الجهلُ عدوّ الإنسانية ..!!!
لا ينفعُ المرءُ تيجانا ً منَ الذَهب ِ
لو لمْ يكُ التّاجُ مصقولا ً منَ النَجُبِ
مهما ترفّعَ أنسٌ في مراتبه ِ
يبقى التواضعُ تاجَ الخلقِ والأدب ِ
كلُّ امرىءٍ يتمنّى العيشَ في رغدِ
وراحةُ النّفسِ لا تأتيْ بلا تعب ِ
الكذبُ لا ينفعُ الإنسانَ في عملٍ
تحتَ التجاربِ مقطوعٌ من العقب ِ
لا نفعَ في لذَةِ الأجسادِ والتُّخَم ِ
فكلّها نتنٌ للدّود ِ مصطحب ِ
جميعنا ودروبُ الموتِ تجمعنا
وفي السّماءِ فروقات ٍ بها حسب ِ
كلّ الحياةِ بعمرِ النّاسِ كالسّحبِ
فاتركْ لها أثراً تسموْ على القببِ
لا تتركَ الروحَ مرهونا ً مع الجسد ِ
ففي الجسيمِ ضلالُ الرّوحِ بالّلهب ِ
لا يهنأَ العيشُ والأحقادُ باقيةً
وفي السّماحِ كِرامُ النّفسِ والنّسبِ
لا تشتهيْ الشرَّ فالنيرانُ محرقة ٌ
في حالةِ الهولِ لا ندٌّ ولا قربِ
دعِ الشّرورَ بعيداً في ضلالتها
فالشرُّ لا يملكُ الإخلاصَ للصّحِبِ
ابنُ الشّرورِ بلاءٌ في علاقته ِ
ابنُ الكِرامِ كنورِ الصّبحِ في وجب ِ
عقلُ الحماقةِ تدميرٌ لمنزلهِ
عقلُ الحكيمِ رضاءُ اللهِ والحسب ِ
دربُ الحماقةِ أشواكٌ من الوجع ِ
دربُ الحكيم ِ سلاماً كلّهُ طيب ِ
وناقصُ العلمِ همٌ فوقَ اسرته ِ
وصاحبُ العلمِ مفتونٌ بهِ النّسب ِ
حِملُ الجهالة ِ أثقالٌ من الألم ِ
حِملُ الحكيم ِ كترياقٍ من العذب ِ
صوتُ الحماقةِ يعلو فوقَ مطلبه
صوتُ الحكيمِ بلينِ الطّيبِ منجذب ِ
خيرُ الحماقة ِ مسبوقٌ بهِ الغضب ُ
خيرُ الحكيم ِ بصبرِ العزِّ منسكب ِ
طيشُ الحماقة ِ إبلاءٌ لصاحبها
وفي التعقّلُ أحكامٌ من الصوب ِ
جلُّ المعاصيْ من الجهّالِ مصدرها
معَ الحكيمِ يزولُ الصّعبَ بالذوب ِ
فرقُ الثّقافةِ عندَ الشّرقِ يتبعها
جهلٌ وظلمٌ وقتلٌ كلّها كرب ِ
ومنْ هنا بدأ الأغرابُ بالعمل ِ
عرسُ الرّبيعِ معَ الأعرابِ بالّلعب ِ
لِعبُ الشّعوبِ معَ الحكّامِ بالغرقِ
وشرطها لعبةُ الخِسرانِ لمْ يغبِ
وساحةُ العرسِ أبطالٌ من العجم ِ
يمثّلونَ بأدوارٍ لمغتصب ِ
هذا يكبّرُ آذانا ً بها ظفرِ
وذاكَ يمشيْ بخيلاء ٍ على غلب ِ
لا يشهدُ الإنسانُ في الأزمانِ والحقبِ
ولا تسطّرَ في التّاريخِ والكتب ِ
رعباً وقتلاً وترهيباً كما وصلتْ
إليهِ إنسانِنا الشرّقيِّ بالكذب ِ
ولا قرأنا دواوينا ً ولا كتبا ً
تصوِّرُ المرءُ في وحشيّة ِ الدّبب ِ
ما أكثرَ الأقوالُ في الثّوراتِ بالدّجلِ
كلٍّ يغنّيْ على ليلاه ُ بالكذب ِ
فارفعْ عيونكَ للعلياءِ متّضِعا ً
واطلبْ إليه ِ سماحُ الرّوح ِ بالنّحب ِ
كلّ الملذّاتِ في دنياكَ راحلة ً
تبقى السّعادةُ عندَ الله ِ بالطّيب ِ
واعلمْ بأنَّ الرّدى يأتي بلا خبر ٍ
وثمَّ لا ينفعُ الإرجاءُ بالطّلب ِ
فاحملْ بروحكَ أجسادا ً مع النّعم ِ
تسموْ بها سلّمَ التّقديس ِبالسّحب ِ
وديع القس ـ 21 . 1 . 2014