بوسطن (الولايات المتحدة) - أظهرت دراسة نشر عنها تقرير في دورية نيتشر العلمية أن إعادة بروتين معين إلى الخلايا مكنت الباحثين من وقف الالتهاب المزمن مع الحفاظ على قدرة الخلايا على الاستجابة للإصابات والأمراض قصيرة الأمد.
ويحدث الالتهاب المزمن عندما يعلق الجهاز المناعي في حالة من النشاط المفرط، وهو ما يحدث خلال الإصابة بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل والتهاب الأمعاء أو السمنة.
أما حالات الالتهاب الحاد المصحوبة عادة بألم وحمى وتورم واحمرار، على سبيل المثال، فتشفى بسرعة نسبيا.
واكتشف الباحثون أن أحد البروتينات المسؤولة عن التحكم في جينات التهابية يتحلل ويختفي من الخلايا في أثناء الالتهاب المزمن.
وفي تجارب أجريت معمليا في أنابيب الاختبار، أدت استعادة بروتين دبليو.إس.تي.إف إلى حجب الالتهاب المزمن في خلايا بشرية دون التدخل في تعامل الخلية مع الالتهاب الحاد، وهو ما سمح باستجابات مناعية مناسبة للتهديدات قصيرة الأجل.
وصمم الباحثون بعد ذلك عقارا يحمي بروتين دبليو.إس.تي.إف من التحلل ويثبط الالتهاب المزمن عن طريق منع تفاعله مع بروتين آخر في نواة الخلية.
واختبر الباحثون الدواء بنجاح لعلاج فئران مصابة بالكبد الدهني أو التهاب المفاصل ولتقليل الالتهاب في خلايا الركبة المصابة بالتهاب مزمن والمأخوذة من مرضى خضعوا لجراحة لاستبدال المفصل.
ومن خلال دراسة عينات من أنسجة بشرية، خلص الباحثون إلى أن بروتين “دبليو.إس.تي.إف” يختفي في أكباد مرضى الكبد الدهني لكنه موجود في أكباد الأصحاء.
الالتهاب المزمن لا يتميز بالعلامات الكلاسيكية التي تميز الالتهاب الحاد وبدلا من ذلك فإن الأنسجة مزمنة الالتهاب تتميز بتسلل خلايا المناعة أحادية النواة
وقال شيشون دو من مستشفى ماساتشوستس جنرال، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، في بيان تسبب أمراض الالتهاب المزمن قدرا كبيرا من المعاناة والوفيات، لكن لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه حول أسباب الالتهاب المزمن وكيفية علاجه.
وأضاف تساعد النتائج التي توصلنا إليها في فصل الالتهاب المزمن عن الحاد، بالإضافة إلى تحديد هدف جديد لوقف الالتهاب المزمن الناتج عن الشيخوخة والمرض.
والالتهاب هو استجابة بيولوجية ضرورية لمناعة الجسم ضد العدوى والإصابة. ومع ذلك قد يتسبب الالتهاب المزمن في تلف الأنسجة والأعضاء السليمة.
ويرتبط الالتهاب المزمن بعدة أمراض مزمنة، منها أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية، والضغط، والجلطات والسرطان وداء السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر ومرض الشلل الرعاش والتصلب المتعدد والتهاب المفصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء والربو والحساسية.
ولا يتميز الالتهاب المزمن بالعلامات الكلاسيكية التي تميز الالتهاب الحاد. وبدلا من ذلك، فإن الأنسجة مزمنة الالتهاب تتميز بتسلل خلايا المناعة أحادية النواة وتدمير النسيج.
ويعرف الالتهاب المزمن بالالتهاب طويل الأمد، حيث يستمر فترة طويلة تبلغ أشهرا وقد تصل إلى سنوات. وقد يكون السبب وراء الإصابة بالالتهاب المزمن وجود التهاب حاد، حيث ينتقل الالتهاب من مرحلة الالتهاب الحاد ويصبح التهاباً مزمناً. وقد تؤدي مسببات الأمراض إلى الإصابة بالالتهاب المزمن، حيث تعد بطبعها مائلة إلى استنفار الالتهابات المزمنة بدلاً من الحادة. وبسبب زيادة تدفق الدم وزيادة النفاذية في الشعيرات الدموية يستمر التراكم في خلايا الدم البيضاء، ولكن يتغير تكوين الخلايا.
وتدخل الأنسجة المعتدلة إلى النسيج المصاب، وتعد الأنسجة المعتدلة قصيرة العمر وتموت بسرعة، وبالتالي تتحول إلى أنسجة ضامة وأنسجة ليمفاوية. وترتبط بنفس الجزيئات التي ترتبط بها الأنسجة المعتدلة في الالتهاب الحاد، ولكن في الالتهاب المزمن تكون الخلايا الأولية الأنسجة الضامة واللمفاوية.
وتعيش الأنسجة الضامة فترة أطول بكثير من الأنسجة المعتدلة، وبالتالي تسبب الأمراض
