عناقُ الأفاعي ..!!! وديع القس
البيتُ لا يُهدمُ إلاّ إذا زَرَبَا
والجرحُ أعمقُ من خلٍ إذا ضُرِبا
فهو العليمُ بأمرِ البيتِ من خَلَلٍ
وهو العليمُ بما في البيتِ من ثُقُبَا
مهما تخفّى وراءَ الغيمِ من دَجَلٍ
نورُ الحقيقةِ شمسٌ يخرقُ السُّحُبا
مهما تفنّنَ ذئبٌ في مشيئتهِ
شراسةُ الوحشِ تبقى زينةَ الطّلَبا
سمُّ الأفاعيْ سيبقى في غريزتها
مهما تلفلفَ شكلُ الجسمِ أو قلَبَا.!
كلُّ المذلّاتِ تأتينا على وجعٍ
وجُلّها من صديقِ الدارِ والصَحِبا
وأمّةٌ تسبقُ الغزلانَ بالهَرَبَا
وسلحفاةٍ على فعلٍ بهِ وَجَبَا
وكالأسودِ على فعلٍ بهِ قَبَحٌ
وكالأرانبِ في فعلٍ بهِ نَجُبَا
ويسخرُ الفأرُ من أفعالِها ضَحِكَاً
إنْ قامَ في فعلِها أبطالنا العرَبَا
وحينَ يُطلبُ منها فعلَ مَكرُمَةٍ
تبقى الثّعالبُ أسياداً لما وَجِبَا
وحينَ يُطلبُ منها رمزَ مَفخرَةٍ
فالعاهِراتُ رموزَ المجدِ والقِبَبَا.؟
وحينَ تُرفعُ راياتٍ على قِمَمٍ
ترى المذلّةَ بالرّاياتِ والجَرَبا
لا خيرَ في أمّةٍ تاريُخها نَتَنٌ
وعِلمُها أدبُ الزوجاتِ بالَحجَبَا
ثقافةُ الجهلِ تعلو في بلاغتِهمْ
سلبٌ وغصبٌ وقتلٌ كيفما غَلِبَا
ويخرجونَ على شاشاتِهم عَلَناً
ويكشفونَ قِناعَ الزّيْفِ والنَّسَبَا
يثرثرونَ كلامَ السّلمِ والأدبِ
وقلبُهم مسكنٌ للحِقدِ بالّلهَبَا
وفي سماحَتهمْ غدرٌ بهِ ضَغَنٌ
وفي التّقرُّبِ لدغُ العقربِ الذّنَبَا
فوقَ المنابرِ صرْخاتٍ بها هِمَمٌ
وفي الحقيقةِ أكواماً منَ الكَذِبَا
وفي المعاركِ تكبيرٌ بهِ ظَفَرٌ
وفي الحقيقةِ إذلالٌ بهِ هرَبا
وفي الكلامِ أسودٌ تُرهبُ السّمَعَ
وفي الوقائعِ كالفِئرانِ مُرتَعَبَا
وقمّةُ المجدِ في أذهانِهمْ صُوَرٌ
مسحوبةً في ديارِ الغربِ كالنّخبَا
ويعلمونَ بأنَّ الغربَ يخدعهُمْ
ويعلمونَ بأنَّ العزَّ مُغتَصَبَا
مع َ العدوِّ رزينُ الفكرِ والحِكَمِ
معَ الشِّعوبِ طواغيتٌ ومُرتهِبا
مع العدوِّ كلامٌ كلّهُ عَذُبٌ
معِ الشِّعوبِ كلامُ السّيفِ والحَرِبَا
معَ العدوِّ وجوهَ الضّحكِ والهَزلِ
معَ الشّعوبِ وجوهَ السُّمِّ والغضَبَا
عندَ الغريبِ عبيداً يسبِقُ الخَدَمَ
وفي البلادِ أميراً ينطحُ السُّحُبا
عندَ الغريبِ شريبُ الخمرِ والفسقِ
عندَ القريبِ حليماً صائماً نَجِبَا
عندَ الغريبِ صديقاً صادِقَ القيمِ
وفي البلادِ عدوَّ الشّعبِ والكُتبَا .!
عندَ الغريبِ نزيهُ الحِكْمِ والحَكَمِ
وفي الدّيارِ يبيعُ البيتَ والعَتَبَا
عندَ الغريبِ كنوزَ المالِ والذّهبِ
وفي البلادِ فقيرُ الروحِ مُكتَئِبا
عندَ الغريبِ كألعابٍ بها هَزَلِ
عندَ القريبِ كصنديدٍ ومُنْتَصَبا
عندَ الغريبِ مشاريعٌ بها خَبَلٌ
وفي البلادِ بناءُ الفرنِ كالعَجَبَا
ويكشفونَ عن العوراتِ والجَسَدِ
وفي البلادِ حجابٌ يستِرُ الهُدُبا
وأمّةٌ عِلّةٌ والقلبُ في نجَسٍ
وعقلُها بقرٌ والرّوثُ مانسبَا ..!!
يا للحياةِ وما فيها من العَجَبِ
حتّى البهائمَ صارتْ تكرهُ العَرَبَا.. !!.؟
وديع القس ـ 8. 11. 2013
