الخطبة البليغة .... بقلم حنا لبيب خوري

[حنا خوري]

الخطبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة البليغة
لم تتعدّى دورها العشرين وساكنوها لم يتجاوزوا المئة شيوخاً وشبابا ،نساء وأطفال .قرية فقط بالإسم سكّانها طبقة معدومة منزوية عن العالم الآخر لا تمر فيها أيّة ألية والذي يملك دابةً للركوب كمن يملك سيارة فارهة يسهر على راحتها وهي بمثابة احد أفراد الأسرة كيف لا ينتبه عليها وهي التي تنقله من مكان إلى آخر .
الحياة في جارد هكذا كان اسم تلك القرية بسيطة وبدائية ،يعيشون على الزراعة وخلال العام كله لاينزلون المدينة إلاّ بعد الحصاد بعد أن يعلم كل فرد كم بلغت ثروته الموسمية يهيئ نفسه ويجب أن تعلم القرية كلُها بتاريخ نزول حمَد الى المدينة ليشتري اللباس والمؤن والحاجيات لعائلته ،وبعد أن يؤمن ما يلزمه يمن على نفسه بقطعة من المشبك ليتغزل بوصف طعمه متى يعود الى قريته ويبقى يسرد كيف اشترى هذا البلية الطيبة طول السنة في أغلب السهرات .
ذهب طحِميـــــــــــــــــــــــــــر الى البلد كسائر اهل القرية ليبتاع ما يلزمه كالعادة ،وكانت أمه اسمته طحيمير لما تحوي هذا الإسم من معنى عميق ،
فعندما كانت أُمه حاملاً به وهي في يومها الأخير كان لا بد ان تأخذ كيس القمح إلى الطاحون في القرية المجاورة وبما أن المرأة في العرب هي المسؤولة عن إحتياجات البيت ، قام زوجها بتحميل كمية الحنطة على ظهر الحمار وركبت هي أيضاً وذهبت لوحدها إلى الطاحون .وفي العودة أحست بالمخض وولدت صاحبنا وأسمته بهذا الإسم الألمعي طحيمـــــــير أي بما معناه فوق الحمار عند الرجوع من الطاحون .
نعم ذهب صاحبنا إلى البلدة ومن كثرة ما أكل من الكباب والهريسة والعيران أحس بأوجاع قوية ومؤلمة لم يستطع التخلص منها ولم تمهله الأوجاع والإسهال طيلة الليل فلم يصبح عليه الصباح حتى كان صاحبنا طحيمير منتهياً ومودّعا هذا العالم .
إجتمعت القرية على طحيمير ولم يكن في القرية جامع للصلاة أو حتى شيخ ليصلّي على الميت، حملوه على النعش وإتجهوا الى المقبرة وجعلوا ينظروا لبعضهم البعض حائرين لا يعلمون كيف هي المراسيم عند الدفن وهل يجوز دفنه هكذا أو لا ؟؟؟
نظروا فيما بينهم كان هناك رجلاً مسن عليه علامات الوقار والكبر ،وقارنوه وكانت النتيجة أنـــــــــــه أكبرهم سناً ، عندها طلبوا من حيــــــزان ان يتولّى مراسم الدفن .
أجال شيخنا حيزان الفكرة في رأســــــــه ،ولم يعد يعرف كيف يبدأ أو من أين ، وهو الذي وصل إلى هذه السن دون أن يصلي مرة واحدة أو يدخل إلى الجامع أو يسمع خطبة واحدة على الأقل وخانته ذاكرته فلم يعد يذكر أية آية يبدأ بها.
ولكن وبإعتبار أنّهم أوكلوه بهذه المناسبة ورأى صمتهم وسكوتهم ينتظرون صلاته ...........قطّب بين عينيه وإتخذ وضعية الخطيب ووقف على كوم التراب الخاص من الحفرة ....وجال نظره بمن حوله وعلم أنّـــــــــــــه أفهمهم وأوسعهم علماً .
عندها إلتفت إلى جثة طحيميير المتوفي قائلاً بصوت جهوري...تــــــــــرى يا فلان ابن فلان إن كنت عملت خيراً فخيراً ترى ....وان كنت عملت شـــــــــرّاً فهناك أكــــــــــل الخرا .والســـــــــــــــــــــــــــــــلام.
وبعد هذه الكلمة البليغة دُفن طحيمير راضيا مطمأناً

بقلم حنا لبيب خوري

[adiblula]

فعلاً خطبة بليغة ، لأنها على مبدأ خير الكلام ما قلَّ و دَلْ
تسلم ايديك استاذ حنا

[إسحق القس افرام]

يا هيك اتكون الكلمة يا بلا
مشكور أستاذي الجليل حنــا
وفقك الله

[حنا خوري]

اخي والغالي أديب

يعني خلف كيا قول واشتغالية ... انا اقول ما بقى ... يعني لم يترك اية نظرية او فلسفة دينية او روحية الاّ واختصرها في هذه الكلمات المقتضبة ..وما عناه صاحبنا الشيخ العلاّمة حيزان يكفّي ويوفّي ..

وكما قال ...

والسلام عليكم .

سنة مباركة عليك وعلى اسرتك ووو

بركة عزرت آزخ معك

[حنا خوري]

حبيبي الغالي ومدير الموقع اســـــــــــحق

يعني تصوّر حبيبي مستوى ذلك الحشد والمجتمع الذي أوكل موضوع مراسيم الدفن والوداع لصاحبنا المأسوف على شبابه الغالي طحيمر الى شيخنا الجليل والقدير العلاّمة حيزان ؟؟؟؟!!!!!!

وووووو
بركة عزرت آزخ معك