سوريّة .. حبّها كالسّنديان ..!!
حبيبتي سوريّة..سنديانة ٌ عتيقة
لكنّها أصيلة ٌ
أصيلة ٌ بنَقائِها
أصيلةٌ ٌ بفصُولِها المرتَّبة ِ
مِنْ غابرِ الأزمانْ ..
أصيلة ٌ بزهورِها ومياههِا
وطيورِها
وغزلانِها
أصيلة ٌبجذورِها الممتدّة
إلى أعمق ِأعماق ِ الإنسانْ ..
لأنّها أصلُ الإنسان ْ ..
زُرِعتْ في قلبِ الكرة ِ الأرضيّةْ
بدافع ِ الحب ّ
كزهرةٍ طيبة ِ القيم ِ
زكيّة ُ الرائحة ِ
غريبة ُ الجمال ِ
عجيبةُ الألوان ْ ..
لتصبحَ وردة ُ العاشقين ِ الحمراء ْ
ومواويل ُ الفجر ِ الأولى
لشباّبة ُ الراعي
وألعاب ٍملوّنةٍ
لبسمة ِ الأطفال ِ والصبيان ْ ..
ودموع ُ الطيور ِ المهاجرةِ
وقبلةُ المحبّين
وتنهّدات المُتعبين
ونعمة ُ الروح ِ والحياة ِ
حينَ يلتقيانْ ..
حبيبتي .. كنز ٌ مليئ ٌبالأحجار ِ
الكريمة ِ مثل قلبِها
من ياقوت ٍ وذهب ٍ ومرجان ْ ..
وهي صوت الحق ِّ والقداسة ِ
وهي أسيرة ٌ في الحب ّ ِ
السرمديِّ
وتحت َ ظلالها يرنّمون َ
الإبتسامات ِ للحياة ِ وللفرح ِ
لتهِب ُ البهجة َ
وتبخّر ُالأحزان ْ ..
حبيبتي ..عادلة ٌ وكريمة ٌ
تفيض ُ منها روائح َ العلم ِالأسطوريَّ
والمجد ِ والتّراث ِ المدوّنة
في صدر ِ التّاريخ ِ
تاريخ ُ الأسلاف ِ والجدود ِ
المُكللّة ِ بالنّياشين ِ والتّيجان ْ ..
أنّها بكر ُ الأرض ِ
لا تشتهي مجد َ العالم ِ الزائل ْ
مجدها محفور ٌ في قلبِها
وعلى أكفّ ِ الياسمين ِ
وخدود ِ الأقحوان ْ ..
بوّاباتها تُسِرُ العيون ِ بخيوط ِ
صمت ٍ كريم ٍ
لا تُخيف ُ أحدا ً
ولا تزعج ُ أحدا ً
ولا تضرُّ أحدا ً
أنّها تحب ّ السلام َ والصّدق َ
في الإنسان ْ .. ..
ومن يدخلها يسكرُ بحبِّها
لأنّ َ قَسَمها مُقدّس
ووعدُها صادِق ْ
أنّها حبيبة ُ القلوب ِ المستقيمة
يعشقون َ ضفائِرها
يلاعبونها ويحذّرون َ منْ إيذائها
ويمسكوا بيدها
كطفلة ٍ بين َ ذراع ِ الأبوين ِ
بكلّ لطف ٍ وحنان ْ ..
هكذا هي حبيبة القلوب المستقيمة
وهكذا يحبّونها عشّاقها الأكارِم ْ
زاروهاجميع ملوك ِ الأرض ِ
واغتنوا من مجدها
جميع أمم ِ الأرض ِ
وطلبوا يدَها كلّ عشّاق ِ الأرض ِ
ولكن ّ كرسيّها لا زال أبدياً
ولا زالتْ عيناها جميلتان ْ ..
حضَنتْ كلّ الضيوف ِ
بإكرام ٍ وإغاثة ِ الملهوف ِ
آكلين َ
شاربين َ
وعشقوا عيونَها الجميلةِ
وضفائرها الفاتنة ِ
وقالوا لها :
سنحبّك ِ حبّا ً جديدا ً
وسنزرع ُ لك ِ وردا ً جديداً
وزهرا ً جديدا ً
وعالما ً جديداً
ومن ثمّ .. حاولوا أنْ يسرقوا
قلبها الطيّب ْ
بكلمات ٍ معسولة ٍ مغلّفة ٍ
من خيوط ِ الحرير ِ والكتّان ْ ..
وأقاموا لها عرسا ً
بألوان ٍ مُبهرة ٍمن قوس وقزحْ
وأهدوها ظرفٌ مُغلّف ٌ
ومكتوبٌ عليه
الربيع ُ .. الربيع ُ ..؟
مختوم ٌ بختم ِ الأمير ِ ، والملك ِ
والسّلطان ْ ..
ومن ثمّ فُتِحَ المكتوب
وظهرتْ المخالب ُو المياه ُ
القذرة والإسنان ْ ..
فمسكوا ضفائرها بمخالبهم
وقضموها بإسنانهم
وسقوابالمياه ِ المسمومة ِ
زهورَ الجدودْ
فطلع َ الربيعُ الموعود ِ
فذبلِتْ ما بقي َ منَ الورود ِ
وتكشّفتْ كلَ أسرار ِ الحبّ
حين َ تكشّرت الإسنان ْ ..
وبقيت حبيبتي السنديانة ُ العتيقة
حائرة ً ومغمية ً بين َ
الموت ِوالفقدان ْ ..
لكنها لم تزلْ
محبوبة َ القلوب ِ المستقيمة
تحتفظُ بسرّ ِ
جمالها الفتّان ْ ..!!
وديع القس ـ 29 ـ 9 ـ 2013 .
