الشجرة العجوز والأغصان الجافة
- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 17070
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
الشجرة العجوز والأغصان الجافة
يحكى أنه كانت فى وقت من الأوقات شجرة مورقة بشدة فى أحد الغابات . كانت مأوى للطيور ، حيث بنت الطيور اعشاشها وعاشت فوق اغصانها . صنعت الطيور اوكارها بحفر جذعها ، ووضعت بيضها الذى راح يفقس فى ظلال عظمة هذه الشجرة . فشعرت الشجرة بالسرور من كثرة الصحبة لها خلال ايامها الطويلة . وكان الناس ممتنين لوجود هذه الشجرة العظيمة . لأنهم كانوا يأتون مراراً ليستظلوا بظلها . حيث كانوا يفترشون تحت أغصانها ويفتحون حقائبهم ليتناولوا طعام رحلتهم .وفى كل مرة عند عودة الناس لبيوتهم كانوا يعبرون عن مدى فائدة هذه الشجرة العظيمة لهم . وكانت الشجرة تشعر بالفخر لسماعها ثنائهم عليها .ولكن مرت السنين . وبدأت الشجرة تمرض . وراحت أوراقها وأغصانها تتساقط . ثم نحل جذعها وصار باهت اللون . وراحت العظمة التى كانت قد اعتادتها تخفت وتضيع تدريجياً . حتى الطيور صارت تتردد فى بناء أعشاشها فوقها. ولم يعد أحد يأتي ليستظل بظلها .
بكت الشجرة وقالت " يالله ، لماذا صارت علي كل هذه الصعوبات ؟ أنا أحتاج لأصدقاء. والآن لا أحد يقترب اليّ . لماذا نزعت عنى كل المجد الذى كنت قد تعودته ؟ . وصرخت الشجرة بصوت عال حتى تردد صدى بكائها فى كل الغابة " لماذا لا أموت واسقط ، حتى لا أعاني ما اعانيه ولا أقدر على تحمله ؟
واستمرت الشجرة تبكي حتى غمرت دموعها جذعها الجاف .مرت الفصول وتوالت الأيام ، ولم يتغير حال الشجرة العجوز . ولا زالت الشجرة تعاني من الوحدة . وراحت اغصانها تجف أكثر فأكثر . وكانت الشجرة تبكي طوال الليل وحتى بزوغ الصباح . " سو....سو...سو " ، آوه ماهذه الضجة ؟ . انه طائر صغير خرج لتوه من البيضة . وعلى هذا الصوت استيقظت الشجرة العجوز من أحلام يومها . " سو....سو...سو " ، وعلت الضوضاء أكثر فأكثر . وإذا بطائر صغير آخر يفقس من البيضة. ولم يمض وقت طويل حتى فقس طائر ثالث ورابع وخرجوا الى هذا العالم . فقالت الشجرة العجوز متعجبة " لقد سمع الله صلاتي وأجابها " .
فى اليوم التالي ، كانت هناك طيور كثيرة تطير لتحط على الشجرة العجوز . وراحوا يبنون عشوشا جديدة . كما لو أن الأغصان الجافة جذبت انتباههم ليبنوا عشوشهم هناك . وشعرت الطيور بدفء فى بقائها داخل الأغصان الجافة بدلا من أماكنها السابقة . راحت اعداد الطيور تتزايد وكذلك تنوعت انواعها . فغمغمت الشجرة العجوز فرحة وهي تقول " اوه ، الآن ايامى ستصير أكثر بهجة بوجودهم ههنا ."عادت الشجرة العجوز الى البهجة مرة أخرى ، و امتلأ قلبها حبوراً . بينما راحت شجرة صغيرة تنمو بالقرب من جذورها . وبدت الشجيرة الجديدة كما لو أنها تبتسم للشجرة العجوز . لأن دموع الشجرة العجوز هى التى صارت شجيرة صغيرة تكمل تكريسها للطبيعة .
صديقى العزيز ، هذه هى الطريقة التى تسير بها الأمور . فهل هناك درس تستخلصه من هذه القصة ؟ .نعم الله دائما لديه خطة سرية من أجلنا . الله القدير دائما ما يجاوب تساؤلاتنا . حتى حينما يكون من العسير تخمين النتائج ، ثق أن الله كلي القدرة يعرف ما هو الأفضل لنا .وعندما تكون هناك أوقات يسمح لنا فيها بالتجارب ، ففي أوقات أخرى يغمرنا بفيض البركات . وهو لا يمتحنا أكثر مما نستطيع أن نحتمل . وعندما سمح الله بالتجربة للشجرة العجوز ، تأخر فعلا فى إظهار مجده . ولكن الحقيقة أن الله لم يسمح بسقوط الشجرة العجوز ، فقد كان لديه بعض الأسرار التى يحتفظ بها من أجلها . ولكنه كان يختبر صبر الشجرة .
لذلك ، يا صديقي العزيز ، كن متأكداً ، أنه مهما كان ما نواجهه من تجربة فنحن نواجه حلقة فى سلسلة المجد الذى يعده لنا . فلا تيأس ، ولا تحبط . فالله موجود هناك دائما الى جوار الصابرين. بصبركم اقتنوا انفسكم." لوقا 21 : 19 " كما أننا "ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده."
دمتم بخير
أم تغلات
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 55057
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: الشجرة العجوز والأغصان الجافة
نعم يد الله تعمل باستمرار
أمور كثيرة في حياتنا يمكن أن يعتبرها الناس في العالم صدفة، إنما ليتنا نرى فيها يد الله تعمل باستمرار، وكما قال معلمنا بولس الرسول: وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ للَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
ونستطيع أن نقول أنه من الممكن أن تكون هذه علامة كافية للمؤمن لكي يعرف إذا كان هو من أولاد الله أم من أولاد العالم. فهذه تكفى أن تعرفك ما هي علاقتك مع الله؛ وهل كل خطوة في حياتك تشعر فيها بيد الله، أم لا تشعر؟
شكراً جزيلاً لكِ أختنا العزيزة سعاد على القصة الجميلة
بارككِ الرب
وميلاد مجيد
أمور كثيرة في حياتنا يمكن أن يعتبرها الناس في العالم صدفة، إنما ليتنا نرى فيها يد الله تعمل باستمرار، وكما قال معلمنا بولس الرسول: وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ للَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
ونستطيع أن نقول أنه من الممكن أن تكون هذه علامة كافية للمؤمن لكي يعرف إذا كان هو من أولاد الله أم من أولاد العالم. فهذه تكفى أن تعرفك ما هي علاقتك مع الله؛ وهل كل خطوة في حياتك تشعر فيها بيد الله، أم لا تشعر؟
شكراً جزيلاً لكِ أختنا العزيزة سعاد على القصة الجميلة
بارككِ الرب
وميلاد مجيد



