

كأساً أخرى
بقلم

بنت السريان
بحثت بين السابلة
أتفرّس بوجوه من حولي
من البشر
كآبة تضيق بالصدور
وشفاه نست كيف تتبسّم
أسير بينهم
وروحي
تحوم حولهم
تتوجّع
ترى كم من حبيب
مرغماً الحياة ودّع!!!
وقلوب الأهل والأقارب تشهق
عند المغيب بدأ الرحيل
النوارس تولول بنحيب
وقلبي لبعدها ينفطر
يتحرّق
إنتظرتُ الجداء والغنم
وهي عائدة من المرعى
سألتها
هل رأيتم الفارس الأسمر؟
في هواه كياني مؤرق
أحنت رأسها
دخلتْ حظيرتها
تركتني وحيداً أتحسّر
ُمرهق
عيوني ذرفت غزيرالدمع
صوتي تكسّر
ومع نوتة الحزن
ناح الوتر
وأجّج شجون الغسق
غيوم تهافتت بجنون
كلجّة البحر تتلاطم
فوق إنكسارات خيوط الشفق
أظلمت الدنيا
والليل في غير موعده أقبل
لم تعد عينيّ تبصران النور
نجم ليلي أفل
تلوّى
على حافات الدروب
وبصمت بيدر الحب احترق
رياض القصيدة تبكي
معلنة
ملاك الشعرحزينٌ
هاجر قسراً
من ضفاف الشفق
من سيلهمني الشعر؟!َ
تهيؤات المستقبل تلاشت
وفي قبض الرياح تبعثرت
بيت القصيد أدبر
صمت مقبع
انتاب وجه الأرض
والكل انتظر
وعلى نفسه أشفق
يممتُ وجهي نحو السماء
أتساءل
إن كان الفارس الأسمر
قد رحل
شفّني الوجد
وهجرني الكرى
في حلكة ليل
هجره القمر
معي الغيوم بكت
ووجه السماء
تجهّم واكفهرّ
البرق أنذرمتوعدا
والرعد أخطر
في الفضاء نشبت معركة
وبلمح البصر
جسّدتْ الحزن والضياع
حلبة مصارعة
على أعتابها كاد يموت الأمل
أغلقتُ نوافذ غرفتي
أتحسس في جسدي
مواقع الألم
وطعم الردى
المرٌّ العلقم
طفتُ بذكريات سنين خلت
مرّتْ سريعا
فيها كنت
أحتسي كأس المرارة
حتى الثمالة
وأقول هذا آخِرالمطاف
لعلّي أُعتق وأتحرر
لكنَّ القدر
في كل مرّة
كان يملأ لي كأساً أخرى
وأحلامي تخر صريعة
وفي بحر الحزن
تغرق أكثر