دمشق ُالتاريخ تناديكم ..!!
دعُ الأصولَ تناديكمْ على علَنِ
بِعتمْ كرامة أعراق ٍ بلا ثمنِ ِ
وجوهكمْ مُسِختْ من كثرةِ الفسقِ
ومِن نياشينَكمْ يُستخرجُ النَّتنِ
لا تُقتلُ النفسُ إلاّ من دواخِلها
والبيتُ يُهدمُ من خلٍ بهِ خوَّنِ
افرحْ ورتّلْ على نقدٍ من القزمِ
واعلمْ بأنّكَ فوقَ النّقدِ والطّعنِ
وبعدَ موتي فلا نفعٌ ولا ضررُ
وإن جلبتمْ لقبريْ زينةُ الكفَنِ
النّاكرُ الحسنِ مرذولٌ بفعلتهِ
وكلُ أعمالهِ جيفٌ من العفنِ
صداقة ُ الجهلِ لا تخلومن الألمِ
وكلّها تعبٌ بالويلِ والحزنِ
يمشي الكريمُ كما لو كان في نسقٍ
يمشي الذّليلُ وفي سيمائهِ درَنِ
وكيفَ يجرؤُ قزمٌ في مغازلتي
وحبُّ آرامَ في نبضي وفي جُفنِي ..؟
وكيفَ يعشقُ نهدي فاسقاً جَرِبَا
ومن حليبي سقيتُ العهدَ والزّمنِ ..
وكيف تهجُرني يا إبنَ أفئِدتي
وتتركُ الهمَّ في قلبي بمُرْتَهَنِ ..؟
مالي أراكمْ نياماً في قواقعكمْ
يا جندَ آرامَ والاغراب ُ تحرقني ..؟
أينَ النّسورُ اللّتي أطعمتُها بيدي
أينَ الأسودُ الّتي أرضعتُها لبني..؟
وثيقةُ العهدِ قدْ نقّشتها بدمي
ولنْ يعانق َ أحضاني سوى كفني
إنّي على العهد يا آرامُ في قدرِي
ولنْ يُقبِّلَ ثغرِي مَن بهِ عفن ِ..!!
قالوا دمشقُ وقلنا: أمُّنا والأبُ
ومِن عراقتِها نعلوْ على المحن ِ
كمْ من فقيرٍ تآوى حولَ مائدتي
وكم شريدٍ تعافى طعنةِ المِننِ ..؟
وحين َ يأتي أسيراً في مطالبتي
أدعوهُ إبناً كما لو كانَ َ من بَدَني
يا للعجيب لما يجري على وطن ٍ
عهدُ الأوائلِ والتاريخ والزمن ِ
يا للعهارة ِ في عهدٍ وفي زمن ٍ
صارَ الثّعالبُ تلهو فيكَ يا وطني
بالرّعب ِ لا تختفي الصلبانُ من صَددِ
والنورُ يبقى بمعلولا ومؤتَمنِ
دماؤها شرفٌ والجرح ُ من لهبِ
والشّهمُ لا يرتضي الإذلالَ والهونِ
وربّنا علّمَ الإنسانَ في لُغة ٍ
ومهدُها بجوارِ الشّام ِ مُستَكِنِ
وقبلَ أن يبدأ التاريخُ في النَبض ِ
كانت دمشقُ عرينُ العلمِ والفطنِ
وحول أسوارِها بوّابةُ التّحفِ
منقوشة ًبدماءِ الجذعِ والغصن ِ
وختْمُ آرامِنا نورٌ بلا عَتم ٍ
لا يختفي بظلالِ الجهلِ والفتن ِ
وتستنيرُ دروبُ العزِّ والكرمِ
رغمَ الصّعاب ِ ويبقى الدّربُ يجذبني
كلُّ العوالمِ إن قامتْ على وطني
مهدُ المسيحِ سيبقى دائم َ الزّمنِ
وديع القس ـ 26 . 10 .2013
