“يلزمك أيّها الراهب
أن تنسج على منوال العصفور في أعمالك.
فالعصفور إذا ما طارده الباشق سارع توًّا إلى عوسجة ليحتجب ضمنها ويفلت من دهاء خصمه.
فلا يكترث لما أصابه من ألم العوسج مهما نخر جسمه ونخسه واغترز فيه
لأنّه بتلك الذريعة يُفلت من أنياب الباشق ومن الموت.
فعلى هذا النحو يلزمك أيّها الراهب الورع
أن تحتمل ما يعترضك من معاندة إخوتك وإهانتهم مهما كانت.
فاحذر أن تترك صومعتك وإلاّ وقعت في فم الباشق الجهنمي وخسرت السعادة الأبدية.
فالعصفور
إذا وسّع عشّه تمكّن الباشق من الدخول إليه وافتراسه.
والراهب إذا وسع باب صومعته عرّض نفسه لافتراس إبليس خصمه.
فالأجدر أن تكون صومعة الراهب ضيقة فارغة لا تحوي إلاّ كفافه.
وكما أنّ العصفور يدخل باب عشّه الضيق منحنيًا كذلك الراهب يلزمه أن يدخل باب صومعته منحنياً متّضعاً.
قلْ لي أيّها الراهب الفقير الزاهد
ما حاجتك إلى ثوب شتوي وثوب صيفي؟
ما حاجتك إلى حذاء للشتاء وآخر للصيف؟
والهفتاه، إنّ الرهبنة في عصرنا أصبحت تحاكي يقطينة يونان النبي. فهي لا تكاد تنبت حتّى تذوي وتذبل”
فمن هو هذا الملفان العلّامة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟