ووفقاً للوثيقة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، تريد الولايات المتحدة أن تشارك الدول عينات مسببات الأمراض وبيانات التسلسل الجيني في غضون 5 أيام من تفشي المرض، لكنها لا تضمن إرسال أي أدوية أو لقاحات يتم تطويرها إلى الدول المتضررة في مقابل ذلك.
وقال بعض الخبراء إن هذا الاختلال ربما يؤدي إلى تكرار أوجه اللامساواة التي حدثت خلال جائحة كوفيد-19 وغيرها من حالات تفشي الأمراض، عندما كانت الدول الفقيرة تكابد للوصول إلى الوسائل المصنعة لمكافحة المرض، على الرغم من أنها غالباً كانت أول من يرصد التهديد.
ويمكن أن يقوض ذلك أيضاً المفاوضات الجارية في منظمة الصحة العالمية، إذ تحاول الدول التوصل إلى حل لهذه القضية بالذات بطريقة تضمن عدم إهمال الدول ذات الدخل المنخفض مجدداً، وذلك في إطار معاهدة شبه مكتملة لمواجهة الجائحة.
والوثيقة الأمريكية عبارة عن مذكرة تفاهم ستوقعها الولايات المتحدة والدول المتلقية للمساعدات، وتتضمن أهدافاً للتعامل مع حالات مثل فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وكذلك وفيات الأمهات والتطعيم ضد الحصبة.
وتغطي الوثيقة المساعدات حتى 2030، لكن اتفاقية مشاركة مسببات الأمراض ستستمر لمدة 25 عاماً.
ورداً على أسئلة حول الوثيقة، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ملتزمة بالشفافية والمساءلة في استراتيجيتها الصحية العالمية، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات في إحدى الدول المتلقية للمساعدات أن الوثيقة قيد المناقشة.
وفي منشور على موقع إكس، أمس الخميس، قالت وزارة الصحة في غانا إنها تلقت وثيقة بشأن شروط الصحة العالمية من الولايات المتحدة لكنها لم تقدّم تفاصيل.
وقال ثلاثة مسؤولين في مجال الصحة العالمية إنهم اطلعوا أيضاً على الوثيقة وأنهم على علم بأن الحكومات تناقشها مع الولايات المتحدة.
وأكد مايكل كازاتشكين، الرئيس السابق للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، في اجتماع لمنظمة الصحة العالمية في جنيف لمناقشة الجزء الخاص بمشاركة مسببات الأمراض في معاهدة مكافحة الجوائح، اليوم الجمعة، أن هذه الاتفاقيات الثنائية... ستتجاوز منظمة الصحة العالمية وأسس التضامن والإنصاف التي كنا نحاول بناءها هنا.
ويمثل كازاتشكين الفريق المستقل المعني بالتأهب للجوائح والاستجابة لها الذي عقدته منظمة الصحة العالمية للتدقيق في الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد-19.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إن المنظمة ليس لديها معلومات عن الوثيقة، مشيراً إلى أن اتفاقية الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم المنافع التي تتفاوض بشأنها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ستتيح تبادل المواد وعلى قدم المساواة، تقاسم المنافع الناشئة عن تقاسم هذه المواد أو استخدامها بسرعة وفي الوقت المناسب وبشكل عادل ومنصف

