عملية زرع رئتين مزدوجة تنقذ حياة أمريكي مصاب بسرطان الرئة!

[إسحق القس افرام]

أعلن أطباء في مستشفى نورث وسترن ميديسن، بمدينة شيكاغو الأمريكية، بأنهم أجروا عملية هي الأولى من نوعها تم خلالها زرع رئتين بنجاح لمريض مصاب بسرطان الرئة.
وقال مسؤولو المستشفى، إن المريض ألبرت كوري (54 عاماً) من شيكاغو، لم يكن مدخناً، وتم تشخيص إصابته بسرطان الرئة في بداية جائحة كورونا.
من جهته قال الدكتور أنيكت بهارات، وهو أحد الجراحين الذين أجروا العملية ورئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى، في بيان صحفي: " بالنسبة للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئتين في المرحلة الرابعة، فإن عملية زراعة الرئة غير ممكنة، ولكن لحسن حظ ألبرت أن السرطان كان محصوراً في صدره، وكنا واثقين من قدرتنا على التخلص من السرطان أثناء الجراحة وإنقاذ حياته”
على الرغم من أن عمليات زرع الرئة أصبحت أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالنوع المميت من السرطان، إلا أن إجراءها اقتصر على الأشخاص الذين لم يصلوا بعد إلى المرحلة الرابعة من السرطان، حيث تنتشر الأورام في الرئتين وأعضاء أخرى من الجسم، ولكن في حالة ألبرت فكان الوضع مختلفاً حيث اقتصرت الأورام على صدره رغم وصول المرض إلى المرحلة الرابعة.
وقال ألبرت الذي كان يعمل في وزارة النقل بمدينة شيكاغو، إنه أصيب لأول مرة بآلام الظهر وعانى من نوبات من العطس والقشعريرة والسعال مع المخاط في أوائل عام 2020. في البداية اعتقد بأنه مصاب بعدوى كورونا، لكنه بدأ بعد ذلك يسعل الدم واتصل بطبيب الرعاية الأولية.
عندما زار الطبيب، اكتشف أنه مصاب بسرطان الرئة في المرحلة الأولى، لكن بسبب جائحة كورونا، لم يتمكن من بدء العلاج على الفور. وفي غضون بضعة أشهر، تقدم مرض السرطان لديه إلى المرحلة الرابعة، وأخبره الأطباء أنه لا يملك فرصة للبقاء على قيد الحياة.
بعد ذلك شاهد تقريراً إخبارياً عن عمليات زرع الرئة في قناة تلفزيونية، وحدد موعداً لمعرفة ما إذا كان مؤهلاً لإجراء عملية زرع رئتين.
والتقى ألبرت بالدكتور يونغ تشاي، أخصائي الأورام الطبي في مركز لوري للسرطان في نورث وسترن ميديسن، والذي أراد تجربة خيارات العلاج الأخرى قبل التفكير في زراعة الرئة.
ومع ذلك، استمرت صحة ألبرت في التدهور، وانتهى به المطاف في وحدة العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي مع التهاب رئوي وتعفن الدم، مما دفع الأطباء لإجراء تقييم لحالته، وتبين بأنه مؤهل للحصول على رئتين جديدتين لأن الورم كان موضعياً في الصدر ولم ينتشر إلى أجزاء أخرى من جسده وهو أمر نادر الحدوث في المرحلة الرابعة من السرطان.
حصل ألبرت على رئتيه الجديدتين في 25 سبتمبر، وبعد ستة أشهر من العملية، لم يعد بحاجة إلى دعم الأكسجين للتنفس و بدأ بممارسة حياته بشكل طبيعي.
يتم تشخيص ما يقرب من 250.000 شخص في الولايات المتحدة بسرطان الرئة سنويًا، ويموت أكثر من 130.000 بسبب المرض كل عام، وفقًا لتقديرات جمعية السرطان الأمريكية. ويُعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان في الولايات المتحدة، ويشكل ما يقرب من 25٪ من هذه الوفيات، وفق ما نقل موقع يو بي آي الإلكتروني.