((((((((((((((())((((()))(()())))))(((((())((((((((()))))))(((((((())))))))))(((((((())))) لستَ مُجبَراً على الكتابة
في بلادنا
كانت الشمسُ خيمةً
تُظلّلُ رؤوسنا
وبحراً واسعاً صافياً
تسبحُ فيهِ طيورنا
نستيقظُ بضحكةٍ واسعةٍ
ننامُ مرتاحينَ على ظهورنا
لا عقاربَ كانت تُدغدغنا
ولا أفاعيَ كانت توقظنا
حتى جاءنا الوحشُ
وسيطرَ على آبارنا
وسطا على حقولنا
وغيّرَ أسماء القرى
وأسماءنا
وأصدرَ قراراتٍ هامّةٍ
توصي بقطع لساننا
وبإذلال رجالنا ونسائنا
وسيطرَ على البرّ والبحر
وجنّدَ سمكَ القرش في مياهنا
وسيطرَ على كرومنا
حتى الزبيب سرقها رجالهُ
ومن الخوف، أصابَ العقمُ نساءنا
وسيطرَ بقوّتهِ على حلالنا وحرامنا
وزرعَ مُخبِراً
في كلّ شارعٍ من شوارعنا
وفي كلّ دوائرنا
وفوقَ أسطحِ بيوتنا
وحتى تحت تخوتنا
وبيننا وبين نسائنا
وأصدرَ قراراتٍ هامةٍ
أن تزورهُ كلّ يومٍ
إمرأة جميلة من نسائنا
ووزّع على الرجال مادّةً
تقتلُ أدوات النصب
وتزيدُ من بولنا وسعالنا
وحجزَ أفكارنا في خطٍّ رسمهُ
وطريقٍ قويمٍ تسيرُ عليه نعالُنا.
علمنا منذ الصغر
أننا من جزيرة القمح
والبترول والقطن والبقر
وأهلنا كانوا مُجرّدَ رُعاة
وهو من سعى لتطويرنا
وضمّ لأسيافهِ حضارة أجدادنا
حتى حسبناهُ أباً لنا
والسيفُ المسلولُ من أخوالنا
كنا نُقبّل يديهِ عند المساء
ويخرجُ في الصباح من غرفِ نومنا
لم أكن أعرفُ نفسي إلا صحراوي
وبقيةُ القوم من أعرابنا
وأننا أشتهرنا بالفروسيّة
وغزوَ القبائل
وبالقهوةِ المرّة
وإكرام الضيوف في بيوتنا
فأفتخرتُ بنسبي البهي
وبجِمالِنا
ولأن سمارنا زادَ عن حدِّهِ
حجبَ الشمسَ عن ديارنا
فلم نعد نرى حتى أولادنا
ولا أثراً يدلُّ على وجودنا
في بلادنا………..؟!