واليوم، بعد انطلاق أحداث العنف الأخيرة، وجدت الأم بشاير مع أطفالها الخمسة يارا وسارة واسراء وعلي وعمر محاصرين بنيران الحرب وقصف طائراتها في دير البلح الفلسطينية، تفصلهم عن الوالد الموجود في رام الله بالضفة الغربية، حدود وجدران ودبابات.
أفراد الأسرة جميعهم مواطنون سويديون، يحملون هوية البلاد وجوازها، وأرقاماً أربعة يأملون أن تحميهم وتنقذهم.
عم الأطفال جواد عبد الجليل منصور، المواطن السويدي المقيم في مصر، تحدث للكومبس عن تواصله مع السفارة السويدية في القاهرة، وإبلاغها بوضع أسرة أخيه.
وكان جواب السفارة رسمياً أن لا إمكانية حالياً لمساعدة العالقين في غزة، وذكّرت بتحذيرات أصدرتها وزارة الخارجية السويدية منذ عشر سنوات بعدم السفر إلى قطاع غزة، ونصحته بمغادرتهم للقطاع عبر معبر رفح قبل قطعه.
لم تنجح الأسرة في مغادرة القطاع خلال ساعات الحرب الأولى، بعدما تدفق الآلاف إلى المعبر الوحيد مع مصر، قبل أن يقطعه القصف الاسرائيلي.
جواد تحدّث عن حالة القلق الشديد التي تنتابه، بعدما انقطع التواصل مع العائلة منذ أكثر من 24 ساعة، تخللتها غارات إسرائيلية هائلة استهدفت دير البلح نفسها.
وأتى القصف من الجو ليفاقم المعاناة على الأرض، بعدما فرض الحصار تقنيناً شديداً في أساسيات الحياة من الماء إلى الغذاء والكهرباء والوقود.
وأعرب عن إحباطه من تعامل السويد مع الأزمة وتباطؤها في حماية مواطنيها، معتبراً أن وزارة الخارجية تبدو وكأنها تحاول التملّص من واجباتها بإنقاذ العالقين في بؤرة الحرب الدموية، ومناشداً إياها تحمّل مسؤوليتها تجاه مواطنيها.
وكانت وزارة الخارجية السويدية أعلنت أنها ستبدأ مساء اليوم بتسيير رحلات جوية لإجلاء المواطنين من اسرائيل وفلسطين عبر مطار تل أبيب، غير أن اشتراط وصول المواطنين بأنفسهم إلى المطار، يعني أن مغادرة الموجودين في الضفة الغربية المحتلة لن تكون بالعملية السهلة، بينما تبدو المهمة مستحيلة للمحاصرين في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية السويدي علناً إنه لا خطط حالياً لمساعدتهم على مغادرة القطاع وإجلائهم من المنطقة، مضيفاً “لقد نصحنا المواطنين بعدم السفر إلى غزة منذ عشر سنوات بسبب خطورة الوضع الأمني. وفي الوقت الحالي، لا إمكانية لإجلاء الناس من هناك
