الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

لم يكن أحّداً متوقعاً ماسيحدثْ ، عندما وقفتْ إحدى
النسوة لتخصم الأمر ، وينتهي التحدّي ....!!!
كنا هناك في تلكَ الكنيسة المباركة ، حيثُ زارتها
الطوباويّة مريم والدة الإله ، وقدّستها ، قبل أن يتم
تكريسها وتقديسها من قبل الآباءالمعنيين ، أجل في
تلكَ الكنيسة الحديثة العهد ( كنيسة العذراء مريم )
كنا متواجدين ... اليوم هو عيد الدنح ( الغطاس )
عيد معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان .
هكذا جرى التقليد الكنسي في مثل هذا اليوم يكون
أحّد المؤمنين قريباً للمسيح ، إمّا عن طريق الأختيار
أو عن طريق القرعة .. أو عن طريق المزاودة العلنيّة
( وهذه الأخيرة لم تعد مستحبّة كثيراً ، إكراماً لقدسيّة
المكان ) ولكن للأسف فهذه المرّة كانت طريقة المزاودة
العلنيّة قد أفتتحتْ ، ولم يبقى مجال لإيقافها ، برغم إشارة
المطران الذي كان يحتفل بإقامة القدّاس الإلهي هذا الصباح
حيثُ أكّدَ على أنَ هذه الطريقة قد بدأت تتلاشى وتزول
تدريجيّاً في كنائسنا ، إنما هذه المرّة سنسمح بها لأنَّ الكنيسة
جديدة وبحاجة إلى دعم المؤمنين وتبرعاتهم السخيّة .
كانَ طفلاً في حوالي السابعة من عمره ، شمّاساً قارئاً ،
تراهُ العين ، فتحسبهُ ملاكاً ، ربما لاينقصه سوى جناحان..!
أما صوته ، فكان طفوليّاً رخيماً ، له نغمةً عذبة ، ولحناً شجيّاً
عندما أنطلق يجلجل بتلكَ المقطوعة ( تبدينيّة آحي )أي ترتيلة الأحياء
ماسكاً بيده اليمنى – عصاة الراعي - وبالأخرى – الشمعة المتقدة –
وما إن أكملها بكل ثقة وطمأنينة ، حتى أنهال عليهِ الدعاء من
كل حدبٍ وصوب ، طالبين من الرب أن يحفظه ، ويأخذ بيده ، لكي
يستمر في هذا الطريق ، لأنَّ هؤلاء الأطفال هم مستقبل الكنيسة...
كانت المنافسة بين الرجال عندما أُفتتح المزاد ، وكانَ أحّد أعضاء
المجلس الملي قد بدأها بخمسة آلاف كرون سويدي ، لابل تستطيع
أن تقول بأنّه كانَ قد ضمنها بهذا المبلغ ، من اليوم الماضي ، حيث
لم يتقدّم أحداً ويعلن رغبته ليكون قريباً للمسيح ، فكانت قد أنتهت
المدّة المُعلنة .. لكن ما حدثَ في تلكَ اللحظة ، هو مزاودة
أحّد المؤمنيين خمسة آلاف كرون آخرى على المبلغ ، إذ أصبح
عشرة آلاف ، وهنا أشتدت المنافسة الرجالية ، أمّا النساء
فلم يكن لهنَّ نصيب سوى المشاهدة والإنتظار ......
وصل المبلغ إلى عشرون ألف كرون ، والعيون مترقبة
تدور هنا وهناك بأنتظار الحدث الجديد ، وبركات نيافته
تنهال على المتنافسين وتشجعهم أكثر فأكثر .... تخلل الموقف
لحظة صمتٍ ، فحُبستْ معها الأنفاس ، وكاد الكاهن أن ُيعلن
إنتهاء المنافسة ، والبدأ في إكمال الصلاة ... وهنا كانت المفاجأة
عندما وقفتْ تلكَ السيدة وقالت : عليَّ بخمسة وعشرون ألف
كرون ، ولكن بشرط أن يقبل هذا الشمّاس الصغير الذي أحببته جدّاً
وأذهلني صوته ، أن يتكرّم ويكون قريباً للمسيح ...وهنا تعالت
زغاريد النسوة ، وغمرت الفرحة قلوب الجميع .
من تكون تلك المرأة ؟! ...لا أعلم ...؟!
منهم من قال: ليس لديها أولاد ....
ومنهم من قال: لديها ولد وبنت ...
قالوا: إنها من العراق .....
والطفل الشمّاس من تركيّا ....
ولكن مهما يكن، فأنا أقول أن العناية الإلهيّة تدخلت في تلكَ اللحظة
وحلّت في قلب المرأة ، لترى ذاكَ الشمّاس الصغير ملاكاً حقيقيّاً
أمام عينيها .


فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
6-1-2013

[/size]
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

Re: الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

مشاركة بواسطة حنا خوري »


اخي وحبيبي الغالي فريد

لن أتطرّق أو أتفلسف كنسيا كغيري في هذه التقاليد التي لم أعُد أستحبّها اطلاقا .. في الكنائس .

ولكن أبهرتني صدقا في ترتيبك وخلطِكَ للنظرة الأنسانية والأيمانية مجبولة بالتقاليد والمزاودات ... وأوصلتني في آخر الأمر الى أن أفتخر بهذه المرأة المؤمنة عن حق وحقيقة ... وتصرّفها الذي يدل على نبل درجتها من الأيمان الذي يملأ جوارحها .

وعُدّتُ الى الستينات وانا اتابع ما خطّه قلمُكَ الجميل وفي بيعنا في القامشلي .. وما كانت تسفر هذه المناسبة المباركة من شبه مجازر ومعارك في باحات الكنائس نتيجة هذه المزاودات والنيل بهذه المفخرة ــ قريب المسيح وحمل القنينة ــ فكم رأس كان يُشَج وكم شخصية معتَبَرة كانت تتهزّأ .. وكنا نخرج في مشاحنات زحزازات تطول وتطووووول الى المناسبة القادمة .


اشكرك من دفّكات هنافاتي وووو

بركة عزرت آزخ معك
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

عزيزي حنا ( أبوس بين عينيك )
أنا أيضاً مثلكَ لا ولم أحب هذه العادة في يوم
من الأيام ، والأسباب كثيرة ، ومنها على سبيل
المثال : حرمان الكثير من الفقراء من المشاركة
بهذا التقليد الكنسي الذي وضعه الآباء .
ناحية أخرى أنا وبحسب قناعتي الذاتيّة ، يجب
أن تكون هذه الساعة مخصصة للصلاة والإتحاد
مع الله فقط .. أي أن لا نخلط الماديات بالروحانيات
على الأقل ونحنُ داخل بيت الرب لنشترك ونتحّد معه
بسر الأفخارستيّا .. ألم يقل له المجد : أعطوا ما لقيصر
لقيصر ، وما لله لله .....!!!!
الغاية من سرد هذه القصّة الواقعيّة كانت لأسباب أخرى
لها معاني عميقة في الكتاب المقدّس ، ومنها قول الرب:
أحترزوا من أن تصنعوا برّكم قدام الناس .......
متى صنعتَ صدقة فلا تضرب قدامكَ بالبوق ......
متى صنعتَ صدقة فلا تدع شمالك تعلم ما تصنع يمينك ....
والأمثلة كثيرة جداً ياأخي .
تأكد تماماً أنني بحثتُ عن تلكَ المرأة في نهاية القدّاس ،
علّني أستطيع أخذ بعض المعلومات منها ، قد تفيدني
في كتابة المشهد ، لكنني لم أجد لها أثراً ....!!!!!
شكراً على مداخلتكَ القيّمة ، ولتحرسكَ عزرت آزخ .

أخاكَ بالرب
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

مشاركة بواسطة ابن السريان »

ميلاد مجيد وعام سعيد
معمودية مباركة عليكم
أخي الحبيب فريد
تلك المرأة كسرت صومها وعاداتها وعرفها
كسرت التقيد بتعاليم المجتمع لتقول لهم ولنا
ليكن المزاد لأجل الخير ولغيرك لا لنفسك
فهي دخلت المزاد لحبها وليس طمعاً في أن
تكون هي أو أحد أقاربها قريباً للمسيح
لمن لا يعرف فالجميع هم أخوة وأقرباء للمسيح
من خلال سر المعمودية أيها أقوى
أن تحمل الميرون بيدك
أم أن تمسح به كل جسدك ؟؟؟
لكن ما قامت به المرأة كان درساً للجميع
فمحبة الرب لا تقاس بالمال بل بالأعمال
وأختيارها الطفل هو مقدار محبتها كما قال الرب
أحبب قريبك كنفسك فمحبة القريب من محبة الرب
هل تعلم الناس الدرس وعرف أن المزاد مرفوض لدى الرب؟
فمن أراد أن يشارك في المساعدة هناك صندوق التبرعات لا
المتاجرة بمعمودية الرب له المجد
لما لا تقوم الكنيسة بفتح صندوق يكون أسمه الهدايا للرب
بمناسبة معموديته وهنا يكون السخاء لأجله فقط
بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: الإمرأة والملاك . بقلم: فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أخي الحبيب أبن السريان ، أعاد المولى مثل هذه
الأعياد المجيدة ، عليكم وعلينا وعلى المعمورة
بأسرها ، بالخير والمحبّة والسلام .
مداخلتكَ أسعدتني ، والكلام فيها صادق ومعبِّر
والنظام جميل أينما كان ، وأنا أشاطركَ الرأي
في مثل هذه الأمور التي آن لها أن تتغيّر ...
وهذا الأمر يطول النقاش به ... إن ما أردته من
خلال هذه الواقعة ، هو إظهار قوّة وعظمة الله .
فربما الإنسان يخطط لشيء ، لكنَّ الله يريد له
شيئاً آخر ...تلكَ المرأة كانت أنموزجاً صالحاً
وحقيقيَّاً للخير والعطاء ، وذاكَ الطفل الصغير
(الشمّاس ) كانَ أداةً أستخدمها الله من أجل ذلك .

شكراً مرة أخرى لمروركَ الكريم
ودمت بأمان الله. :ros1:

أخيكَ بالرب
فريد
[/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الكاتب والراوي فريد توما مراد“