رحيل الأميرة

[توما بيطار]

رحيل الأميرة

لروح:أميرة كوركيس أم وجد، زوجة أخي موسى
من كتابي ( أبناء الفردوس)

لِمَن تُغنّي العصافيرُ نشيدها
ويبكي النايُ ألحانهُ الأسيرة ؟
لِمَن تشكي البساتينُ همومها
ويظهرُ البلبلُ في همٍّ وحيرة؟
لِمَن تعصرُ كرومُ العنب عناقيدها
ويسَكَرُ الفرحُ، ويهجرُ سريره ؟
لِمَن تُتلى الصلواتُ وربنا يرى
خُطاةً يحملونَ أناجيل وصلباناً صغيرة؟
لِمَن تبكي النواقيسُ، ويعلو نحيبها
وصلواتٌ تُتلى، وراقدةٌ هي الأميرة؟
رحلت أم وجد، والضحكاتُ معها
وأضحى أخي حزيناً بعد أميرة
أنطفأت عيناها، وأيامٌ مضت
وماتت الفرحةُ، والذكرياتُ الكثيرة
هكذا هي الحياة، وما أصعبَهُ
فراقٌ يحني ظهرَ الأهلِ والعشيرة.
رحلت أميرة، وسكتت كلُّ الضحكات
وبكت العزيزياتُ إبنتها الأميرة
وصمتَ أخي، والأولاد بكوا
وجد- نور- ورد، ووعد الكبيرة
هذه هي الحياةُ يا أولاد أخي
فالحبّةُ تموت، لتعطي ثماراً كثيرة
وغداً ستأتي مع سحابةِ نسيمٍ
مطراً يروي سهول الجزيرة
غداً ستأتي حاملةً شمعةً
لتنيرَ الظلمة، وتطردَ الحيرة
غداً ستأتي ربيعاً جديداً
حدائقَ وورودٍ، ونِعماً وفيرة
فأميرةُ كانت ملكةَ النحل
والحياةُ للملكاتِ جداً قصيرة.
دعي البكاء وعد و اهدأي
فالدموعُ لا تُشكّلُ أبداً بحيرة
الدموعُ تغسلُ الأحداقَ حيناً
وترسلها العيونُ للنفسِ سفيرة
قد ثَقُلَ الحملُ عليكِ من بعدها
فكوني على قدرِ المسؤولية جديرة.
وجد: قد كبُرتَ وفهمتَ الحياة
وودّعتَ طفولةً لم تكن قصيرة
فالآتي يحملُ الخيرَ إن هدأتَ
وفكّرتَ بحنانٍ في العائلةِ الكبيرة
فنحنُ لكَ كالعينينِ في الرأس
فإن أغمضتهما راحت البصيرة
نحن لا نريدُ من الدنيا إلا خيركم
فأنشد المحبةَ، تراها وفيرة.
ورد ونور: أنتما آخر العنقود
والعنبُ خمرٌ إن أُتقَنَ عصيره
كلاكما للحياةِ إمتدادٌ كبيرٌ
فانسوا بجدٍّ الأيام المريرة
فالحزنُ الطويلُ لا يجدي نفعاً
بل صلواتٌ وتراتيلٌ لروح الأميرة.
أخي: وكنتَ مِثالاً يُحتذى
فهلا عُدتَ إلى نفس الوتيرة؟
نعلم أن أحمالكَ قد ثقُلت
لكنها الحياةُ وأقدارها العسيرة
هكذا الحياةُ تأخذُ كلّ حلوٍ
وتتركُ الأحزان تُشكّل بحيرة
فليرحمها الله ويسكنها جنّاته
فقد رحلت، رحلت الأميرة .
٣١/٥/٢٠١١

[سعاد نيسان]

الله يرحمها

[توما بيطار]

يرحم والديك أيتها المباركة