ضمّدي الآلامَ ياشامُ ..!!
ضمّدي الآلامَ يا شامُ الهِباتِ
واصبُريْ فوقَ الجراحِ النّائِباتِ
ضمِّديْ الآلامَ كُرها ً بالمماتِ
واسمعي ْترتيلَ طفلٍ للصَلاةِ
واسمعيْ لحنَ الثّرىْ فيهِ العتابِ
وهو َ يهفوْ طالِباً كالنائِحات ِ
أينَ أهليْ ، أينَ عِزَيْ أينَ روحيْ
لا تنادونيْ حبيبا ً في شماتي ..؟
زالَ من روحيْ أحاسيسُ الحبيبِ
طارَ من وجهيْ جمالُ العاشِقاتِ
لا تنادونيْ حبيبيْ في عذابيْ
فالجِراحاتُ ، تمادتْ كالعراة ِ
أينَ أشجاريْ وأطياري وشدويْ
أينَ أنهاريْ وتغريدُ الفرات ِ
أينَ علميْ أينَ تيجانُ الجَدودِ
أينَ طُهريْ من سفالاتِ الزّناةِ ..؟
أينَ أحلاميْ وأسماءُ المبانيْ
أينَ من تلويثِ أقدامِ الغزاة ِ..؟
أينَ من جرحِ الصّديقِ بالقلوبِ
أينَ من غدرِ الخليلِ ، في الوشاة ِ..؟
كلُّ أحلاميْ تلاشتْ كالضّبابِ
كلُّ أوطانيْ تقاسمْها الجناة ِ
من ديارِ العُربِ جاءتْ كالأفاعي
تنفثُ الأحقادَ سمّاً في أذاة ِ
لا نلومُ الغربَ في رسمِ الحروب ِ
إذْ نرى الأعرابَ خدّاما ً عداة ِ
لا نلومُ الغربَ في هدمِ التّراثِ
إذْ نرى الخلّانَ في صفِّ الغزاة ِ
لا نلومُ الغربَ في طمسِ العلوم ِ
إذْ نرى الأعرابَ سبّاقَ الغشاة ِ
لا نلومَ الغربَ في حرقِ البلادِ
إذْ نرى الخلاّنَ نارَ المحرقات ِ
لا نلومُ الغربَ في تهجير شعب ٍ
إذْ نرى الخلاّنَ طعن َ الغادرات ِ
لا نلومُ الغربَ في قتلِ النّبوغِ
إذْ نرى الجهّالَ أسيادُ الثّقات ِ
لنْ يريحكْ ، غدرُنا فالدورُ آتِ
في ديارِ النّفطِ كالبركانِ آتِ
من يدِ الأطماعِ لا يأتي سلامَا
إنّما مدلولها سرَّ الطُغاة ِ
إنْ تخاذلتَ الكثيرَ في زمان ٍ
سوفِ يأتي الدّورُ عندَ الخاذِلات ِ
كلَنا أهدافُ غزوٍ بالتَتاليْ
لنْ يفيدَ الذلُّ في رأس ِ الوشاة ِ
أمةٌ سمحاءَ في غلِّ العداءِ
وهي في أوطاننا بالباغيات ِ
زينةُ التّاريحِ في أمجادِها
تنحنيْ إجلالَ حبِّ العاهِراتِ
زينةُ الإنصافِ في أحكامِها
في زواج ٍ مُبْكِرٍ للقاصِراتِ
زينةُ الإبداعِ في أعمالِها
جهلُها والسِّحرُ علمُ الكائناتِ
قمّةُ التحريرِ في قهر ِالاعادي
باختطافِ المؤمنات ِالوادِعات ِ
أمّةٌ عرجاءَ في خصمِ العِداءِ
وهي في ساحاتنا بالقارعاتِ
أمّةٌ خرساءَ في وجهِ العِداءِ
وهي في بلداننا كالنّابحات ِ
لا تلومونيْ على نقدِ الرّفاة ِ
أمّةٌ تمشيْ ولكنْ في سباتِ
لا تلومونيْ على تجريحِ ذاتيْ
أمّةٌ غرقىْ بأفخاذ ِ الزّناة ِ
لا تلومونيْ على فضحِ الكتيمِ
أمّةٌ لا تفهمُ الماضيْ وآتيْ
لملميْ الأوجاعَ يا شامُ الأصول ِ
واصبريْ فوقَ الجّراحِ النّازفات ِ
أمّةٌ مدفونةٌ قبلَ المماتِ
لا تلوميها فلا تحكيْ الرّفاة ِ
وديع القس ـ . 2014-01-17