الجلاء ونِعال الأتراك

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 408
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

الجلاء ونِعال الأتراك

مشاركة بواسطة توما بيطار »

الجلاء
ونعال الأتراك

🥿 🥿 🥿 منذ مائة عام وأكثر تلاحقنا نعال الأتراك

منذُ مئات السنوات
ولازالت رائحة الدم
تفوحُ من كلّ وردةٍ حينَ تُشَم
هم الشهداءُ أكثرُ الناس ضرراً
وحضارتُنا شُيّدت فوقَ بُرَكِ الدم
ويكفي لنا فخراً ، قراءة واقعنا
ومن كلّ بيتٍ شهيدٌ
رسمَ شمساً وفم 🌞
رحلَ الأتراك
لكنَ النعالَ لازالت باقية
وسافرت الدماءُ في أغانينا
وولدَ الأطفالُ بوجوهٍ قانية
عذبةٌ هي نُسيماتُ بلادي
وأطيابٌ تفوحُ في كلّ ثانية
عذبٌ هو الحب في وطني
وما أطيبَ العناق تحت الدالية.
رحلَ الجنود
دفعهم سيلُ الدماء الجارية
وهتفت الأشجار: أنهُ الجلاء
جلاءُ الأتراك بقوّاتهم الطاغية
وأنشدَ الشهيدُ من جنّتهِ
أغاني عذبةٍ للأجيال الآتية
إنهُ الهواء النقي في بلدي
آهٍ ما أجملَ السماء الصافية
ما أروعَ طعاماً من خبزٍ وماء
والنفسُ مرتاحةٌ راضية
إنهُ التراب يا أبناء وطني
أصبحنا أحراراً فوق أرضنا الغالية.؟
رحلَ الغازون
لكن النعالَ لازالت باقية
على كلّ خطٍّ نعلٌ يأمرُنا
فنشهرُ الهويّة لنقول:
مواطنٌ أنا، وتشهد لي الجموع
أنا ما تعلّمتُ ياسيّدي لغةَ الخنوع
إلا على الحواجز تُحنى هامتي
نحنُ يا إخوتي لازلنا شراكة
ولازال الوطنُ بيننا ( قيدَ) الشيوع
أنا اليومَ هنا في دمشق
وربما أكونُ غداً في الجزيرةِ
أتفقّدُ أحوالَ الزروع
أنا يا حاجزُ مواطنٌ، وكلّ الوطن أرضي
من مغربِ الشمس إلى الطلوع
وقد رحلَ الغازونَ منذ زمنٍ
ولازلتم تتقيّدون…..
وتتقاسمون جسد الوطنِ بالضلوع .؟؟؟
أوَ تشعرونَ أنهم لازالوا هنا ؟
والشهداء قالوا: بذلنا دمنا 🩸🩸🩸
وجعلنا الدروبَ تُنارُ في سطوع.
ذهب الغازون فيا إخوتي استفيقوا
فالغدُ لنا، والشمسُ لابُدَّ لنا
إن روتنا جميعاً مياه الينبوع؟
دمشق والأبجدية والعاصي مُلهمنا
أفنوا العمر في رأب الصدوع
فلنوقد الشموع كما فعل الشهداء
فظلامنا محتاجٌ لإيقاد الشموع
إن لم نصبح يداً، فالغدُ مُظلمٌ
وربما النعالُ صارت فوق الضلوع؟
وطني وفيكَ الحبُ والوردُ والولادة
والأحبابُ ينشدونَ معاً للحياة موعد
بردى قُم قبّل عني أبواب الوطن
واهمس في الآذان أناشيدَ خُلّدْ
فالوطنُ العملاقُ قد لاذت بهِ
جموعُ الناس تنتظرُ فجراً ومجدْ
إنها الصحوةُ يا أفراحُ هللي
واغرِبْ يا نشيجَ ليلٍ فَسَدْ
هاهي الطليعةُ تقضُّ مضاجعَ الطغاة
وتهزُّ عروشَ الطوفانِ إن ألحَدْ
حكاياتُ وطني ككلِّ الحكايات
ليلٌ طويلٌ، وسيفٌ مُغمَّدْ
الله لهذا الشعب، كم من بليّةٍ …
تنتظرهم غداً إن لم يصبحوا يَدْ
كلٌّ يؤلفُ حول النعلِ حكايةً
وحكاياتنا باتت نِعالاً جديدة؟
وطني يالون الفرح فيك
أصالةُ الأشياء يوشمها الشهيدْ
كم من عتمةٍ ملكت صدورَنا
ويكسرُ سكونَ العتمة وليد ْ
وطنٌ ولِدَ كالقدرِ في أذهاننا
ويُرمَزُ للوطنِ بالعمرِ الجديدْ
الفقراءُ والشهداءُ أنغامٌ وقصائد
تُرنِّمُ كما في طبعِ البلبل التغريدْ
بالإيمانِ ولِدَ الخلاصُ لشعبٍ حزينٍ
وبهِ كان الفكر وكان التوحيدْ
لا أحدَ كالسوريينَ يملكُ أصالةً
وكلّ الأوطان غير وطني تقليدْ
والشعب سينبشُ الواقعَ المريضَ بصدقٍ
ويقولُ: الله حقٌّ، ولهُ العزة والتمجيدْ
وسيرسي لسوريا كلّ دعائمها
ويقولُ : ازرعوا فوق صخرها الياسمين الفريدْ
وتبقى نعالُ الأتركِ نِعالاً
أحياناً تنقصُ، وأحياناً تزيدْ
لكنَ الوطنيةَ ستغلبُ العمالةَ
ولابُدَّ من تحطيمِ قيود الحديدْ
مئات السنوات
والوطنُ والشعب
يتعانقانِ في فمِ الوليد .
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 408
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

رسائل إلى أبي

مشاركة بواسطة توما بيطار »

رسائل إلى أبي
🕊️🕊️🕊️🕊️🕊️🕊️الأيام الأخيرة مع أبي
19 عام على الرحيل

لم أكُن أحبّ أن أراكَ يا أبتي
هكذا مُجرَّدَ أشلاء
تتألّمُ، ولا أدري إن كنتُ أنا
أم أنتَ،تتلوّى من تفاقمِ الداء
أمدُّ رأسي إلى الوسادةِ فيؤرقني
مجيءُ النعاسِ، على حصان المساء
أقاوم السهادَ، لكنهُ يغلبني
يجرّني إلى أحلامٍ كلّها شقاء
أريدُ تعويضَ شيءٍ من حنانكَ
لأردَّ لكَ بعضاً من ذاك الوفاء
لكن الأمور تجري لا كما أريدها
وكلّ شيءٍ يُدارُ بأيادٍ تسكن السماء
فأنينكَ يصلُ إلى قلبي كالإبرِ
لكن الإله يا أبتي هكذا شاء .
يقولونَ لستً الوحيد بما أصابكَ
وهذا مُقنِعٌ في أبجديات الأطباء
ولكنّكَ الوحيدَ في العالم ..أبي
وليس لي غيركَ أبٌ، أكنُّ له الولاء
فإن رحلتَ ، سأبقى وحدي يتيماً
أبحثُ عن أبٍ، آخر كلّ مساء
لاأدري ما أُسمّي، ما أصابكَ أبي
تجاربَ أم خطايا ،أم حسداً ودعاء ؟
فإن كانت تجاربَ ، فهي من ربّي
والربُ حرٌّ، يفعلُ بنا مايشاء
وإن كانت خطايا، فقد كفّرتَ
وذقتَ الأمرّينِ، مما راح وجاء
ومذ وعيتُ نتناقشُ في أخطائنا
ونضعُ الحلولَ، من الألفِ إلى الياء
ولم أرَ لكَ أخطاءَ، غير صمتِكَ
اللهمّ إن كانت لك أخطاء في الخفاء؟
وأسأل: هل هدأت الآن جراحكَ ؟
وهدأ في فمِكَ لسانُ الحكماء ،
فقد كنتَ الحَكَمَ ، إن تخاصموا
وكنتَ المُضحّي لو صاحب الحاجةِ جاء
لم تعرف اللاءَ، طوالَ حياتكَ
ويا ليتكَ عرفتَ في حياتكَ اللاء
فاعذرني يا أبي، لأني اُحبّكَ
وليس لي غيركَ يستحقُّ الولاء.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“