الوزير والبهلول

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

الوزير والبهلول

مشاركة بواسطة ابن السريان »

الوزير والبهلول
قصة رواها والدي
في أيام هارون الرشيد خرج وزيره الأيمن بجولة تفقدية في أحياء المدينة
فشاهد بهلول يجلس بقرب ثلاث كومات من التراب
فقال له الوزير ماذا تفعل يا بهلول ؟
أجابه بهلول أنا أبيع كومات التراب
قال الوزير ومن يشتري منك هذه الكومات والتراب مجاني في المدينة
فقال بهلول لا لا أبيع التراب بل في كل كومة تراب هناك نصيحة
سأله الوزير هل أستطيع أن أسمع واحدة منها
فقال له بهلول ضع قطعة من الذهب عليها وهي تخبرك بالنصيحة
فأخرج الوزير من جيبه قطعة من الذهب ووضعها على كومة
فتناولها بهلول وقال له يا أيها الوزير المحترم لا تعطي سرك لزوجتك
فقال له الوزير ربما تكون نصيحة مقبولة .وماذا تقول الكومة الثانية
فقال له بهلول ألم أقل لك هي تخبرك بعد أن تضع عليها الذهب
فأخرج قطعة ثانية ووضعها على الكومة الثانية .
فأخذها بهلول وأخبره بالنصيحة الثانية قائلاً : لا تتكبر وتبتعد عن أهلك
لأنهم سندك الأول والأخير في الضيق والشدة
فأجابه الوزير فأنا لست بحاجتهم بل هم بحاجة وهذه النصيحة ربما
لا تناسبني لأن أهلي وناسي هم بحاجتي وليس أنا.
فقال مرة ثالثة وماذا تخبرنا هذ الكومة الأخيرة
فقال بهلول للوزير: وأقول لك :يا سيدي للمرة الأخيرة ستخبرك ما بجوفه
بعد أن تضع ذهبك عليها .
فقال لا تكارمني بهذه لأنني منحتك قطعتيني من الذهب
فقال بهلول :ألم أخبرك يا سيدي لكل كومة ثمن
فقال له الوزير حقاً قلت فلك ما تريد هذه قطعة ثالثة وأخبرني
فقال بهلول :تخبرك هذه الكومة بان لا تأمن سيدك أبداً
فقال له الوزير ساخراً أنت تقول هذا وتعرف مدى حب الخليفة لي
إن هذه النصيحة لا تناسبني مطلقاً .
فقال له بهلول سوف تكشف لك الأيام صدق ما أخبرتك به .
فعاد الوزير لبلاطه يفكر بما أخبره بهلول فقرر أن يتحقق من
هذه النصائح ويتأكد من صحتها .
فأخذ خاروف الخليفة من حديقة القصر وأخفاه عند صديق له
وطلب منه أن يهتم بهجدياً وأن لا يسلمه لأحد بدون توقيعه.
وبعدها ذهب للسوق واشترى خاروف وأخذه للبيت وطلب من
قصابه أن يذبحه في حديقة بيته أمام زوجته ووطلب من الطهات
أن يشووا الخاروف وتناول لحم الخاروف هو وزوجته وبعد أنتهاء منه سألته
زوجته ما هي قصة هذا الخاروف ولماذا طلبت نحره في الحديقة
فقال لها هل تكتمين سراً لزوجك فقال كيف لا أكتم فأنت زوجي
فقال هذا الخاروف هو خاروف الحليفة وذبحته في الحديقة لكي لا يراه أحد
قالت خاروف الخليفة !!!!!! أجاب نعم لأنه في حقيقة الأمر أخذ أهتمام الخليفة
وأصبح المفضل لديه وفضله عن الجميع .
فقالت له زوجته سرك في بئر عميق لا تهتم .
ومرت الأيام تفقد الخليفة خاروفه المدلل فلم يجده فسأل عنه فقال له أحدهم
يا سيدي الخيلفة فهو يخرج متى شاء ويتجول بالمدينة بحرية ربما ضاع
فطلب من المنادي أن ينادي عن فقدان الخاروف .ويمنح ألف قطعة من المال
لمن يجده ويعيد للخليفة .ونادى المنادي لمدة ثلاث أيام ولكن بدون فائدة
فرفع الخليفة المكافأة لخمسين ألف قطعة ولمدة ثلاث أيام أخرى
وفي هذه الأثناء بينما كانت زوجة الوزير تسير في القصر فصرخ عليها الوزير
وينتهرها ويصرخ عليها أما الجميع موبخاً أيها على دلعها في المشية
وهذا مما جرح مشاعرها وأهانها فقررت أن تنتق منه وكانت قد نسيت قصة الخاروف
وهي في صراعها النفسي سمعت المنادي يقول .أيها الناس من يجد أو يعرف أمراً عن
خاروف الخليفة سوف يعطيه الخليفة خمسين ألف قطعة من المال .
فخرجت مسرعة زوجة الوزير وطلبت مقابلة الخليفة لأنها تعرف ماذا حصل بالخاروف
فسمح لها الخليفة بسرعة البرق لتشوقه معرفة ما جرى بخاروفه المسكين والمدلل
فقال لها الخليفة أخبريني بسرعة ماذا حصل لخاروفي المدلل؟
فقالت له يا مولاي زوجي ذبحه في حديقة المنزل وأطعمني منه وبعدها أخبرني أنه
خاروفك لأنه كان يغار منه لأهتمامك به أكثر منه .
فغضب الخليفة كثيراً وطلب مثول الوزير أمامه بسرعة .ما هي لحظات قليلة كان الوزير
أمام الخليفة ماثلاً فسأله الخليفة عن صدق رواية زوجته.
فقال له الوزير أنها صحيحة ولكن زوجتي لم تحفظ سري فهي طالق طالق طالق .
فقال له الخليفة سوف أأمر بقطع رأسك ولكن بعد أن يعم خبر قطع رأسك كل أملاكي
وطلب من الرسل أن يذهبوا لكل أرجاء الدولة ويخبرون بان الخليفة سوف يقطع رأس وزيره
لأنه سرق خاروفه وذبحه وخالف أمره في رعاية الخاروف حيث كان قد أصدر فرمان
بان خاروفه محبب لديه وكل من يشاهده يحترمه ويطعمه ويعتني به وكل من يتعرض له
يعاقب أشد العقاب .وهذا هو أمر الخليفة .وكون الوزير خالفه بقتل الخاروف سوف يقتل
وخرج الرسل حاملين معهم هذا الفرمان وعم الخبر كل أرجاء الولاية .
فلم يتدخل أي وزير أو زميل له من حاشية الخليفة وكذلك أبناء الولاية .
فكان للوزير أبناء عمومة وكانا فقيران جداً ولم يعترف بهما الوزير ولم يقدم لهما خدمة
أو مساعدة تعينهما في عيشهما فجلس الأثنان فقال يجب أن نذهب للخليفة ونستعطفه
لننقذ أبن عمنا برغم تنكره لنا فالدم لا يتحول لماء.
وفي يوم تطبيق أمر الخليفة بقطع رأس الوزير حضر الرجلان لقصر الخليفة وطلبا
مقابلة الخليفة بأمر عاجل فسمح لهما الخليفة كأخر معروف يقدمه الخليفة للوزير
فقال لهما ماذا تريدان فقالا أيها الخليفة نرجو منك الصفح عنه وإن أحببت أن تطبق
حكمك سنكون نحن في مكانه .فقال الخليفة لا لن أصفح عنه وهو المذنب وأمرنا بقطع
رأسه ولا رجوع عن قرارنا .
فطلب من السياف أن يتهيأ لتنفيذ الأمر فطلب الوزير من الخليفة السماح له بالكلام
لآخر مرة .فقال له الخليفة ماذا تريد أن تقول بعد كل مافعلته .
فقال له الوزير يا مولاي لماذا تريد قتلي .قال لأنك قتل خاروفي المدلل
فقال له وإن عاد لك خاروفك هل تنفذ أمرك ؟
فقال له لو عاد أنت معفى ولا داعي لقطع رأسك
فقال له سوف أحضره لك الآن أعطني بعض الوقت فقال له لكن بسرعة
فقال أيها الجندي أعطني ورقة وقلم لأكتب لك رسالة وأذهب لصديقي
وأجلب الأمانة .فأخذ الجندي الرسالة وذهب بسرعةلصديق الوزير
وجلب معه الخاروف وعندما شاهد الخليفة الخاروف سر كثيراً
فقال له الوزير أليس هذا هو خاروفك فقال له الخليفة أجل هو
ولكن لما فعلت هكذا .فقال له الوزير .لقد باعني أخوك بهلول ثلاث نصائح
وأردت أن أتحقق منها وسرد عليها النصائح .
فقال له الخليفة الحمد لله لم أقتلك ؟ فقال له الوزير يا مولاي لقد قدمت لك
حياتي وجهدي لأخدمك وأنقذك من العديد من المصائب ولكن كل هذه لم تذكرها
أما خاروفك المدلل لقد نسيتها ولم يتشفع لي كل ما قدمته لك .
وأما زوجتي فقد خانتني لمجرد أنني أهنتها ولم يتقدم أحد لمساعدتي غير أبناء عمومتي
الذين أنكرتهم وعاملتهم بجفاء وتكبر ولم أقدم لهم أي مساعدة .
فقال له الخليفة الحمد لله عاد كل شيئ كما السابق وأنت وزير الأول
فقال له الوزير أسمح لي يا سيدي فأنا لم أعد وزيرك بعد اليوم وسوف أعود لأهلي وناسي
وهكذا عاد الوزير لأبناء عمومته وبدأ يعيش حياة طبيعية كغيره من الناس .
أرجو أن يستفاد الجميع من تجربة هذا الوزير .
بركة الرب معكم بقلم جورج روهم

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16583
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: الوزير والبهلول

مشاركة بواسطة بنت السريان »

أخي أبن السريان المبارك
يرحمكم ويرحمنا الله ويمد الرب بعمركم
بوركتم قصّتكم رائعة
راقت لي وقرأتها أكثر من مرّة
فيها من العبر الكثيرة
لعلّنا نتعلّم منها
فالبشر لايؤتمن

وعلى المرء أن يكون حذراً ممن ائتمنهم كأقرب الناس
فهل أقرب من زوجته؟؟؟؟؟؟
العدو تعرفه جليا واضحاً
أما من تأتمنه غافل أنت عن نواياه
يضربك عكسية وبالصميم
كن حذراً منه
شكرا جزيلا والرب يرعاك

أختك بنت السريان
[/color]
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15727
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: الوزير والبهلول

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

يسلموا ايديك على القصة لأنني بصراحة
استمتع كثيراً بقرأة هكذا قصص ذات عبر
فلنستفد من هذه العبر
الرب يحميك ابن السريان

:tawdee:
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: الوزير والبهلول

مشاركة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معكم
أشكركم على مروركم الطيب وردكم الكبير
وأتمنى أن أكون قد أدخلت المسرة قلوبكم
بركةالرب معكم

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49682
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: الوزير والبهلول

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

مشكور جداً لسرد القصة التي فيها الكثير من الحكم والعبر
وفقك الرب أخي ابن السريان
بانتظار قصصك الجميلة.


آخر رفع بواسطة إسحق القس افرام في الجمعة سبتمبر 16, 2016 12:49 am
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“