بدون اعتذارْ يا عربْ ..!
لا تلوموني على هذا الصراخ ِ وهذا الصياح ِ..
ثورة ٌ علميةٌ كانتْ بكلّ ِ الأوصاف ِ
أركانُها الظلم ُ والقهر ُ
والقمع ُوالفسادُ ..
عانقتها سنابل ُ الارض ِ
وبوركتْ من النجوم ِ
ومن القمر ِ والشّمس ِ
تتلألأ َكالطلَ ِفوق العشب ِ الأخضر ِ
كلَ َ صباح ِ ..
*
باركتْها أطفالُنا بالأهازيج ِ
والبَسماتِ..
وهتفت ْ لها حناجرُ العمّال ِ
وبوُركتْ منْ حنان ِ الأمّهات ِ ..
بكل فخر ٍ وارتياح ِ..
*
قامت على أعمدة ٍ مزيّنة ٍ
رموزها ـ زنازن َ السجون ِ
و الفقراءُ من سواد ِ الشّعب ِ..
رموزها ـ المحروم ُ والمقهورُ
من خيرة ِ النُّخب ِ ..
رموزها ـ أمٌّ تبكي وليدها المسجون ِ
بتهمة ِ عاشق ِ الكُتب ِ ..
رموزها ـ سياسيّ ٌ تكلّمَ بالحقّ ِ
وكان الكلام ُ خاتمة ُ
النّبضات ِ في القلب ِ ..
رموزها ورودٌ أزهرتْ في
ربيعها الأوّل
تغني لأوّل ِ مرّة ٍ
للحريّة ِ دون حسيب ٍ أو رقيب ِ ..
وعاشقُ الأرض ِ لأوّل ِ مرّة ٍ
لم يبق َعبيدا ً
لألاعيب ِ القدرِ
واتّهامات ٍ باطلة ٍدون َ ذنوب ِ ..
ثعالبٌ ولّتْ بنفسِها على
الرّقاب ِ أُسودا
عرينهُا مسيّج ٌ ببعضٌ الحُثالى
وبقايا من عويل ٍ ونباح ِ ..
*
وللمرّة ِ الالف قلنا ونقول ُحذار ِ:
ولا زلنا نقول ُ حذار ِ :
أنْ تجرّكم حِيَلٌ
الرّياء ِ والكذب ِ ..
من نفاق ِ هيئة ِ الأممِ
الى نفاق ِ أصدقاء ِ الشعب ِ ..
لتقاتلونَ في سبيلِ الحق ِّ
عراة ً وحفاةْ
وإن غابتْ الشمسُ الى حين ٍ
فلا بدّ ان تشرقُ
ذات صباح ِ..
*
عذرا ً ( محمود )
عذراً يا شاعرَ العرب ِ الأكحلْ
أنت َ عربيٌ ولنْ تخجل ْ ..
وأنا لست ُ عربيا ً النَّسَب ِ ..
وأبي ليس عربيّ َ الأصل ِ
وأمّي ليستْ عربيّة
وأرضي أصلها ليستْ عربيّة
ومياهي ليستْ عربَية
وحليبي ليسَ عربيا ً ..
لكنَني تعلّمت ُ العربيّة
وقرأتُ العربيَة
وأكتب ُ العربيّة
وعندما أتكلَم ُ العربيّة
أتذكّر ُالخيانة َ العربيّة
ثمّ أهربُ ، ثمَّ أبكيْ
ثمّ َ أمطرُ نفسي بالنّدم
ثمّ أخجلْ ...
*
أيها العربُ :
إخبروني ولو مرّة
إعلموني ولو مرّة
إشعروني ولو مرّة
بأنَّ حُكّامُ العربْ صَدقوا
في قولهِمْ ولو مرّة ...
بأنّ قادة ِ العرب ْ سطّروا في
في معاركهمْ نصراً على
ذبابة ٍ ولو مرّة ..
بأنّ حكّام العربْ أتّفقوا ولو
على أحلامِهم ْولو مرّة ..
بأنّ قادة ُ العرب ِ لم يكذُبوا
في حياتِهم ولو مرّة ..
بأنّ حكّامُ العربْ لم يخونوا
في تاريخَهم ولو مرّة ..
*
لكمْ أيادي كالعناكب ِ الهمجيّة ِ..
كلّ البسطاء ِرهن ُ شجاعتِكم
كلّ الفقراء ِوالمساكين ِ مخدوعون َ
بقسم ٍ من شواربكم الملوّنة ِ
كالحرباء ْ..
وأنتمْ وشرف ُ الكوفيّة ِ ..
خدما ًلا بل وعبيدا ً مرهونونَ
لإشارة ِشقراء ٍ أجنبيّة ..
*
سماءَكم ْ تمطرُ نارا
وشمسكمْ تخدع ُ الفقراءَ..
وتتحوّل ُ الزهورُ إلى رمادِ
وقانون العالم ِهو البؤس ُ والألم ُ
يهلّلَ لكم ْ
ويقتل ُ تقاليدَ الإنسانيّة
ليكمّلَ تقاليدَ مصّاصيّ الدما ءِ ..
الشّعب ُ لا تؤذيه ِ الأحزان ْ
لأنّ الحقيقة َ سلاحُه الوحيد ْ
ويصل الليلُ بسرعةٍ عليه ِ
محاطا ً بخيوط ِ الصّمت ِ الرّهيب ِ
والمطر ينهمر ُ جالبا ً له
الأزمات َ والبؤس َ
بديلا ً للعطاء ِ..
*
إنّه ُ عالم ٌ جديد ْ
يتسلّقون َ على جثثِ البشر ِ
ويرتفعون إلى سلّمِ الريادة ْ
وتصفّق َ لهم ْ أيادي الجبناء ِ..
وقُربانهم المقدّس ْ
بقر ِ بطون ِ الحوامل ْ
وقطع ِ الرؤوس ِ
وسلّم ِ النّجاح ِ
مصبوغ ٌ بدماء ِ الأبرياء ِ..
*يا عربْ .. يا لابسينَ دروع ِ
الوهم ِ والتخلّف ِوالكذِبْ ..
ولو لمرّةٍ أشلحُوها واصْدقوا ..
ولو لمرَة اخجلوا
ولو لمرَة من القيودِ اعتقوا..
ولو لمرة خبِئوا وجوهَكم
فكلَما نظرَتها أطفالُنا
تتقيّأ ُ أو تبصق ُ ..!ِ
وديع القس
19 .9 . 2013