وبخلاف الفكرة السائدة بأن التقدم في السن يتم بشكل منتظم، أظهرت نتائج الدراسة أن الجسم يمر بما يمكن تسميته “ذروة الشيخوخة” في مرحلتين: الأولى في منتصف الأربعينيات (حوالي سن 44 عاماً)، والثانية في أوائل الستينيات (حوالي سن 60 عاماً).
تغيرات جذرية في الجسم
تابع الباحثون 108 مشاركين من أعمار وأجناس مختلفة على مدى سنوات، وجمعوا عينات متكررة من الدم، واللعاب، والميكروبيوم (أي الكائنات الدقيقة في الفم والأمعاء والأنف)، وراقبوا آلاف التغيرات الجزيئية داخل أجسامهم.
وأظهرت النتائج أن بعض الجزيئات الحيوية تتغير بشكل مفاجئ وكبير في الأربعينيات، خاصة تلك المتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية، والجلد، والعضلات. أما في بداية الستينيات، فتركّزت التغيرات في الجهاز المناعي ووظائف الكلى.
كذلك أظهرت الدراسة أن الجسم يصبح أبطأ في معالجة الكحول والكافيين في الأربعينيات، وتضعف قدرته على التعامل مع الكربوهيدرات في الستينيات.
الاستعداد للشيخوخة يبدأ من نمط الحياة
يقول البروفيسور مايكل سنايدر، عالم الوراثة والمشارك في إعداد الدراسة، إن هذه النتائج تساعد الأفراد على الاستعداد للتغيرات القادمة. ويوصي ببدء التعديلات في نمط الحياة اعتباراً من سن الأربعين، من خلال:
تقليل استهلاك الكحول والكافيين
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خصوصاً تمارين القوة والتحمل
دعم صحة الجلد والعضلات بالنشاط البدني والتغذية السليمة
هل التغيرات بيولوجية أم سلوكية؟
رغم وضوح التغيرات، لا يزال الباحثون يدرسون ما إذا كانت جميعها ناتجة عن عوامل بيولوجية بحتة، أم أن سلوكيات الأفراد تلعب دوراً. على سبيل المثال، قد يكون ضعف قدرة الجسم على معالجة الكحول ناتجاً عن زيادة استهلاكه في هذه الفترة من الحياة.
نصائح لإبطاء الشيخوخة
الأطباء يؤكدون أن مقاومة الشيخوخة لا تحتاج إلى أدوية، بل إلى أسلوب حياة صحي يشمل:
الغذاء المتوازن: الإكثار من الأطعمة النباتية الغنية بالألياف، الدهون الصحية، والقليل من السكر.
النشاط البدني: يساعد على تقوية القلب والعضلات وتحسين الأيض.
النوم الجيد: ضروري لعمليات الإصلاح الخلوية.
تقليل التوتر: من خلال التأمل، اليوغا، المشي، والابتعاد عن الشاشات.
الفحوصات الدورية: للكشف المبكر عن أي تغيرات صحية.
ويُعتبر الجمع بين هذه العوامل هو المفتاح للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية وتأخير آثار التقدم في السن.

