تَعبٌ أنا اليوم

[توما بيطار]

تَعِبٌ أنا اليوم

تعبٌ أنا اليوم
فقد هدَّني الركضُ خلف عمري
أسبقهُ أحيانًا
وهو طوالَ الطريقِ يسبقني
يحملُ عني ضِعفَ ثقله
وتضعفُ خطواتُهُ كلما زاد وزني
حتى عندما أنامُ، يمشي هو
ويفعلُ أشياءَ دون إذني
عَوَّدتُهُ أن يحملَ أحزانَ العالم
وعلى الحزنِ الثقيلِ هو عَوَّدَني
مشينا معاً في طُرُقِ الفقرِ طويلاً
ولم يُخجِلَني أبداً وهو الغني
تعرّفَ على أصدقائي منذ صِغري
وكم حذّرني، رجوتُهُ فوعدني
حتى عندما بقيتُ وحيداً ظلَّ
وكم سقطتُّ، وكم حاولَ أن ينقذني
تعرّفَ على النساء اللواتي عرفتهنَّ
ويعلمُ مَن كانت تحبّني وتدعمَني
وكم لملم دموعي التي سقطت
وكم أبعدَ من أرادَ أن يطعنني ؟