لم يكن أحّداً متوقعاً ماسيحدثْ ، عندما وقفتْ إحدى
النسوة لتخصم الأمر ، وينتهي التحدّي ....!!!
كنا هناك في تلكَ الكنيسة المباركة ، حيثُ زارتها
الطوباويّة مريم والدة الإله ، وقدّستها ، قبل أن يتم
تكريسها وتقديسها من قبل الآباءالمعنيين ، أجل في
تلكَ الكنيسة الحديثة العهد ( كنيسة العذراء مريم )
كنا متواجدين ... اليوم هو عيد الدنح ( الغطاس )
عيد معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان .
هكذا جرى التقليد الكنسي في مثل هذا اليوم يكون
أحّد المؤمنين قريباً للمسيح ، إمّا عن طريق الأختيار
أو عن طريق القرعة .. أو عن طريق المزاودة العلنيّة
( وهذه الأخيرة لم تعد مستحبّة كثيراً ، إكراماً لقدسيّة
المكان ) ولكن للأسف فهذه المرّة كانت طريقة المزاودة
العلنيّة قد أفتتحتْ ، ولم يبقى مجال لإيقافها ، برغم إشارة
المطران الذي كان يحتفل بإقامة القدّاس الإلهي هذا الصباح
حيثُ أكّدَ على أنَ هذه الطريقة قد بدأت تتلاشى وتزول
تدريجيّاً في كنائسنا ، إنما هذه المرّة سنسمح بها لأنَّ الكنيسة
جديدة وبحاجة إلى دعم المؤمنين وتبرعاتهم السخيّة .
كانَ طفلاً في حوالي السابعة من عمره ، شمّاساً قارئاً ،
تراهُ العين ، فتحسبهُ ملاكاً ، ربما لاينقصه سوى جناحان..!
أما صوته ، فكان طفوليّاً رخيماً ، له نغمةً عذبة ، ولحناً شجيّاً
عندما أنطلق يجلجل بتلكَ المقطوعة ( تبدينيّة آحي )أي ترتيلة الأحياء
ماسكاً بيده اليمنى – عصاة الراعي - وبالأخرى – الشمعة المتقدة –
وما إن أكملها بكل ثقة وطمأنينة ، حتى أنهال عليهِ الدعاء من
كل حدبٍ وصوب ، طالبين من الرب أن يحفظه ، ويأخذ بيده ، لكي
يستمر في هذا الطريق ، لأنَّ هؤلاء الأطفال هم مستقبل الكنيسة...
كانت المنافسة بين الرجال عندما أُفتتح المزاد ، وكانَ أحّد أعضاء
المجلس الملي قد بدأها بخمسة آلاف كرون سويدي ، لابل تستطيع
أن تقول بأنّه كانَ قد ضمنها بهذا المبلغ ، من اليوم الماضي ، حيث
لم يتقدّم أحداً ويعلن رغبته ليكون قريباً للمسيح ، فكانت قد أنتهت
المدّة المُعلنة .. لكن ما حدثَ في تلكَ اللحظة ، هو مزاودة
أحّد المؤمنيين خمسة آلاف كرون آخرى على المبلغ ، إذ أصبح
عشرة آلاف ، وهنا أشتدت المنافسة الرجالية ، أمّا النساء
فلم يكن لهنَّ نصيب سوى المشاهدة والإنتظار ......
وصل المبلغ إلى عشرون ألف كرون ، والعيون مترقبة
تدور هنا وهناك بأنتظار الحدث الجديد ، وبركات نيافته
تنهال على المتنافسين وتشجعهم أكثر فأكثر .... تخلل الموقف
لحظة صمتٍ ، فحُبستْ معها الأنفاس ، وكاد الكاهن أن ُيعلن
إنتهاء المنافسة ، والبدأ في إكمال الصلاة ... وهنا كانت المفاجأة
عندما وقفتْ تلكَ السيدة وقالت : عليَّ بخمسة وعشرون ألف
كرون ، ولكن بشرط أن يقبل هذا الشمّاس الصغير الذي أحببته جدّاً
وأذهلني صوته ، أن يتكرّم ويكون قريباً للمسيح ...وهنا تعالت
زغاريد النسوة ، وغمرت الفرحة قلوب الجميع .
من تكون تلك المرأة ؟! ...لا أعلم ...؟!
منهم من قال: ليس لديها أولاد ....
ومنهم من قال: لديها ولد وبنت ...
قالوا: إنها من العراق .....
والطفل الشمّاس من تركيّا ....
ولكن مهما يكن، فأنا أقول أن العناية الإلهيّة تدخلت في تلكَ اللحظة
وحلّت في قلب المرأة ، لترى ذاكَ الشمّاس الصغير ملاكاً حقيقيّاً
أمام عينيها .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
6-1-2013
[/size]النسوة لتخصم الأمر ، وينتهي التحدّي ....!!!
كنا هناك في تلكَ الكنيسة المباركة ، حيثُ زارتها
الطوباويّة مريم والدة الإله ، وقدّستها ، قبل أن يتم
تكريسها وتقديسها من قبل الآباءالمعنيين ، أجل في
تلكَ الكنيسة الحديثة العهد ( كنيسة العذراء مريم )
كنا متواجدين ... اليوم هو عيد الدنح ( الغطاس )
عيد معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان .
هكذا جرى التقليد الكنسي في مثل هذا اليوم يكون
أحّد المؤمنين قريباً للمسيح ، إمّا عن طريق الأختيار
أو عن طريق القرعة .. أو عن طريق المزاودة العلنيّة
( وهذه الأخيرة لم تعد مستحبّة كثيراً ، إكراماً لقدسيّة
المكان ) ولكن للأسف فهذه المرّة كانت طريقة المزاودة
العلنيّة قد أفتتحتْ ، ولم يبقى مجال لإيقافها ، برغم إشارة
المطران الذي كان يحتفل بإقامة القدّاس الإلهي هذا الصباح
حيثُ أكّدَ على أنَ هذه الطريقة قد بدأت تتلاشى وتزول
تدريجيّاً في كنائسنا ، إنما هذه المرّة سنسمح بها لأنَّ الكنيسة
جديدة وبحاجة إلى دعم المؤمنين وتبرعاتهم السخيّة .
كانَ طفلاً في حوالي السابعة من عمره ، شمّاساً قارئاً ،
تراهُ العين ، فتحسبهُ ملاكاً ، ربما لاينقصه سوى جناحان..!
أما صوته ، فكان طفوليّاً رخيماً ، له نغمةً عذبة ، ولحناً شجيّاً
عندما أنطلق يجلجل بتلكَ المقطوعة ( تبدينيّة آحي )أي ترتيلة الأحياء
ماسكاً بيده اليمنى – عصاة الراعي - وبالأخرى – الشمعة المتقدة –
وما إن أكملها بكل ثقة وطمأنينة ، حتى أنهال عليهِ الدعاء من
كل حدبٍ وصوب ، طالبين من الرب أن يحفظه ، ويأخذ بيده ، لكي
يستمر في هذا الطريق ، لأنَّ هؤلاء الأطفال هم مستقبل الكنيسة...
كانت المنافسة بين الرجال عندما أُفتتح المزاد ، وكانَ أحّد أعضاء
المجلس الملي قد بدأها بخمسة آلاف كرون سويدي ، لابل تستطيع
أن تقول بأنّه كانَ قد ضمنها بهذا المبلغ ، من اليوم الماضي ، حيث
لم يتقدّم أحداً ويعلن رغبته ليكون قريباً للمسيح ، فكانت قد أنتهت
المدّة المُعلنة .. لكن ما حدثَ في تلكَ اللحظة ، هو مزاودة
أحّد المؤمنيين خمسة آلاف كرون آخرى على المبلغ ، إذ أصبح
عشرة آلاف ، وهنا أشتدت المنافسة الرجالية ، أمّا النساء
فلم يكن لهنَّ نصيب سوى المشاهدة والإنتظار ......
وصل المبلغ إلى عشرون ألف كرون ، والعيون مترقبة
تدور هنا وهناك بأنتظار الحدث الجديد ، وبركات نيافته
تنهال على المتنافسين وتشجعهم أكثر فأكثر .... تخلل الموقف
لحظة صمتٍ ، فحُبستْ معها الأنفاس ، وكاد الكاهن أن ُيعلن
إنتهاء المنافسة ، والبدأ في إكمال الصلاة ... وهنا كانت المفاجأة
عندما وقفتْ تلكَ السيدة وقالت : عليَّ بخمسة وعشرون ألف
كرون ، ولكن بشرط أن يقبل هذا الشمّاس الصغير الذي أحببته جدّاً
وأذهلني صوته ، أن يتكرّم ويكون قريباً للمسيح ...وهنا تعالت
زغاريد النسوة ، وغمرت الفرحة قلوب الجميع .
من تكون تلك المرأة ؟! ...لا أعلم ...؟!
منهم من قال: ليس لديها أولاد ....
ومنهم من قال: لديها ولد وبنت ...
قالوا: إنها من العراق .....
والطفل الشمّاس من تركيّا ....
ولكن مهما يكن، فأنا أقول أن العناية الإلهيّة تدخلت في تلكَ اللحظة
وحلّت في قلب المرأة ، لترى ذاكَ الشمّاس الصغير ملاكاً حقيقيّاً
أمام عينيها .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
6-1-2013