هل يستطيع أن يغيِّر خَبِيث النَّفس طبعه؟
يرى المناويُّ أنَّ من تمحضت فيه مادَّة الخُبْث لا مطمع في تبدُّله، فيقول: (يقال: إذا حُدِّثت أنَّ جبلًا زال عن مكانه فصدِّق، وإذا حُدِّثت أنَّ رجلًا زال عن خُلُقِه فلا تصدِّق؛ وذلك لأنَّ مَن تمحَّضت فيه مادَّة ال مخُبْث، فقد طُبِع عليه_ على الخُلُق المذموم، الذي لا مطمع في تبدُّله، ومَن تمحَّضت فيه مادَّة الطِّيب، فقد طُبِع على الخُلُق الحسن المحمود، الذي لا مطمع في تبدُّله. قال الشَّريف السَّمهودي: وقد جرَّبت مصداقه الآن، فكم أظهر الواحد منهم التَّوبة عن أخلاقٍ ذميمةٍ بعد بذل الجهد في أسباب إزالتها، ثمَّ نكص على عقبيه..] نكص على عقبيه: رجع عما كان عليه من خير، خاص بالرجوع عن الخير ((القاموس المحيط)) للفيرزآبادي (ص 633). ، راجعًا لما كان عليه؛ لاقتضاء خبثهم المستحكم، وعظيم بغضهم لأهل الخير.
وأنشد بعضهم:
وما هذه الأخلاق إلَّا طبائع
فمنهنَّ محمود ومنهنَّ مذمَّم
الموضوووووع منقوووووووووووول