لماذا أيّها الإنسانْ .. ؟!!
ألا تسألُ نفسك َ :
مَنْ أنا .. ولماذا وُلِدتُ
وكيفَ يجبْ أن أكون ْ ..
وإلى أينَ سأذهب ْ ..
آخرَ الأزمان ْ ..؟
أتؤمنُ بالله الخالقْ ..
أتعلمُ أنّكَ من تراب ْ
وإلى الترابِ ستعود ..
فإذا كُنت َ مُلحدا ً فهذه
مصيبتُك
وإن كُنتَ مؤمناً
فهناكَ مصيبتانْ ..
إذاً .. فلماذا تُكسّرُ وصايا مَن
أحبّكَ قبل والديك
وأكثر َ من والديك ْ
وتلهث ُ وراء الفظائع ِ
من قتل ٍ ونهب ٍ وزنى ً
وتهرع ُ لمعانقة ِ الشيطان ْ ..؟
لماذا تقيّدُ نفسك َ
بألاعيب ِ الحِقد ِ والكره ِ الدنيئة ِ
وتتشامخ ُ على الله
وتفضّل ُ الظلام َ على النورِ
وتهرب ُ من وجه ِ الحقيقة ِ
وتترك ُ الخالق ُ يفكّرُفي
فحوى الخليقة ِ
وهو ملي ٌ بالأحزان ْ ..؟
ألا تعلم ُ أيّها المغرور ُ بأنّك َ
وُلِدت َمن أقذر ِ مكان ٍ
في جسم الإنسانِ
مرّتان ْ ..؟
واعلمْ بأنّك َ تائه ٌ
واعلم ْ بأنّك َ خاطئٌ
واعلم ْ بإنك َ فقيرٌ
ولا تملكُ الحبّ والعدل َ
والفكرَوالضّمير َ
والوجدان ْ ..!
أنتَ إنسان ْ
وأنا إنسان ْ
وهو إنسان ْ
وهي إنسان ْ
وذاكَ إنسان ْ ..
فمَنْ خوّلك َ.. ومَنْ وكّلك َ
على القتل ِ ، والنهب ِ
والغصْب ِ ، والرُّعب ِ
والذّبح ِ، والتفجير ِ
والتكذيب ِ ، والتكفير ِ
والحرق ِ، والتهجير ِ
وتحكم ُ على أخيك َ الإنسان
بدل َ الخالق ِ الديّان ْ ..؟
أنت َ عبد ٌ مثلي
أو أقلّ منّي
وهذا يحدّدهُ الخالق ُ الجبّار ْ
فلماذا تقتلني بحجّة ِ التكفير ِ
واختلاف ُ الرأي ِ والأفكار ْ
ولماذا تستبيح ُ الأعراض َ
والكنائس َ والدّيار ْ ..
لماذا تحرق ُ البيوتَ والحقول َ والأشجار ْ
لماذا لا تحاججني
بالحقَّ والبيّنات ِ والحِوار ْ
مددتُ يدي إليك َمبسوطة ً
فلماذا لا تأتي إليّ
لتقابلني بالحبِّ والسّلام ِ والوِقار ْ
لماذا يا أخي الإنسان ..
تدمّرُ الحياة َ والوجود َ والأوطانْ ..؟
لماذا يا أخي الإنسان ْ
تكرهُ النّورَ وتحب ُّ الظلام ْ
وتعشق ّ القتل َ والتخريبَ
وتكره ُ السّلام َ والوئام ْ
تحبُّ الرّعبَ والنّهبَ والكذب َ
وتنفُرُ من الصّدق ِ والصّلاح ِ
وتنكرُ الإيمان ْ ..؟
أنا آدميُّ
وأنتَ آدميُّ
والفرق ُ بيني وبينك َ
هو القلب ُ وليس اللّسانْ ..
أنا لست ُ معصوما ً
أنا أفتح ُ القلب َ لربّي
إن أخطأت ُ وأقول ُ له ُ :
نقِّ ما بداخلي
من أخطاء ٍ وعفونة واحرق ُ
ما فيها من زؤان ..
وأنت َ تزحف ُ جاثيا ً
و خنوعا ًوجاهلا ً وذليلا ً
لتقيبل أخذية ِ الشيطان ْ
بكلّ ِ طاعة ٍ وهوان ْ ..
لا تستروا رؤوسكمْ
تحت َ الرماد ِ كالنَّعامة ْ ..
وتُخبّئوا نجاسة عورَتِكمْ
وجهلكمْ وقذارتِكمْ
تحت َ أكداس ِ القُمامةْ ..
فالشّمس ُ ستظهرُ
مهما طغتْ عليها عصور ُ الجليد ِ
وتلبّدتْ بالغَمامة ْ ..
و النّور سينثرُ ضوئهُ
ويكشف ُ الحقيقة
كيفما طغى الظلامُ عليها
وتستّرت ْ بالحِجاب ِ
وتغطّتْ بالعمامة ْ ..
كيفما تغيّرتْ الأوضاع ُوالألوانْ
ومهما طالتْ الأزمانْ ..!
أيّها الإنسان ..
أعلم ُ بأنّك َ مشوّش ُ الفكر
وتائه ُ القلبِ والضّمير ِ والوجدانْ ..
ستموتُ غدا ً أو بعدَ حين ْ
ستواجا ُ الله َ
وجها ً لوجه ِ
وعينا ً لعين ْ
ستُحاكمُ وتُحاسبُ على
كلّ فعل ٍ سيّءٍ ومُشين ْ
فهذا آخرُ الأزمان ْ..
هذا هو الزمن ُ الرّديءُ
هذا هو زمن ُ الخطيئة ِ والعُصيان ْ ..
يصبح ُ الوقورُ مضحكة َ الصبيان ..ْ
ويُقتل ُ الشّجاعُ بدسائس ِ الجبان ْ ..
وتحترِق ُالأوطان ُ بخيانة ِ الخلّان ْ ..
وتبقى الحقيقة ُ واقِفة ً صامتة ًالعينان ْ ..
وبعينيها الدّامعتين تنظران ْ
وباحتقار ٍ وازدراء ٍ تتفرّسان ِ فيك َ
أيّها الإنسان ..!!
وديع القس ـ 3. 10 . 2013