أحمل تابوتي وأعدو

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 408
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

أحمل تابوتي وأعدو

مشاركة بواسطة توما بيطار »

أحمل تابوتي وأعدو

عندما ينام المساء طويلاً، في الهلال الخصيب

لعينيكِ الغضوبتين لون حزنٍّ
ولون أحتراق
أيها الجبين الشامخُ أبداً
أيها المجنون
يا صوتَ ياسمينةٍ
يُعانق نخيل العراق
أنا من شواطىء دجلة آتٍ
أغني للفرات الممزّق
لضفافٍ تاقت للعناق
كم أتوقُ إلى بابل
إلى معابدَ
إلى حدائقَ شدّتْ إليها الأعناق .
أيا أرض الفراتين
أيا جنة آرام
أيا خيول كلكامش
أيا سيف آشور
يا صوت الحقّ يدوي في الرافدين
فتخضرُّ في أحلامنا الأوراق .
أيها الزمن المجنون
أين صوتي ؟
أين الناي الحزين ؟
هأنذا أحملُ تابوتي
أعدو على الضفاف
أصرخُ بملءِ صوتي
أجابهُ الأحلاف.
أيها النهر العظيم
أيا دجلة
أيا فرات
لكن صوتي يضيعُ
ويهربُ من تحت قدميَّ التراب
ويضيقُ صدري، وأحسُّ بالإختناق.
أنا قدمٌ بلا أرض
وأرضٌ بلا تراب
أيها الزمن المسحور
أنا لم أعُد أنا
فمن أنا. ؟
أنا من شواطىء دجلة آتٍ
أغنّي للعذاب
أغنّي للراحلين
أسألُ الضفاف عن أقدامٍ
سارت بالأمس هنا .
أيتها الشمس :
يقولونَ أني وجهٌ بلا جبين
وجبينٌ بلا حنين
أيا ضفاف، هيّا قولي
هيّا تكلّمي، عن أبي وأمّي
قبل أن أفقد شعوري بالإشتياق .
أيها الصوت القادم من الشرق
أحلّفكَ بالرافدين
بسيف آشور
أُحلّفكَ بتراب الأقدمين
بالمعابد
بعذاب الأولين
قُل لي: من أنا ؟
فأنا صوتٌ بلا صدى
وجهٌ ضاع في المدى
أنا أبحثُ عن نفسي
عن جذوري
أنا شجرٌ مشلوحٌ في العراء
أنا غبارٌ نتجَ عن إحتراق .
أيتها الريح أعصفي
واذريني في المدى
أنا صوتٌ ملَّ الصراخ
في مدن الضياع
ولم يبقَ غير الصدى.؟!
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“