فعندما يذكر اسم انجلترا أو لندن يأتي في الذهن مشهد ساعة بِج بِن، هذا العمل العبقري الذي خلده التاريخ واعتبره رمزاً للتوقيت وللمملكة التى لا تغيب عنها الشمس! ساعة بج بن
تبدأ قصة هذه التحفة القديمة منذ حوالي قرنين من الزمان، حيث حدث حريق هائل في لندن يوم 16 اكتوبر 1834 وكان مصدره قصر وستمنستر(Westminster)، فأدى ذلك الحريق إلى تدمير العديد من أجزاء القصر ومبنى البرلمان والكثير من المنازل والمباني المحيطة، وبناءاً على ذلك تم الاتفاق على عملية تجديد وبناء للأماكن المتضررة والمنهارة.
وعهُـد المشروع إلى عضو في البرلمان ووزير الأشغال في ذلك الوقت ويدعى (بنجامين هول) وتم تكليفه بالإشراف على التخطيط والتنفيذ، وبالنظر إلى شخصية هذا الرجل آنذاك فكان معروفاً بإبداعه وفكره الرائع، فخطرت له فكرة إنشاء برج يضم أكبر ساعة في العالم يفخر بها البريطانيون جميعاً (نظراً لتقديس الوقت لدى البريطانيين)، فقام بتكليف المعماري السير تشارلز باري بتخطيط مبنى جديد للبرلمان وترميم وتجديد القصر المتضرر وتصميم برج يحمل في أعلاه ساعة ليس لها مثيل، وهذا الجزء لم يكن موجوداً في التصميم القديم.
ثم عرض فكرته على عموم الناس في بريطانيا فقوبلت تلك الفكرة بالترحيب الشديد والموافقة شريطة أن تكون استثنائية في كل شيء.. فوعدهم بذلك ..وتم البدء فى بناء البرج (برج القديس استيفان) عام 1856 حتى الانتهاء عام 1859، أما عن الساعة نفسها فقد قام بتصميمها إدموند بكيت، وصنعها إدوارد دنت ومن بعد وفاته فردريك دنت.
ودقت الساعة أول دقاتها يوم 31 مايو 1859 لتكتب تاريخاً جديداً لأشهر جهاز لقياس الزمن في العالم وأكثر الساعات دقهً على مستوى العالم !
أما عن سر التسمية بساعة (بج بن) فيرجع إلى عِدة روايات أقربها للصحة أنه قام البرلمان باستفتاء يتم فيه تسمية الساعة بصاحب فكرة إنشاء البرج والساعة، وهو بنجامين هول الذي كان مشهوراً باسم " بج بن " نظراً لقوة وطول جسمه فكانوا يطلقون عليه بج بن أي بن الكبير، وتمت الموافقة على هذا الاقتراح ومنذ ذلك الحين وهو بهذا الاسم بج بن.


