يا صاحبي إنّك تؤلمني
بقلم

بنت السريان
يا صاحبي إنّك تؤلمني ,في قلبي إزميلك غرستَ,أوجعتني ,هوِّن عليَّ قليلاً,
طعناتك ...آه
لم أنسى قسوتها ما حييت
حروقاً أحدثت في جسدي
وثقوبا ً في عظامي
بصمتِ بكيت,أياما طوالاً بين يديك
أما اكتفيت
بمرارةٍ تفوّهت تلك الخشبة, بلهجة الأسير المغلوب على أمره, وما من سائل
أو مجيب.
فمالكُ الخشبة تلك لم يعرْ اهتماما لاحتجاجاتها المريرة
منهمك هو في صقلها لجعلها مزماراً ذا شأن
إنتهى من مهامه على أحسن وجه
وضعها في المكان المعدِّ لها بين الألات الموسيقية
ذات الطلب الثمين
قائلاً لها:
أيا قطعة الأبنوس الغالية أيّتها الخشبة الصغيرة
, لولا معالجتك بهذا الأزميل الحاد
وهذه الشقوق والثقوب التي أحدثتها في جسدك, وكل ذلك القص, وصبرك على معاناتك
,لكنتِ الآن ليس إلآخشبة عادية,ولستِ بذي نفع للأبد, وليس من يجدُّ في طلبك ويثمّنك,
بدا لك أني أعذّبك وأُدمّر حياتك
.لكن ما فعلته أني قسوت عليك قليلاً, كي أعدّك لمجد أفضل ,
حوّلتكِ إلى مزمار.
موسيقاك الجميلة تنعش النفوس, وتعزّي القلوب الحزينة ,وبلسما لحروق النفس الدفينة
ما أجملكِ , ثمينة أنت الآن ,وبركة في العالم:
آلة موسيقية تصدح بألحانها , يرتّل المؤمنون على أنغامها تسابيح الرب
هنيئا لك صبرك الذي أنشأ لك عزاء
وتحملك
عمل إزميلي فيك صنع لك هذا المجد
,وكذا نحن عزيزي القاريءيشكّلنا الله
فلتكن مشيئته فينا كما يريدهو , وليس كما نريد نحن
فلتكن مشيئتك يارب
ولنكن صبورين وندع تأديبه يعمل عمله فينا وفي حياتنا
فهو يعدنا لمجد أفضل ويصقلنا بالتجارب والمعاناة كما يصقل الذهب بالنار
له الحكمة والقدرة والمعرفة
له المجد
آمين