مذكّرة بحث عن الإله

[توما بيطار]

مذكّرة بحث عن الإله

تعالوا نبحث عن الإله
في الملاجىء
أو على وجه المياه
في القرى النائية
وفي المزارع
أو على منحدرات الشفاه
تعالوا نبحث عن الإله
عن وجهٍ بمساحة الدنيا
عن رحمةٍ وعدلٍ
ونورٍ ترسلهُ عيناه
تعالوا نبحث عن الإله
في المدن السورية
في الجزيرةٍ أو الشام
أو في حمص وحماه
في سلّةٍ سقطت من السماء
أو كتابٍ
أو كلام عَناه
أو صرخةٍ من بعيدٍ
أو برقٍ أو رعدٍ
أو صوتٍ جاءنا صداه
أو نجمةٍ هَوَت
أو شهابٍ أنقسمَ
أو شلحَ رداه
تعالوا نبحث عن الإله
من شمال الوطن لجنوبهِ
من شرقهِ لغربه
في ترابهِ وبحارهِ وهواه
بين الإيرانيين المستوطنين
والأمريكان والروس والشيشان
وبين السلفيين، ورجال حزب الله
بين القطريين والسعوديين والخليج
والإخوان والأتراك وبقايا شاهنشاه
على ظهرِ طائرةٍ إسرائيلية
وهي تقصفُ بدونِ إنسانية
ودونَ خوفٍ أو رادع
ولا نعلمُ هل كان ذلك برضاه ؟
دمَّروا كلّ الوطن
فوق الأرضِ وتحت الأرض
بل من أقصاه إلى أقصاه
كأنهم يلعبونَ في مصائرِ حضارةٍ
أمتدّت لعشرات القرون
وتكلّمَ الله عنها في علاه
أيها الأوباش أخرجوا من بلادنا
فقد أتعبتم صدورنا
ولأجلكم إسرائيلُ الظالمة تزورنا
تُدمّرُ وطناً بدمائنا بنيناه
لا تنقلوا صراعاتكم الحقيرة لأرضنا
فالضيفُ عليهِ أن يكونَ مؤدّباً
حتى لو أصحابُ البيت كانوا أغبياء
لكن يبدو، أن كلٌّ يُغنّي على ليلاه
ولم يبقَ مانستطيعُ فعلهُ حقّاً
مع عدوٍ وصديقٍ ثقيلٍ وحكومة
ولذا نبحثُ عن الإله العادلِ
فلا أحدَ يستطيعُ إنقاذ الوطنِ سواه .