بلغ كبيرنا خبراًمفاده أن كرييفه الكردي الساكن في جزيرة إبن عمر ... وهو تاجر معروف وله صيت وسمعة حسنة ....قد إختلف مع زوجته ورمى عليها يمين الطلاق . ونظرا لرميه يمين الطلاق ......يجب أن يتدخّل من له قيمة وإحترام عنده ... وإلاّ تعقّدت الأمور الى ما لا تُحمد عقباه ، من تشتت أسروي .. وضياع الأولاد .. و .... وما إلى هناك من خراب البيت .
وزن عمنا عميد عائلة ايليا الموضوع في رأسه ، وهو المتدين البروتستاني المذهب ، وزعيم الطائفة الإنجيلية في آزخ والمحترم في كل المجالس وعلى كافة الأصعدة ،وبمثابة رجل دين ، كونه كان مثقفا ومتعلّما في أعلى المدارس وقتها ..... وبعد أن فكّر مليا نوى العزم وركب دابّته وقصد الجزيرة إلى صديقه عليكو ليحل ذلك الموضوع ويعيد زوجة صديقه وعزيزه وكرييفه إلى دارها وأولادها ، وهوالذي لم يسبق له أن تدخّل في موضوع إلاّ وحلّه على أحسن حال .
لم تكن المسافة بالقليلة وعمنا كبير السن ووصل إلى غايته عند الغروب ، متعب وجائع ، إحتفى به كرييفه عليكو وبادر إلى خدمته وأحضر عشاءا فاخرا يليق بعمنا وبمكانته المحترمة بين عموم عائلات آزخ والمنطقة .
بدأ عمنا يعظه بحلو الكلام وبغاية الأدب والتهذيب وأعطى أمثالاً كثيرة على من يتهوّر في مثل هذه الحالات لا يناله إلاّ الندم ، ولكن بعد فوات الأوان . والحياة لا تقاس بعدد هفوات الرجل والمرأة ولكن على الإثنين أن يتخطوا كافة العقبات والأوقات العصيبة .
طالت السهرة وظن عمنا أن كرييفه عليكو إقتنع وعاد إلى رشده .... ولكن عزيزه عليكو لم ينطق ببنت شفة ، رأسه إلى الأرض ، لا يكاد يفرغ من غليون حتى يبدأ بغيره .مع هزة رأس بعدم الرضى والقبول بما يقال .
إحتارمعه صديقه وبقي في حيرة من أمره وعلى أي وتر عليه أن يعزف لصديقه عليكو . قلبها على الناحية الدينية والأخلاقية ، وبدأ يسهب في تحليلاته الروحية ، كيف لاوهو البروتستانتي اللامع والدارس في أرقى المعاهد وقتها ، وكيف أن تفكك العائلة سينعكس على الأولاد وعلى نشأتهم و.... و... وعدّد له آيات كثيرة حتى من القرآن ولكن ..... دون جدوى .
قال له أخيرا إذا لم توافقني يا كرييفي وتسترجع زوجتك وإعادة المياه الى طبيعتها في عائلتك فسأقطع كل علاقتي معك ، هه ماذا تقول ؟؟؟
وهنا بعد أن فهم عليكو من كرييفه في هذه الساعات الطويلة وهذه السهرة .. من المواعظ والخطب والحكم في الحياة الزوجية وهو الذي صمت إلى الآن بعد أن وزن الموضوع من كافة جوانبه ...وحيثياته كان جوابه كافيا ومقنعا ويدل على رجاحة عقله ومدى تفهمه لكل ما قاله صديقه .
قال له باللغة الكردية بما معناه :
كرييفي حنا سمعتُ بشئ يسمّى بروت .. هللا قول..لي .. سع ابيس ...من دين البروت في ؟؟؟؟ أموت على دين البروت ...ولا أرجّع مرتي .
فما كان من عمنا حنا إلا أن قام واقفا وهو الوقور والذي لا ينطق بكلمة جارحة وإضطر أن يقول له :
بالجهنم عليك وعلى مرتك يا حقير إن رجعتها أو لم ترجعها .صار لي من المغرب ....كرغي ..أخيرا طلعت انت فهالحكي ؟؟؟
وركب دابته وعاد تلك الليلة الى آزخ ووصلها في الصباح .
ولم يقض الليل عند هذه العينة من البشر .
وكان يرد على كل سائل عن خاتمة وساطته قائلا خيرا تعمل شرا تلق
بقلم حنا لبيب خوري
- فريد توما مراد
- عضو
- مشاركات: 764
- اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am
Re: من قصص الآباء
نعم أخي حنا .. مبدأ الأحترام كان من أولويات
ذاكَ المجتمع المتضامن ، وآزخ لم تنتصر إلاَّ
بالأحترام المتبادل ، وظهور كبير في العائلة
لم يكن من باب الدكتاتوريّة أو الزعامة
أبداً ..بل من باب الأحترام لهذا الشخص
والرجوع إليه عند المشورة وأخذ النصائح والحِكمْ .
تشكر أخي حنا على نبش الماضي ، وتقديم الجواهر.
وكل عام وأنتم والبشرية قاطبة بخير.
أخاك بالرب
فريد
[/size]ذاكَ المجتمع المتضامن ، وآزخ لم تنتصر إلاَّ
بالأحترام المتبادل ، وظهور كبير في العائلة
لم يكن من باب الدكتاتوريّة أو الزعامة
أبداً ..بل من باب الأحترام لهذا الشخص
والرجوع إليه عند المشورة وأخذ النصائح والحِكمْ .
تشكر أخي حنا على نبش الماضي ، وتقديم الجواهر.
وكل عام وأنتم والبشرية قاطبة بخير.
أخاك بالرب
فريد

- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: من قصص الآباء
ميلاد مجيد وعام سعيد
أشكرك أخي الحبيب أبو لبيب
انك تعيد الماضي لنعيشه من خلال حروفك
الجمال والخير والمحبة يكمن في البساطة
برغم فقره كان أجمل وأسعد من اليوم
بركة الرب معك
أشكرك أخي الحبيب أبو لبيب
انك تعيد الماضي لنعيشه من خلال حروفك
الجمال والخير والمحبة يكمن في البساطة
برغم فقره كان أجمل وأسعد من اليوم
بركة الرب معك
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

Re: من قصص الآباء
اخي الغالي فريد
وانت والعائلة والأهل بألف خير وعام سعيد وميلاد مبارك والله يحفظكم بالصحة والعافية والخير والبركات مدى الحياة عزيزي
على فكرة هذه الذكريات جميعها موجودة في بعض المواقع واحاول ان أُعمّمها على بقية المواقع ليُصار الى قراءتها من قبل القرّاء الأعزاء
اشكرك وووو
بركة عزرت آزخ معك
وانت والعائلة والأهل بألف خير وعام سعيد وميلاد مبارك والله يحفظكم بالصحة والعافية والخير والبركات مدى الحياة عزيزي
على فكرة هذه الذكريات جميعها موجودة في بعض المواقع واحاول ان أُعمّمها على بقية المواقع ليُصار الى قراءتها من قبل القرّاء الأعزاء
اشكرك وووو
بركة عزرت آزخ معك
Re: من قصص الآباء
حبيبي وعزيزي ابن السريان
كما قلتَ ان برغم فقره كان ذلك الزمن من اجمل الأزمنة
نعم فالفقر ليس بعيب ولا بنقيصة ... فالمسيح عاش فقيرا معدوما وهو الذي كان يستطيع ان يكون في اجمل القصور والفيلاّت .
ولكن الأنسان يحتاج فقط للحرية والأمن والأمان وان يأخذ حقوقه في دولته ومجتمعه .. فلو تأمّنت هذه الأشياء لما رأيتَ احدنا قد غادر بلده الجميل وحياته الهانئة وعاث في أصقاع الدنيا طلبا لهذه الأشيا التي نجدها هنا في هذه الدول من ... راتب اجتماعي ... وضمان صحي ... ومسكن نظيف .. فيه غسالة وفرن وبرادات وتكييف حار وبارد ... وفوق هذا نقول ان بلادنا اجمل وارقى ... نعم اجمل ولكن علينا ان نقيم من يحكمنا باخلاص وتفاني .
تحياتي لك عزيزي
Re: من قصص الآباء
أخي الاستاذ حنا الخوري
ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة
غالبا ما اتصفح هذا الموقع وابحث عن مشاركاتك واستمتع بقراءتها لما فيها من العبر المفيدة أو القصص عن بعض الشخصيات وخصوصا الأحداث التي كان مسرحها بلدة آزخ التي تتميز بصفات قل نظيرها في أية مدينة أخرى ، اشكرك من كل قلبي واتمنى لك الصحة والتوفيق .
اديب جرجس لولا
ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة
غالبا ما اتصفح هذا الموقع وابحث عن مشاركاتك واستمتع بقراءتها لما فيها من العبر المفيدة أو القصص عن بعض الشخصيات وخصوصا الأحداث التي كان مسرحها بلدة آزخ التي تتميز بصفات قل نظيرها في أية مدينة أخرى ، اشكرك من كل قلبي واتمنى لك الصحة والتوفيق .
اديب جرجس لولا
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54289
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: من قصص الآباء
الماضي يعيد ذاته من خلال قلمك الرائع أستاذي الجليل حنــا
نستفاد من هذه القصة
الأحترام المتبادل
الثقة العمياء
المحبة
التضحية
هكذا كانت العادات والتقاليد في بلدة آزخ الحبيبة والتي نحن في حسرتها.
وفقك الله واعاده عليكم بالفرح والسعادة والصحة والعافية
نستفاد من هذه القصة
الأحترام المتبادل
الثقة العمياء
المحبة
التضحية
هكذا كانت العادات والتقاليد في بلدة آزخ الحبيبة والتي نحن في حسرتها.
وفقك الله واعاده عليكم بالفرح والسعادة والصحة والعافية




Re: من قصص الآباء
اخي وعزيزي الغالي أديب جرجس لولا
اين ألّنكون نحن الهلازخ .... سنّة يي على الخلّفونا .... اجباري نبيّنها قدّا النيس .
من حروفك العسل وو كلماتك النابعة من القلب وترحيبك الذي أضعه فوق راسي ... عطّرتني بنكهات آزخ ومحبّة ديريك ولم يعد الأنترنيت بذات جلاله وقدره يتّسع لأفتخاري بأعجابك بماشركاتي عزيزي .
عيد مبارك عليك وعلى اسرتك واطلب من هاك عزرت آزخ تحفظك انت وعائلتك بالخير والنعم والتوفيق وسنة مباركة وكل عام وانتم بالف خير
Re: من قصص الآباء
حبيبي وعزيزي ومدير الموقع اســــــــــحق
كا كنت عيني حبيبي .. ايش نسي مونتيق نطلع من جلدنا نحن الأزخينية الاّ نحن ش حكّويات العتق الآباء والأجداد لتبقى رمز وخلود لشعبنا البسيط والجبّار على مثال داؤود النبي حين بارز جوليات الجبار بحصوتين فقط .
فلولا ايماننا البسيط والقوي بنفس الوقت لما استطاعت آزخ الصمود والتصدّي في وجه مصيبة القرن في بلادنا تحيّاتي لك وكل عام وانتم والعائلة بالف خير مع بركة طفل المغارة وووو
بركة امّه عزرت آزخ