متكاتفون .... بلا أكتاف

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

متكاتفون .... بلا أكتاف

مشاركة بواسطة حنا خوري »



ترجع «خلافات» العرب فيما بينهم الى عهود قديمة، زَيَّنَت ـ وبكل اللغات ـ تاريخهم “الشقاقي” التنافري بأطول وأكثف الصفحات. وتبعاً للمستجدات كانوا، يبتكرون ـ من دون انقطاع ـ أحدث الطرق والأساليب لإنعاش «ثقافة» الشقاق والنفاق والتباعد والصراع!
وبنتيجة السيل «الطوفاني» المرعب، للمناكفات والمؤامرات والاجتياحات والارتباطات والخيبات والتفاهات و«الهَيْلمات»، وصولاً الى «التخوين» والخيانات، أصبح «فيروس» الخصومة مزمناً ومستوطناً، من دون رادع يشجبُه، او لقاح يوقفه . وانطلاقاً من هذه الحالات، امتلأت اللغة العربية بشتّى الأقوال والحِكَم والتمنيات التي تدعو ـ ليل نهار

ـ الى الوئام والتآخي والسلام والتضامن والتعاضد والتساند والتعاون والتوافق، ورصّ الصفوف والاتحاد والانصهار، والتمسك بأهداب الوحدة العربية الشاملة. وحفَلَتْ بطون و«كروش» الكتب والموسوعات على مدى قرون «طويلة» و«معقوفة»! بالعبارات والوصايا التي تهيب بالجميع الى شدّ الأزر، وتأجيج جذوة الحماسة بالنجدة والاستجارة، وتخطّي الواقع العامر بكل اشكال التفتت والتشتت والتشرذم.
ولم تحتضن أي لغة في العالم ما جمعته واحتضنته اللغة العربية من «أفعال» التضامن والتكاتف، ولولا حالات التآكل والتفكك «الكوارثية» فيما بيننا، لما كنَّا بحاجة الى هذا الكمّ الهائل من «الأفعال التوحيدية»، الداعية الى اصلاح ذات البيْن. ولهذا كان فعل «الوجوب» دائم الحضور، بصفته «الفيصل» الذي يسبق تلك «الأفعال»، كأن نقول: «يجب» أن ندعم ونُسعف ونؤيّد ونذود ونحمي وندافع.
ولقد استوقفني فعل «تكاتَفَ» من بين جميع «أفعال» الارادات الطيّبة والنيات الحسنة. والمعروف عن «التكاتف» في لغتنا الحبيبة، هو وضع الكتف ملتصقاً ومتراصاً مع كتف آخر، دعماً وتأييداً له. والكتفان في «الموروث العربي» هما المدماك الرئيس لهيبة الرجل – والمرأة ايضاً – ولذلك قيل: إن فلاناً «كتفه راكز»، وإن علاناً «كتفه واطي أو قاشط». ولقد أشاد العرب بهذا الفعل وأولوه اهتماماً مميزاً فقالوا: إن فلاناً، يعرف من أين تؤكل الكتف، وذلك للدلالة على الذكاء والفطنة وسعة الحيلة من جهة، ومن جهة ثانية لبرهَنَة واثبات صعوبة النيل من منعة الكتف. ولأن الاكتاف لها الموقع السامي فقد اختيرت لتوضع عليها نجوم ورتب الضباط. وفي رياضة «المصارعة» يعتبر فائزاً من استطاع تثبيت «كتفي» خصمه على الأرض. ويقال في ما يقال: «إن فلاناً معروف لحم كتافو منين». و«إن علاناً حامل الدنيا على كتافو». وقال بشارة الخوري «الأخطل الصغير» في قصيدته «الهوى والشباب» التي غنّاها محمد عبد الوهاب:
أأنا العاشق الوحيدُ لتُلقى
تبعاتُ الهوى على «كتفيّا»؟!
ولئلا نقف – كالعادة – «مكتوفي» الأيدي امام كل «أفعال» التضامن والتآلف حاولنا جاهدين أن ننْحَتَ ونجتهد في علم قواعد الصرف و«القبض» والنحو، ونستخرج المزيد منها بهدف الوصول الى تحقيق «الوحدة العربية الشاملة» بـ«أفعال» الكلام!! حتى قيل: إن اللغة العربية، هي لغة «وحدوية» بامتياز، لشعب عرَفَ كيف «يتفرّق بامتياز»!!
ومع أن العرب كتبوا وتحدثوا كثيراً عن «المنْكِبْ» و«العاتق» – وهما مطرحان مجاوران للكتف – فقد قالوا: «حمل فلان القضية على منكبيه»، و«أخذ فلان المسألة على عاتقه» إلاّ أنهم لم يقولوا: تناكبوا او تعاتقوا بل قالوا «تكاتفوا». ولكن، رغم ضخامة حملة «توليد» أفعال الوئام، فإننا وبكلّ عناد سنصرّ على أن يبقى فعل «تكاتَفَ» هو الفعل الأساس في بناء الصرح القومي الوحدوي، خصوصاً بعد أن قال لنا العالم وبجميع الصيَغ والمعادلات واللغات: «خلصنا بقا، فرجونا عَرْض كتافكم»!!!"

منقوووووووول
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: متكاتفون .... بلا أكتاف

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أخي وعزيزي أبو لبيب ..حفظكَ الرب .

أنا أقول : ليسأل كل عربي نفسه ...هل كانَ فعلاً عربيّاً قبل
الفتوحات الإسلاميّة ؟!
تسمية البلاد العربيّة أتت بعد الإسلام ... فكيف سيتكاتفوا
ويتراصصوا كأمّة عربيّة ، إذا كان الغالبيّة العظمة من هذه
البلدان ليسوا عرباً ..!!! ( ليبحثوا عن جذورهم )
أشكرك جزيل الشكر على نقل مثل هذه الخواطر المتكاتفة
عن العرب .
ولتحرسك عزرت آزخ
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
adiblula
عضو
عضو
مشاركات: 914
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 8:25 am

Re: متكاتفون .... بلا أكتاف

مشاركة بواسطة adiblula »

استاذنا الغالي
موضوع الخلافات العربية غني عن التعريف ،
[/size]
إنها ثقافة الصحراء
[/size]
الثقافة التي ما تزال هي السائدة في البلاد (العربية) في عصر غزا فيه العلم الفضاء الخارجي ،
والعرب ما يزال العرب يعيشون على أمجاد الفروسية وغزو القبائل لبعضها
وإن لم يجدوا السبب للغزو والسلب والنهب لاخترعوا السبب والحرب في سوريا خير مثال على ذلك.
يتغنون بعاداتهم العريقة كالنخوة والشهامة والمروءة وإغاثة الملهوف
وينسون عادات الثأر والانتقام والاعتداء على أملاك الآخرين لمجرد الغزو والسلب والنهب والسبي.
شعوبا كاملة أزالوها من خارطة المنطقة وحلوا محلها
ويدّعون أن التاريخ لم يعرف فاتحا أرحم من العرب
من منا لم يسمع بحرب البسوس وحرب داحس والغبراء وغزوات القبائل لبعضها
من منا لم يقرأ عن دك الكعبة بالمنجنيقات أوعن الحرب بين علي ومعاوية ومعركة صفين أم عن الأمويين والعباسيين الذين نبشوا قبور الخلفاء الأمويين ومثلوا بجثثهم وما يزال التاريخ يعيد نفسه الآن ،
فنار الحرب بين السنة والشيعة قد اشتد أوارها ، وسيل الفتاوي يؤجّجها ، وكثُر الذين يصبون الزيت على النار، فشُحذت السكاكين ورخصت الدماء ويُذبح الناس كالخرفان ...
كل هذا ... ونقول : الخلافات العربية ؟؟؟!!! ...
إنها ليست مجرد خلافات !!! ...
إنها صراعات .. حروب ... بل مذابح ومجازر عربية ،
وستستمر باستمرار ثقافة الصحراء .
تقبّل تحياتي
[/size]
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

Re: متكاتفون .... بلا أكتاف

مشاركة بواسطة حنا خوري »

حبيبي الغالي ابو بولص

نعم انا معك أغلب الدول العربية شعوبها ليسوا بعرب وليذهبوا يبحثوا عن جذورهم ...

ولكن العرب موجودون من ابراهيم وذرية ابنه اسماعيل ... وعلينا الخوض الى الركب في تسلسل اقوام منطقتنا وجذورهم وعندها نحن ايضا ومن يغوص في هكذا حكّويات .. تنزرب كتف ف كتف ... وتنقووووول ش بعض .... الى هون وفرجوونا عرض اكتافكن ... ومونصل الى تشي ..

اشكرك ووو
بركة عزرت آزخ معك
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

Re: متكاتفون .... بلا أكتاف

مشاركة بواسطة حنا خوري »


اخي وحبيبي ابو جورج العسل


ثقـــــــــــــــــــــــــــــــــافة الصحراء التي أسميتها اخي ابو جورج .... وبعد أن شرحتها بالمختصر المفيد ... خِلتُ نفسي و كأنّني أقرا كتاب ـــ صراع الحضارات ـــ ولكن باسلوب عربي وفكر صحراوي ومحبّة وعشق وهيام مذهبي طائفي اسلامي سنّي على شيعي على سلفي على تكفيري على اخواني ووووو

اكيد مؤلّف الكتاب قد تمعّن في هذه التي اسميتها اخي ثقافة الصحراء ورسم سياسة العالم القادمة على اساس هذا المنوال .

ولتأكيد ذلك .. أحسن ما نقووووم به هو
ان كل واحد يفرجينا عرض اكتافو

اشكر مرورك العسل حبيبي ووو
بركة عزرت آزخ معك
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ اقرأ كل يوم حكمة جديدة!“