رحلَ .. وبقيتْ أصالتهُ ..!!
ليسَ فيْ الأكوانِ عرفٌ بالأصيلِ
فيْ مساواةِ العبيدِ ، بالنّبيلِ
لا تساويْ في قوانينِ الإلهِ
مسحةُ النّورِ ، معَ العتمِ الكحيلِ
ليس في عرفِ الحياةِ ، أن يوازى
فكرُ أعمالِ اللّئيمِ ، بالجليل ِ ..؟
صنّفَ التّاريخُ سبطَ الأمثلِ
فيْ تقاسيمِ الحياةِ الأوّلِ
لا يساويْ بينَ عبدٍ سافلِ
أو كراماتِ الأصيلِ الأنبلِ
بينَ مَنْ يمشيْ كريما ً بالسّلامِ
فيْ مساواةِ الّلئيمِ القاتل ِ
لعنةُ التّاريخِ حلّتْ بالبشائرْ
عندمَا نادتْ بتحريرِ الذّليلِ
صرخةُ الآلامِ أضحتْ بالعوالمْ
حينما سُنّتْ قوانينَ العدول ِ
والفروقاتُ ، تنادينا جليّا ً
مثلَ أنوارِ الشّموسِ ، والظليلِ
كيفَ تمشيْ فيْ قوانينِ الوجودِ
أنْ يكونَ العبدَ في حكمِ الأصيلِ ..؟
كيفَ للإعمى ـ يقاسمنا الحياةَ
وهوَ فيْ عرفِ الحياةِ ، بالوبيلِ..؟
كيفَ للشّيطانِ يسموْ بالعلاليْ
وهو فيْ حكمِ الإلهِ ، بالدّجيلِ..؟
منْ جبانٍ لا نرى أعمالُ خيرٍ
كلُّ أعمالِ الجبانِ في عضالِ
كانَ صرحا ً منْ بقايانا الأسودِ
مسحةُ المسّيحِ فيهِ ، للعليلِ
زينةُ الإنسانِ فيْ صدقِ الفعالِ
لا هتافاتِ الجّبانِ ، للجليلِ
جرّبوهُ بالرّغيبِ ، والرّهيبِ
لمْ يروا فيهِ الخنوعَ ، والنّزولِ
جرّبوهُ ، في امتحاناتِ المعاصيْ
لمْ يروا فيْ لحنهِ إلاّ الأصيلِ
ثمَّ خانوهُ انتقاما ً للمسيحِ
خلفَ أحقادِ النّفاقِ ، والضّلالِ
كيفما دارَ الزّمانُ ، بالّلئيمِ
سوفَ يبقى حسّهُ دونَ النّعال ِ
ينخرُ الدّيدانُ فيْ جسمِ النّخيلِ
ثمَّ يردوهُ ، صريعا ً بالإفولِ
يشربونَ الماءَ كالخلِّ الصّديقِ
ثمَّ يهدوهُ سموما ً بالقتيلِ
قبّلوهُ ، عانقوهُ ، فيْ نفاقٍ
واستغلّوا طيبهُ السمحَ الجميلِ
وضّحوا فيْ غدرهِ سرُّ الخفايا
لا مسيحا ً ، لا صليبا ً ، بالقبول ِ
ثمَّ قالوا: سيّديْ أنتَ الوفاءُ
بعدَ أنْ تمّتْ أماناتُ الرّحيلِ
يقتلونَ المرءَ فيْ غدرِ الأفاعيْ
ثمَّ يمشوا خلفَ أكفانِ القتيلِ
لعنةُ الشّيطانِ حلّتْ بالوجودِ
في مساواةِ العبيدِ ، بالنّبيلِ
لعنةُ الشّيطانِ حلّتْ بالشّعوبِ
في احتراماتِ الكريمِ للذّليلِ
لعنةُ الشّيطانِ حلّتْ بالعوالمْ
في احتواءاتِ الكريمِ ، للدّخيلِ
لا يداوي جرحنا إلّا حكيما ً
كيفما كانتْ جمالاتُ الغسيلِ
هكذا في أمّة ٍ عمياءَ تمشيْ
خلفَ أفكارِ العديمِ،كالذّليلِ
تخدعُ الأطفالَ في عمرِ الورودِ
ثمّ تسقيها سموما ً بالضّلالِ
هكذا في أمّة ٍ باتتْ وبالا ً
فيْ شرايينِ العوالمْ بالعضالِ
أمّةٌ جيناتُهَا حقدٌ وغدرُ
أمّةٌ تعليمُها شرُّ النّصالِ
أمّةٌ أهدافهَا مالُ الحرامِ
أمّةٌ أشرافُهَا زانٍ حُثَال ِ
أمّةٌ عبدُ الأممْ فيْ كلِّ وقت ٍ
أمّةٌ خلفَ الأممْ مثلَ الذّيولِ
كيفَ منْ عبدٍ حقيرٍ يرتقيْ
سلّمَ الأشرافِ فيْ حكمِ الشّمولِ
أمّةٌ موروثةٌ غلّ الخيانةْ
منذُ ميلادِ الوليدِ الأوّلِ
أمّةٌ أشرافُهَا سبطُ الزوانيْ
ناكحونَ ، للصّغارِ ، والكهولِ
ربّهمْ ربُّ القذارةْ والشّرورِ
ربّهمْ ربُّ النّكاحِ ، والقتالِ
ربّهمْ ربُّ الزناةِ ، والحرامِ
ربّهمْ ربٌّ كذوبٌ سافل ِ
أيُّ ربٍّ سافل ٍ كيْ يرتضيْ
أنْ يمثِّلْ دورَ كلبٍ مِسْحَلِ
أنّهمْ أولادُ عارٍ والجواريْ
منْ بداياتِ الوجودِ ، للزّوالِ
أنّهمْ أحفادُ إبليسُ الّلعينِ
ليسَ فيْ أحشائهمْ إلّا الغليلِ
ليسَ فيْ أخلاقهمْ حبٌّ وصدقُ
أرفعُ الأخلاقِ حقدٌ سافلِ
وصمةُ العارِ ، ستبقى ظلّهمْ
كيفما دارَ الزّمانُ ، بالأفولِ
وديع القس ـ 4. 5 . 2014