وأوضحت أخصائية الطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي الألمانية أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تتمثل في الخوف والتوتر النفسي المستمرين والعزلة الاجتماعية والذعر المفاجئ، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والكوابيس ونقص التركيز.
ويمكن للمواقف اليومية مثل الأصوات العالية أو بعض الروائح أن تؤدي إلى إثارة القلق الشديد. كما يتجنب المرضى الأماكن والأنشطة التي تذكرهم بالصدمة.
وتشمل الأعراض أيضا ما يعرف بـالخدر العاطفي، أي الشعور بالفراغ الداخلي وعدم القدرة على الشعور بالسعادة والفرح.
وشددت البروفيسورة بيشونر على ضرورة استشارة الطبيب على وجه السرعة في حال استمرار هذه الأعراض لمدة تزيد على 4 أسابيع، وذلك للخضوع للعلاج النفسي في الوقت المناسب لتجنب العواقب الوخيمة المحتملة مثل الاكتئاب والتفكير في الانتحار.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تتمثل في الخوف والتوتر النفسي المستمرين والعزلة الاجتماعية والذعر المفاجئ، بالإضافة إلى اضطرابات النوم
وأكدت بيشونر أن العلاج السلوكي المعرفي، الذي يركز على الصدمة، أثبت فاعليته، موضحة أنه في هذا العلاج يتعلم المرضى كيفية التعرف على أنماط التفكير المرهقة والتساؤل عنها والتعامل تدريجيا مع ما مروا به دون أن يغمرهم ذلك.
كما تعد إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة إجراءً فعالا لمواجهة اضطراب ما بعد الصدمة؛ حيث إنه يستخدم حركات العين المستهدفة لدعم معالجة الذكريات المجهدة.
وفي الحالات الشديدة يمكن أيضا اللجوء إلى الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب والمُنوّمات.
وتعرّف المؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة اضطراب ما بعد الصدمة بأنه اضطراب يصيب بعض الأشخاص الذين مروا بتجربة صادمة أو مخيفة أو خطيرة.
ومع أن الأشخاص عادة يعانون من تفاعلات بعد تعرضهم لصدمة نفسية معينة إلا أن الأغلبية تتعافى، ولكن في حالة المصابين باضطراب ما بعد الصدمة تستمر الأعراض وقد تتفاقم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الأحداث المؤلمة وفواجع الفقدان هي من الأمور الشائعة في حياة الناس.
وتبين من دراسة أجرتها المنظمة في 21 بلدا أن أكثر من 10 في المئة من الذين استطلعت آراءهم أفادوا بأنهم شهدوا عنفا (21.8 في المئة) أو تعرضوا لحالات عنف بين الأفراد (18.8 في المئة) أو مروا بحوادث (17.7 في المئة) أو كابدوا ويلات الحرب (16.2 في المئة) أو صدموا جراء فقدهم أحد أحبائهم (12.5 في المئة).
وأظهرت الدراسة أن التقديرات تشير إلى أن 3.6 في المئة من سكان العالم عانوا في عام 2012 من اضطراب ما بعد الصدمة.
وكثيرا ما يحدث اضطراب ما بعد الصدمة مع مشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب، ووفقا للدكتور مارك فان أوميرين -وهو باحث في الشؤون العلمية من إدارة الصحة العقلية والإدمان في المنظمة- فإنه يلزم أن تدار اضطرابات الإجهاد اللاحقة للصدمة جنبا إلى جنب مع سواها من الاضطرابات النفسية الشائعة
