مظاهرات وعريضة ضد مصنع يستخدم مادة سامة في إسكيلستونا!

[إسحق القس افرام]

قدمت بلدية إسكيلستونا طعناً رسمياً ضد قرار مصلحة المواد الكيميائية (Kemikalieinspektionen) الذي منح شركة سينيور ماتريال (Senior Material) الصينية إعفاءً خاصاً لاستخدام مادة ثنائي كلورو الميثان، المعروفة باسم الميثيلين كلورايد، في عمليات الإنتاج داخل مصنعها الذي سينتج مادة تسخدم في بطاريات السيارات. وطالبت البلدية بإلغاء القرار أو إعادته للمراجعة، مشيرة إلى مخاطر المادة على الصحة والبيئة. فيما عبّر الطبيب نضال الحاج مصطفى عن قلقه من تأثير المادة على صحة الأطفال، وسط تحركات شعبية لإيقاف المصنع.
الكمية تشكل خطراً على السكان
البلدية اعتبرت أن الكمية الممنوحة للشركة تتعارض مع أهداف السويد في تقليل استخدام المواد السامة، خاصة أن الميثيلين كلورايد مصنف كمادة خطرة على الصحة والبيئة.
وقال مدير شؤون الأعمال في البلدية نيكلاس إدماك في اجتماع مجلس البلدية إن منح الكمية الكبيرة لشركة واحدة لا ينسجم مع التوجه الوطني نحو التخلص التدريجي من هذه المادة، مضيفاً أن الكمية المصرح بها تتجاوز ما كان مسموحاً به في البلاد خلال السنوات الأخيرة، ما يتعارض مع طموحات التحول إلى إنتاج مستدام.
وانتقدت البلدية ما وصفته غياب مبدأ الحيطة في قرار مصلحة المواد الكيميائية، معتبرة أن تقييم الطلب تم وفق ثلاثة معايير فقط تُستخدم عادة في الحالات العادية، رغم أن الحالة الحالية تتطلب توازناً بين المصلحة العامة والخاصة، ودراسة مدى انتشار المادة وتأثيرها الصحي والبيئي.
إجماع سياسي
رئيس اللجنة التنفيذية في البلدية جيمي يانسون قال إن جميع الأحزاب السياسية وافقت في البداية على مشروع إنشاء المصنع، لكنها لم تكن تملك المعلومات الكاملة حينها. وأضاف “اليوم اتخذنا قرار الطعن بالإجماع بعد معرفة تفاصيل استخدام المادة السامة، مؤكداً أن غياب الشفافية أدى إلى انعدام الثقة، ولم يكن أمامنا خيار سوى الطعن.
وطالبت البلدية محكمة الأراضي والبيئة بإلغاء القرار، أو إعادته إلى مصلحة المواد الكيميائية لإعادة النظر فيه. كما طلبت إصدار قرار بوقف التنفيذ مؤقتاً لحين البت في القضية.
وأكدت لجنة التنمية الحضرية أنها ستقدم طعناً مستقلاً، إضافة إلى مطالبتها السابقة بمراجعة التصريح البيئي الممنوح للمصنع، حيث أُحيل الطلب إلى لجنة مراجعة البيئة (Miljöprövningsdelegationen).
تفكير بمغادرة المدينة
الطبيب نضال الحاج مصطفى، في إسكيلستونا، عبّر عن قلقه من تأثير المادة على صحة الأطفال. وقال للكومبس “إسكيلستونا مدينة هادئة ولا أرغب في مغادرتها، لكن استمرار تسريب غاز الميثيلين قد يدفعني لذلك لأنني لا أستطيع تعريض أطفالي لهذا الخطر.
وأشار الحاج مصطفى إلى دراسات أجريت على مصنع مشابه في قبرص، أظهرت انتشار الأمراض العصبية وزيادة في حالات السرطان بين الأطفال بسبب المادة، مؤكداً أن هناك دعماً واسعاً من العاملين في القطاع الصحي للحملة ضد المصنع.
وأوضح أن المشفى الجديد (Mälarsjukhuset) في المدينة، الذي كلف مليارات ويخدم أكثر من مدينة في المقاطعة، يقع على بُعد ثلاثة كيلومترات فقط من المصنع. وشهدت المنطقة وقفات احتجاجية عدة من الطواقم الطبية أمام المصنع، لكن إدارة الشركة ترد بأن لديها جميع الموافقات الحكومية اللازمة.
مظاهرة و150 ألف توقيع ضد المصنع
منظمة SSUM التي تعنى بوقف الانبعاثات الضارة من المواد السامة البيئية، دعت بالتعاون مع العاملين في القطاع الطبي إلى مظاهرة في 15 نوفمبر ضد استخدام المادة. ويُنتظر أن يرتدي المشاركون زيهم المهني ويسيروا من حديقة المدينة إلى ساحة فريستاد وسط إسكيلستونا.
كما تم جمع أكثر من 150 ألف توقيع على عريضة حملت عنوان أوقفوا مصنع السموم في مدينة إسكيلستونا. وتطالب العريضة البلدية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السكان قبل فوات الأوان.