كشفت وثائق تحقيق جديدة تفاصيل الرعب الذي عاشه طلاب ومعلمو مدرسة ريسبيشكا بمدينة أوربرو أحد أسوأ حوادث العنف في السويد، والذي أسفر عن مقتل عشرة أشخاص.
وأظهرت الوثائق كيف دوّى أول بلاغ إلى خدمات الطوارئ SOS Alarm مع انطلاق الطلقات داخل المدرسة: تعالوا بسرعة، فوراً!.
وكان منفذ الهجوم، ريكارد أندرشون، قد أنهى المجزرة بإطلاق النار على نفسه في تمام الساعة 12:45 ظهرًا.
ورغم إغلاق التحقيق الجنائي بعد وفاة المشتبه به، أظهرت الوثائق التي أصبحت علنية الآن مشاهد دقيقة من لحظات الخوف والذعر داخل المدرسة أثناء الحادثة بحسب ما أفادت صحيفة أفتونبلاديت.
ساعات من الخوف والاختباء
أفاد عدد من الشهود أن مجموعة من المعلمين كانوا قد أنهوا تناول الغداء وانتقلوا إلى جزء آخر من المبنى، قبل أن يسمعوا صوت طلقات نارية ويروا زميلًا يركض في الممر. عندها تحصّن عدد من الموظفين داخل غرفة، أطفأوا الأنوار واختبأوا تحت المكاتب.
وقال أحد المعلمين: بعد فترة، سمعنا صوت خطواته يعود، كان الصوت يقترب منا. كنا خائفين جداً.
وأضاف: سمعنا أصوات إطلاق النار تقترب، وظللنا محاصرين في الغرفة لمدة ساعتين تقريباً. ثم سمعنا انفجاراً خارج الغرفة.
وتابع: رأينا وحدة التدخل تصرخ، لكن بسبب الظلام لم يتمكنوا من رؤية جميع الأشخاص داخل الغرفة، فأخبرناهم بأننا ستة. وعندما خرجنا إلى الممر، رأيت قناصًا وكان المكان مملوءاً بالدخان بسبب القنابل. خرجنا من الباب الخلفي للمدرسة، وأنا ممتن لذلك، لأنني لم أرَ مشهد الضحايا.
بلاغات عبر تطبيق الطوارئ
خلال لحظات الرعب، استخدم المعلمون تطبيق Cosafe للتواصل، وتُظهر الرسائل التي أُرسلت في تلك الأثناء حجم الذعر داخل المدرسة. ومن بين الرسائل:
“الشرطة طوّقت المدرسة، المهاجم في ممر C/D،
ولا تقتربوا من المدرسة!.
شوهد داخل المدرسة قبل الهجوم
وذكرت عدة شهادات أن أندرشون شوهد داخل المدرسة قبل تنفيذ الهجوم. وقالت إحدى النساء إنها رأته يرتدي ملابس سوداء ويحمل حقيبة غيتار، وكان يتحدث عبر الهاتف أثناء سيره.
طالبة في المدرسة قالت إنها رأته من خلف جدار زجاجي، وتبادلت معه نظرات سريعة، بينما ذكرت معلمة أنها قابلته في ممر المعلمين وكان يحمل حقيبة غيتار ويتحدث وهو يضع يده على أذنه.
وجاء في التحقيق: المعلمة لاحظت أن بحوزته أشياء كثيرة، كما أن المدرسة لا تقدم دروساً موسيقية، ما جعل الأمر يبدو غير طبيعي.
وأفادت وثائق التحقيق بأن ثمانية معلمين تحصنوا داخل غرفة واحدة بعد إطلاق النار، وبقوا هناك حتى الساعة 15:30 تقريباً. وخلال ذلك الوقت، كان الجميع على اتصال بعائلاتهم.
شاهدة أخرى قالت إنها رأت أندشون في ممر C وهو يسير بهدوء، ولم تدرك من هو إلا بعد الحادث عندما عرفت أن المهاجم كان يرتدي ملابس سوداء ويحمل حقيبة جيتار
.
