الجري لمسافات طويلة يسبب إجهادا للدماغ!

المشرف: سعاد نيسان

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54183
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الجري لمسافات طويلة يسبب إجهادا للدماغ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

أكدت دراسة إسبانية حديثة ظهور تغيرات مدهشة في أدمغة العدائين أثناء الجري لمسافات طويلة في ظروف قاسية.
وفحص باحثون في إسبانيا أدمغة أشخاص قبل وبعد خوضهم سباق ماراثون، ووجدوا أن العدائين شهدوا انخفاضا ملحوظا لكنه مؤقت في مادة المايلين في مناطق معينة من الدماغ. ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج توحي بأن الدماغ قد يستخدم الدهون المخزنة في المايلين كمصدر طارئ للطاقة عند تعرضه للإجهاد الشديد.
ويعد الماراثون اختبارا شاقا للتحمل، حيث يقطع المشاركون فيه مسافة 26.2 ميلا (حوالي 42.2 كيلومترا). وخلال الجري لمسافات طويلة أو ممارسة أي تمرين رياضي طويل الأمد، يعتمد الجسم في البداية على الكربوهيدرات المخزنة (الجلوكوز) كمصدر رئيسي للطاقة. لكن عندما تنفد هذه المخزونات، يبدأ الجسم في استهلاك الدهون المخزنة بدلا منها. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على القوارض أن الدماغ يمكنه استخدام المايلين كمصدر بديل للدهون عند الحاجة.
والمايلين (أو النخاعين)، هو مادة تغلف الخلايا العصبية في الدماغ، ما يساعد على تسريع عملية الاتصال بينها، وهو يتكون أساسا من الدهون، حيث تتراوح نسبتها فيه بين 70 و80 في المئة.
ولاختبار هذه الفرضية، قام الباحثون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لعشرة عدائين شاركوا في سباقات ماراثون في المدن والجبال، وذلك قبل السباق بيومين على الأكثر، ثم خضع جميعهم للفحص مرة أخرى بعد يوم أو يومين على الماراثون، كما أجري لبعضهم مسح إضافي بعد أسبوعين وشهرين على السباق.
وقبل الماراثون، كانت مستويات المايلين متشابهة لدى جميع العدائين (بناء على مؤشر بيولوجي غير مباشر). لكن بعد السباق، لوحظ انخفاض كبير في مستويات المايلين في مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن التنسيق الحركي والاندماج الحسي والعاطفي.
هذه النتائج توحي بأن الدماغ قد يستخدم الدهون المخزنة في المايلين كمصدر طارئ للطاقة عند تعرضه للإجهاد الشديد
وعندما خضع العداؤون للفحص بعد أسبوعين، ارتفعت مستويات المايلين جزئيا، لكنها لم تعد إلى حالتها الطبيعية تماما. وبعد شهرين، عادت المستويات إلى خط الأساس الذي كانت عليه قبل الماراثون.
وكتب الباحثون تشير هذه النتائج إلى أن محتوى المايلين في الدماغ يتناقص بشكل مؤقت وقابل للعكس بسبب التمارين الرياضية الشديدة، وهي نتيجة تتماشى مع الأدلة الحديثة من دراسات القوارض، ما يدعم الفكرة القائلة بأن الدهون الموجودة في المايلين يمكن أن تستخدم كمخزون طاقي في حالات الحاجة القصوى.
ورغم أهمية هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن حجم العينة كان صغيرا، ما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيدها وفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق إذا كانت بالفعل صحيحة.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان الدماغ يستخدم المايلين بطرق مختلفة وفقا لنوع الضغط أو النشاط البدني. على سبيل المثال، هل يمكن أن تؤدي أنواع أخرى من التمارين الطويلة أو الضغوطات المختلفة إلى سحب المايلين من مناطق أخرى في الدماغ؟
وشدد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية لمعرفة ما إذا كان هذا الانخفاض المؤقت في المايلين يؤدي إلى تغييرات جسدية أو معرفية مؤقتة.
ويمكن لدراسة هذه الظاهرة أن تساعد الباحثين على فهم كيفية استهلاك الدماغ للطاقة في حالات أخرى، مثل بعض الأمراض العصبية التنكسية التي ترتبط بفقدان دائم للمايلين.
الباحثون شددوا على ضرورة إجراء دراسات إضافية لمعرفة ما إذا كان هذا الانخفاض المؤقت في المايلين يؤدي إلى تغييرات جسدية أو معرفية مؤقتة
ويعتقد الكثير من الناس أن الجري ربما يريحهم ذهنيا ويحسن طريقة تفكيرهم بعد حالة من مشاعر الألم والإحباط، ويبدو أن عددا متزايدا من علماء الأعصاب بدؤوا يأخذون هذا الاعتقاد على محمل الجد.
كما أن الجري ليس حلا شاملا لكل المشاكل النفسية، فقد مسح علماء أعصاب ألمان أدمغة بعض العدائين قبل وبعد ماراثون بطول 4828 كيلومترا يستمر64 يوما متواصلة فوجدوا أن المادة الرمادية لدى العدائين انكمشت بنسبة 6 في المئة، في حين أن الانكماش الطبيعي لتلك المادة المرتبطة بالشيخوخة لا يتجاوز 0.2 في المئة سنويا، ولحسن الحظ لم تنته القصة بشكل سيء حيث عادت أدمغة العدائين إلى طبيعتها بعد ثمانية أشهر.
لكن إذا كان الجري لمسافات هائلة يحمل نتائج عكسية فمن الواضح حاليا أن الجري المعتدل يمكن أن يؤدي إلى فوائد حقيقية للغاية، وقد أظهرت مجموعة من الدراسات أن الجري يمكن أن يساعد على استعادة الشعور بالسيطرة.
كما أظهرت دراستان أخريان من جامعتي ليتوانيا الرياضية ونوتنغهام ترينت أن الجري المتقطع يحسن جوانب الوظيفة التنفيذية، وهي مجموعة من القدرات الذهنية عالية المستوى التي تشمل القدرة على تنظيم الانتباه وإزالة تشتت التفكير، والتبديل بين المهام وحل المشكلات.
وأكدت دراسة تصويرية للدماغ من جامعة أوريزونا تلك النتائج بدقة، حيث درس علماء الأعصاب الدماغ في حالة الراحة، ووجدوا نشاطا منسقا متزايدا في مناطق، ولا سيما في مقدمة الدماغ، معروفة بارتباطها بالوظائف التنفيذية والذاكرة العاملة.
وعموما، يؤدي الإفراط في ممارسة الجري إلى حدوث إصابات، مثل كسور الإجهاد، والتهاب وتر العرقوب والتهاب اللفافة الأخمصية، وركبة العداء.
إذا كان الجري لمسافات هائلة يحمل نتائج عكسية فمن الواضح حاليا أن الجري المعتدل يمكن أن يؤدي إلى فوائد حقيقية للغاية
كما يعاني بعض الأشخاص عند البدء بالجري من اكتساب الوزن وذلك بسبب زيادة كتلة العضلات، ويعاني البعض الآخر من زيادة في الشهية وتناول المزيد من السعرات الحرارية مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ويسبب الجري اختلالات في العضلات، حيث إن بعضهم يتجاهلون تدريب الجزء العلوي من الجسم ولذلك قد يصبح أضعف وأكثر عرضة للإصابات، لذلك يجب على الأشخاص الذين يمارسون الجري بناء قوة الجزء العلوي من الجسم.
ويعد من أبرز أضرار الجري يوميا زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث إن أثناء الجري تتم زيادة إمداد القلب بالدم، وعندما لا يستطيع القلب مواكبة الإمداد قد يؤدي إلى تصلب الشرايين أو انسدادها.
وتشمل ممارسة الجري يوميا باعتدال من 5 إلى 10 دقائق بعض الفوائد الصحية، أبرزها:
تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسرطان.
تقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية، مثل: الزهايمر، ومرض الباركنسون.
تعزيز فقدان الوزن الزائد وحرق السعرات الحرارية العالية.
تحسين اللياقة البدنية وتعزيز صحة العظام.
تحسين النوم والتقليل من التقلبات المزاجية والتوتر.
ينصح بزيادة عدد الأميال كل أسبوع بشكل تدريجي، وممارسة بعض أنواع الرياضة الأخرى، مثل ركوب الدراجات أو السباحة.
يفضل الإحماء قبل الجري والبدء بحركة بطيئة ودمج تمارين تقوية الساق لتقوية العضلات الداعمة للركبة.
يجب التأكد من ارتداء حذاء جري مناسب ومبطن جيدا، حيث إن الأحذية غير المناسبة قد تؤدي إلى تحول الأظافر إلى اللون الأسود بسبب النزيف الذي يحدث تحت الظفر، وينصح بالجري على الطرق الوعرة أو الطرق الترابية لتحسين امتصاص الصدمات.
يجب الحصول على الكثير من الماء لتجنب الجفاف والبقاء رطبا، وينصح بتجنب الأكل قبل وأثناء الجري لمنع خطر الإصابة بمشكلات في الجهاز الهضمي.
ينصح بالتوقف عن الجري وخاصة عند الشعور بألم في المفاصل أو التعرض للإصابة، ويفضل استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب :manqol: .
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منـــتدى صحتـــــك بالـــدنـــيا“