مَن بعدكَ سيُعلّمنا الفرحَ والإبتسام ؟رحلَ آخرُ الأعمام
وسقطت آخر الأعلام
كانوا بيادرَ محبةٍ
وأحياناً بيادرَ خِصام
كان عمي بطرس وسيماً
كبطلِ مُسلسلٍ وأفلام
ومهما حاولتُ وصفهُ
ستعجزُ حتماً الأقلام
ولهُ حكاياتٌ جميلة
تشبهُ الحبكةَ في الأحلام
حين يلعبُ الورقَ وينفعل
ويجعلُ من الورقِ أقسام
ويرميها على مَن أخطأ
كأنَّ بينهما عدم إنسجام
ثم بعدها يضحكُ طويلاً
ويقولُ : على الكبارِ لا ملام
ثم يحضن رفيقهُ بحبٍّ
ويُمازحهُ بأحلى الكلام.
رحلَ آخر الأعمام
فلهُ من الجميع السلام
ودّعناهُ بآخرِ نظرةٍ
وزّعت على الأهل اليمام
فاشتعلت في قلوبنا نارٌ
وأصبحت نفسياتُنا حطام
فبكينا كما يبكي الأطفال
وسقطت منّا دموعٌ وآلام
وودّعناهُ بآخر دهشةٍ
مليئةٍ بالحبّ والأنسام
كان يحبُ الدنيا كثيراً
ولهُ مع الحزن خِصام
بيتُهُ كان حديقةَ فرحٍ
صداقةٌ تجمعُ العائلةَ بسلام
فلم يكن يعرف البغضَ
ولم يوجّه للناس سهام
حتى إذا أخطأتَ بحقهِ
يضحك ويقول : لا ملام
كان مع الشبابِ شابّاً
ينصحُ ويُبدّد الظلام
لهُ ذكرى في كلّ المدنِ
تعبَ الزمنُ، ولم تتعب لهُ أقدام
كان مُحبّاً للأهلِ ومحبوباً
وعاملاً مُهمّاً في تلاقي الأرحام
فما ظلمَ إنساناً في حياتهِ
ولا أصدرَ بالخطأ أحكام
يُحِبُّ تجمّعَ العائلةِ ويُساندُ
ولا يتعب قلبُهُ من الزحام
وقد يرقصُ كالشباب ليفرحوا
ويُطرَبُ لعزفٍ جميلٍ وأنغام
يحبُ الصراحةَ ويتباهى بها
وينزعُ عن حِصانهِ اللجام
ستبقى في قلوبنا يا عمي بيدراً
فيه الخيرُ ، والحنطةُ أحجام
فلم نتعلّم منكَ غير الفرح
فامضِ في طريق الفرح والسلام
فهناك زوجتكَ وكلّ أهالينا
ينتظرون لتُرتّل معهم، وتُطلِقَ الحَمام
رحلَ آخر الأعمام
فمَن سيُعلّمنا الفرحَ والإبتسام ؟