طعم جبشة الوطن

[حنا خوري]

لا أُريد ان يأخذ عليّ احد مأخذا بأنّي أعنيه فيما سأقوله وأكتُبه الآن ... لا ... ولن ... وليست من طبيعتي أن أُفكّر في اهانة أحد او تقليل من قيمته الأجتماعية او الحضارية خصوصا . فأغلبنا وللأسف أصبحنا في عالم الغربة .. صحيح انّها بلاد غربة ... ولكن مَن منّا يقلّل من وزنها الحضاري والتقدّمي وأننا بالفعل كنّا في بلاد بدائية اذا ما قارنّاها في الدول والمدن التي نعيش أغلبنا فيها هنا في أوروبا وامريكا .
ومن خلال مشاركاتي المتواضعة في أغلب المواقع وقرائتي بفخر كافّة الردود والتعليقات الغالية على قلبي ... وقفتُ عند احداها حيث فيها ذكر .. للجبشة ... اي البطيخ بانواعه ... فعادت بي هذه الكلمة وهذا التعريف الى حياة وزمن وتاريخ ... قد يستخفّ احد الأصدقاء بما أقوله ولن ألومَه .. ولكنّي شخصيا أفتخر بهذه الشخصيات التي هي مقدّسة لدي وفي قلبي وفي ذاكرتي ... فمهما وقد رأيتُ العديد والعديد من عيّنات من المجتمع ... ولكن ليس الى هذا المصاف .
عم والدي .. وبين قوسين ... أخو جدّي .. دانيال الخوري ... سأدعوه كما كان يُصَنّف نفسه في عائلته الأزخينية القديمة في آزخ .. بأنّه كان من ابسط اخوته .
غادرت العائلة بأجمعها آزخ ايام الحكم العثماني وحين طُلِبَ الشباب الى الجهادية العثمانية عام 1885 .. نعم غادرت الى مصر والى الصعيد تحديدا كون والدهم كان الخوري حنا مليحة وبقيت العائلة في بلدة طهطا فترة عشر سنوات ... وحين تغيّر الحكم نوعا ما بألطف منه عادت العائلة الى آزخ بينما هو اي دانيال غادر من هناك الى العالم الجديد الى امريكا وبقي 3 اشهر في البحار والمحيطات راكبا السفن والبواخر الى ان وصل الى ولاية نيويورك وبنسلفانيا وبقي مدّة 40 سنة ليعود بعدها ... والحديث يطول عنه وعن حياته وقد سطّرتُ منها في مذكّراتي التي احتفظ بها في مكتبتي البسيطة .
نعم عاد الينا بعد 40 سنة من الغربة والهجرة ورفض الجنسية الأمريكية وقتها ومن حينها .. والتي يحلم ولا يزال يحلم ملايين الشباب من مجتمعاتنا الحصول عليها في هذا العصر ... لماذا ؟؟؟؟ لأنه لم يرغب التخلّي عن جنسيته الآرامية والشرق اوسطية .
عاد الى سوريا بعد ان هدأت الأمور بعد حربين عالميتين واتفاقيات سايكس بيكو عاد الى القامشلي وحصريا الى قرية تل شعير القريبة من قرية بياندور وتل جهان .
عندما عاد كنتُ انا الداعي الذي بلغتُ هذه الأيام السابعة والستين من عمري .. كنتُ في سنتي الخامسة او الرابعة وعايشته لمدة 25 سنة سرد لي حياته وحياة عائلته ما قبل الفرمان وكافة القصص التي اكتبها اغلبها هو المصدر عن مجتمع آزخ من العصر الجيولوجي الرابع .
ولن أتكلّم عن الحياة الغربية والأمريكية فأنا ملمّ بها وعلى المام تام بها .. أجل كان يحب الخير صادق الشخصية نقيّها متواضع ذو طبيعة مرحة واحيانا يأخذ بعض المواقف الأورستقراطية ... وواقعي الى أبعد الحدود .. ومن مراحل حياته انه ومثلّث الرحمات البطريرك افرام برصوم كانا طلاب لاهوت سوية وحتى في ما وصلوه من علوم . ولم يتزوّج ومات أعزبا .
أعزّائي لا اريد ان أطيل عليكم ما اريد ان اقوله .. فبعد أكثر من اربعين سنة في أمريكا وحضارتها وو ... ثقافتها وتقدّمها وعلمها .. ورقي الحياة الأجتماعية مقارنة بمجتمع تل شعير آنذاك .. كان يُمسك يدي وانا طفل لم أتخطّى الخامسة ونخرج سوية الى ( الورز ) اي الى البقعة المزروعة بالبطيخ وال (الترعوز )... وكم كانت سعادته وفرحته حين يقوم بفحص واختيار احدى البطيخات المستوية والتي يضمنها أل في المائة بأنّها حمرا وحلوة الطعم .
وحين كان يدعوني الى الجلوس في ظل احدى الشُجيرات الصغيرة وهو حامل احدى ( الجبشات )..يبدأ بكسرها بطريقة بدائية أزخينية قروية بعيدا عن كل ما يبت الى حضارة 40 سنة في امريكا ... قائل لي

خذ يا بابتي ( كوني باسم والده ) هِنك فادك فهالشلف من هالجبشة ... حق الله مو بدّلو ف نيويورك وكل بنسلفانيا
وكنّا ننتعش ونتلذّذ بطعم تلك الفاكهة .. فذلك ( الشلف من الجبشة ) لم يكن يستبدله بتلك الحضارة الأمريكية حينها.

فسؤالي لك عزيزي القارىء

هل بامكانك ان تشرح لي .. معنى الوطنية وو ... حب الوطن ... وتراب الوطن .....ووو طعم جبشة الوطن ؟؟؟

بقلم حنا لبيب خوري

[سعاد نيسان]

هذه القصص قصص الاباء والاجداد هي كل ما تبقى لنا من ذكريات الوطن.
ومابقى نقدر نحكي شي غير اننا تشبرزنا وضعنا في بلاد الغربة وعم نتذكر
ايام الورز والكروم والجبش ...الخ ونتمنى كل الخير لوطننا الغالي.
تحياتي لك وللاخت غالية
وك ل عام وانتم بخير
على القصص الحقيقية التي تكتبها لنا لننقلها نحن ايضاً قدر الامكان.

[فريد توما مراد]

أخي حنا .. العزرا تحرسك .

أنا أعلم ، لا بل واثق جداً بأن هدفكَ من هذه القصّة
هو أنساني محط ، وليست الغاية منه أمتحان قلوب
الآخرين ، ودغدغة مشاعرهم ، ربما يكون أشتياق
أحّدهم إلى الوطن ، كأشتياق عمّكم دانيال إلى
( شطف الجبشه ) وقد أكون واحداً منهم .
لقد فضّلَ عمّكم العظيم قرية تل شعيربعد 40 سنة عاشها
في نيويورك وبنسلفانيا ، مستغنياً عن تلك الحضارة
وذاكَ التقدّم والإزدهار من أجل أن يأخذ بيدك إلى
( الورز ، ويهينكْ فادوا بشطف جبشه حمرا )
وهنا تكمن قمّة السعادة ..!
شكراً جزيلاً لكَ على سرد مثل هذه الحكايات عن واقع
آبائنا وأجدادنا ، لتبقى لدينا عربوناً للوفاء والذكرى .

وكل عام وأنتم والعالم بأسره بخير.

أخاكَ بالرب
فريد

[/size]

[إسحق القس افرام]

أشكرك جزيل الشكر أستاذي الجليل حنــا على القصة الجميلة
التي لها طعمها الحلو ومذاقها اللذيذ
أشكرك مرة ثانية على اعادة التاريخ من خلال القصص التي مر بها ابائنا واجدادنا في الوطن
وفقك الله، ونحن بأنتظار جديدك
عيد ميلاد المخلص بالف خير لك والعائلة الكريمة

[ابن السريان]

ميلاد مجيد وعام سعيد
أشكرك أخي الحبيب أبو لبيب
لقد ذكرتني بأيام الصيف الرائعة
التي كنا نقضي الليل على صوت الراديو فوق السطوح
بعد ان نأكل اللبنية أو الجبس مع الجبن أو المخلل
وقبلها كنا نذهب للورز لقطفها وجمعها ثم نقلها إلى السوق
لبيعها وقسم منها للبيت لنتنعم بما أنجبته لنا الأرض المباركة
لقد فاحت رائحة الجبش من مقالك وتذكرت تلك الأيام
أجل فلحظة من تلك الأيام لا تعادلها كل سنين الغربة بكل ما فيها
السعادة ليست كما يعتقد البعض في ما تقدمه لنا الحضارات
بل أرتباط الفرد بأرضه وما يجنيه من تعبه
حقاً قال العم دانيال الرحمة له
حقاً ثوب العيرة لا يدفي
أشكرك والرحمة لكل أجدادنا
بركة الرب معك

[حنا خوري]

السيدة soad nissan

شكرا على قراءتكِ لمشاركتي البسيطة وكل عام وانتم بخير

[حنا خوري]

اخي وعزيزي الغالي فريد

بع موو الى انتيق تنكتب هالحكّويات اللي سمعناها من أكبر مننا شخاطر تبقى أرشيف للأجيال التالية ولكي لا ينسوا أصولهم وتاريخ آبائهم وما أشبه اليوم وما نشهده الاّ مشابها لتشتّت بني اسرائيل وكيف التاريخ يحكي انّ كل قافلة كانت توصي الأخرى بأصلهم وتاريخهم وان لا ينسوا من هم ومن كانوا .....

اخي اشكرك من الأعماق وقد استمتعتُ بتعليقك الجميل وبالفعل لم أقصد في سرد هذه المشاركة الاّ لأدلّ عن مدى عمق وطنيتنا وكم نعتز باصولنا ولا ولن نحيد عنها ابدا ما دمنا احياء

اشكرك اخي واتمنى لك ولعائلتك والبشرية ميلاد خير وسلام وبركة وصحة وتوفيق بشفاعة امه العذراء .

[حنا خوري]

عزيزي واخي ابن السريان

سررت جدا وفرحتُ أكثر كوني وصلتُ الى هدفي في هذه المشاركة فقد فاحت من كلمات تعليقك الجميل رائحة الجبن البيتوتية بالثوم والمشلّلة وارجعتني الى العشاء الذي كنا نتعشّاه على السطح في ضوء القمر البهيء .
بالفعل تلك اللحظات اجبرت عمي دانيال ان يهجر نيويورك وبنسلفانيا واكيد كان ما يشبه الآن الماكدونالد ... ويعود الى تل شعير ليقسم جبشة بيده ويفترس قلبها ويتلذّذ بنكهتها التي تفوق أطايب امريكا وقتها .... وتلك هي الوطنية بعينها .

اشكرك اخي ووو

عام سعيد وبالتوفيق والصحة

[حنا خوري]

حبيبي وعزيزي الغالي ومدير الموقع اســــــــحق

انا بخوا كووو كيّفتو جنكي خليتوك تقرا هالحكوية من مذكّراتي ... بع مو قبل المغرب وهما كيا لفتين او ثَث لفّات فهاك الورز يان ف كرم من كروم حول ديرك فهاك الزمان على بختي يسوى المانيا والسويد وثلجن وقلعانيتن وبردن ... كو صرنا السنة كما السنينير من القفلانية والبرد ... مليح اتذكرتو الورز والجبش هما بشكاية هينكنا فادنا . ؟؟؟!!!

اشكرك حبيبي وعيد ميلاد مبارك وعام جديد يحل عليك وعلى اسرتك بنعم عزرت آزخ

[adiblula]

قصة شطف الجبشة تغني عن كتاب كامل في حب الوطن ، تسلم ايديك
تحياتي لك

[حنا خوري]

اخي والعزيز الغالي أديب

ابوس روحك في هذه المناسبة الدينية الجميلة ميلاد مسيحنا في مغارة بيت لحم ... وتلك الحادثة ايضا تُغني عن رفوف ومكتبات من المجلّدات والأبداعات عن معنى التضحية والفداء وعملية الخلاص التي نواها لنا ربنا مسيح المجد وبدأ وقتها بتنفيذها .

نعم عزيزي ... كل واحد وطاقته كما يقولون .... يرحم ميتينك عمي المرحوم كان ذلك الشطف من الجبشة ويكرّزوو وهو قاعد في الورز .... قمة التعبير على الوطنية والأخلاص للتراب والوطن ... وو كيا .... ووو كيا ف ابو اللي خلّف الهجرة والحضارة الغربية .

تحياتي لك وتحية خاصة لكم من زوجتي غالية موسى آدو

كل عام وانتم بالف خير عزيزي

[adiblula]

استاذي العزيز حنا
اشكرك جدا على ردك المعبر واللطيف ، والشكر الجزيل لزوجتك الغالية غالية موسى آدو على تحيتها وبالمقابل احييكما من كل قلبي وأتمنى لكما ولجميع أفراد العائلة ميلادا مجيدا وعاما جديدا سعيدا مليئا بالسعادة و الهناء وكل عام وانتم بخير