أدم وحواء أسعد زوجان
بقلم
بنت السريان
تفنن الله في خلق أقدم وأبرع لوحة فنيّة حيّة
تعجز عن محاكاتها ريشة فنان
وعلى صورته خلق اللهُ الإنسان.
فتح آدم عينه في جنّة عدن
مدركاّ كينونة وجوده عارفا قد خلقه الرب الإله ,
وحوّاء أنيساً رائعا تشاركه الجنان ,
سعيداً, بمعيّتها قلبه فرحان,
ذكرأً وأُنثى خلقهم بودٍّ يعيشان,
غرس الرب جنة في عدن شرقا يسقيها نهر بالمياه,
ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس كل في أتجاه ,
فيشون محيط بالحويلة وجيحون محيط بأرض كوشَ,
وحدّاقل يجري شرق آشور ورابعهم نهر الفرات,
جنّة تذوب ولها وحباً بها, في وسطها شجرة الحياة ,
وشجرةمعرفة الخير والشر,تخلب الألباب وتسيل اللعاب.وثمارهامشتهاة,
جنّة يعجز لسان بشر عن وصفها, فهي فوق تصور الانسان ,
فيقف مبهوتاً مأخوذاًبسحر جمالها ورونقهاالفتان,
وما جادت به يد القادرالقدير أعظم فنّان ,
وما صاغته وصورته,وما جبلته وكونته يد الرحمن .
نسجت آدم وحواء ووضعتهما في الجنّة فكاناأجمل زوجان.
أثمروا واكثروا واملأوا الارض, باركهم و قال لهم الرب الحنّان,
جبال شاهقات بثمر الاشجار عامرات ,
وديان بالمياه العذبة وافرات,
جنة يعجز عن وصفها اللسان
كلُّها لك يا آدم,وكل ما عليها من نباتات وحيوانات,
فاهنأ وتنعّم بما قد وهبك سيّد الكائنات,
قصيدة شعرية لا يضاهيها إلهام ,
مقطوعة موسيقية الحانها أشجان وأنغام,
عطرسناها, مسك وعنبر واقحوان لا مثل لها ولا بالأحلام
,أزاهيرها أشكال وألوان,دواءلكل سقم,
وثمر أشجارها صنوف وانواع ,مذاقها للقلب بلسم,
كُلْ منها يابن آدم ,من جميعها كلْ وتنعّم ,
إلآ من شجرة معرفة الخير والشرّ حذار أن تتقَّدم,
فيوم تأكل منها موتا تموت وتبتلى بما لاتعلم,
آنذاك ستندم ولات ساعة مندم,
هذه وصيّتي لك ,ضعها نصب عينيك يابن آدم .,
..............................................يتبع
بنت السريان
سعاد اسطيفان